منتدى مازونة يرحب بزواره الكرام، يسعدنا إنضمامكم كأعضاء
يرجى التكرم بالتسجيل معنا، أهلا وسهلا بك في منتديات مازونة
أسأل الله ان يعطيك أطيب ما فى الدنيا ( محبة الله )
وأن يريك أحسن ما فى الجنه ( رؤية الله )
وأن ينفعك بأنفع الكتب ( كتاب الله )
وأن يجمعك بأبر الخلق ( رسول الله ) عليه الصلاة والسلام
منتدى مازونة .. أنوار قلب واحد .. أسرة واحدة
http://x20x.com/upfiles/AvM08284.jpg

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى مازونة يرحب بزواره الكرام، يسعدنا إنضمامكم كأعضاء
يرجى التكرم بالتسجيل معنا، أهلا وسهلا بك في منتديات مازونة
أسأل الله ان يعطيك أطيب ما فى الدنيا ( محبة الله )
وأن يريك أحسن ما فى الجنه ( رؤية الله )
وأن ينفعك بأنفع الكتب ( كتاب الله )
وأن يجمعك بأبر الخلق ( رسول الله ) عليه الصلاة والسلام
منتدى مازونة .. أنوار قلب واحد .. أسرة واحدة
http://x20x.com/upfiles/AvM08284.jpg

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

   ***أشواق* أشواق* أشواق *عيونهههاااادددي 

 

الأبحاث والآراء المنشورة تعبر عن رأي صاحبها ، وليست بالضرورة تعبر عن رأي الموقع
 
الردود النحويّة على الشبهات المزعومة بأنّ بعض آيات القرآن الكريم فيها أخطاء نحويّة OFY71744

دعوه للتعارف والتواصل بين بعضنا البعض،في فضاء منتديات مازونة مدير الموقع*1ولاية أدرار*2ولاية الشلف* 3 ولاية الأغواط* 4 ولاية أم البواقي* 5 ولاية باتنة* 6 ولاية بجاية* 7 ولاية بسكرة* 8 ولاية بشار* 9 ولاية البليدة* 10 ولاية البويرة* 11 ولاية تمنراست* 12 ولاية تبسة* 13 ولاية تلمسان* 14 ولاية تيارت* 15 ولاية تيزي وزو* 16 ولاية الجزائر* 17 ولاية الجلفة* 18ولاية جيجل* 19 ولاية سطيف* 20 ولاية سعيدة* 21 ولاية سكيكدة* 22 ولاية سيدي بلعباس* 23 ولاية عنابة* 24 ولاية قالمة* 25 ولاية قسنطينة* 26 ولاية المدية* 27 ولاية مستغانم* 28 ولاية المسيلة* 29 ولاية معسكر* 30 ولاية ورقلة* 31 ولاية وهران* 32 ولاية البيض* 33 ولاية اليزي* 34 ولاية برج بوعريريج* 35 ولاية بومرداس* 36 ولاية الطارف* 37 ولاية تندوف* 38 ولاية تسمسيلت* 39 ولاية الوادي* 40 ولاية خنشلة* 41 ولاية سوق أهراس* 42 ولاية تيبازة* 43 ولاية ميلة* 44 ولاية عين الدفلى* 45 ولاية النعامة* 46 ولاية عين تموشنت* 47 ولاية غرداية* 48 ولاية غليزانتحية خاص إلى كل أناس غليزان- واد رهيو- مديونة- الحمادنة- تيارت- شلف-وهران-عين مران-سيدي محمد بن عليIraqimap
جميع البرامج متاحة للجميع , ولكن يجب استخدامها في ما يرضي الله , ومن خالف ذلك فلا نحلله ولا نبيحه
   الردود النحويّة على الشبهات المزعومة بأنّ بعض آيات القرآن الكريم فيها أخطاء نحويّة Vالطيب/الطيب/الطيب   الردود النحويّة على الشبهات المزعومة بأنّ بعض آيات القرآن الكريم فيها أخطاء نحويّة V
برامج كمبيوتر
  حبي لمملكتي    حبي لمملكتي    حبي لمملكتي  
الردود النحويّة على الشبهات المزعومة بأنّ بعض آيات القرآن الكريم فيها أخطاء نحويّة 89312
نحن لا ندعي التميز ولكننا صناعه

    الردود النحويّة على الشبهات المزعومة بأنّ بعض آيات القرآن الكريم فيها أخطاء نحويّة

    القائد
    القائد
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    وسام الحضور الدائم

    الجنس : ذكر عدد الرسائل عدد الرسائل : 2628
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 01/01/1983
    العمر : 41
    الموقعwww.mazonh.66ghz.com
    تاريخ التسجيل : 09/02/2009
    السٌّمعَة3
    نقاط : 35417

    الردود النحويّة على الشبهات المزعومة بأنّ بعض آيات القرآن الكريم فيها أخطاء نحويّة Empty الردود النحويّة على الشبهات المزعومة بأنّ بعض آيات القرآن الكريم فيها أخطاء نحويّة

    مُساهمة من طرف القائد السبت 16 أكتوبر - 21:01

    بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

    بعدِ حمدِ الله تعالى والثناء عليه، وبعد الصلاةِ على رسول الله والسَّلامِ عليه، فإنّ ما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع هنا في منتدياتنا الكريمة ما رأيته في بعض المواقع في الإنترنت، التي تتطاول على القرآن الكريم، وتنعته بأنّه ليس فصيحاً وفيه من الأخطاء اللغوية الكثير، ويعدّدون بعضاً من الآيات التي فقرهم باللغة دفعهم إلى الاعتقاد بأنّها خارجة على قواعد اللغة العربيّة، فدخلوا من هذه الزاوية على عقول الشباب والشابات الذين لا يملكون القوّةَ اللغويّة التي تمكّنهم من معرفة كيفيّة دفع هذا الوهم...

    ولعلّ أهمّ آية يتعرّضون لها دائماً بجملة من الاتّهامات هي قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِيْنَ آمَنُواْ وَالَّذِيْنَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُون[1]وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}[2]:

    فهذه الآية الكريمة خير مثال على ضرورة التيقّظ وعدم التّسرّع ومراعاة مقام النصّ القرآنيّ والنظر إلى المعنى، لا الجري وراء ظاهر اللفظ فحسب، لمعرفة حقيقة المراد منها معنويّاً وكيف عبّر عنه القرآن الكريم لفظاً.

    والإشكال المزعوم هو رفع كلمة : "الصَّابئون" في موضع يجب فيه أن تكونَ منصوبة، عطفاً على محلّ اسم "إنَّ" وهو "الذينَ" الذي هو في محلّ نصب؛ أي يجب أن تكون "والصّائبين" كأيِّ اسمٍ معطوف ينصب إذا عُطِفَ على منصوب، وبهذا جاء القرآن الكريم أيضاً دون أن يخرج عن القاعدة إلاَّ هنا في هذه الآية، ففي زعمهم -والعياذ بالله تعالى- أنّه أخطأ وشذّ عن القاعدة فهو بذلك ليس من عند الله.

    وفيما يأتي سأعرض لكم آراء كثير من علماء النحو وعلماء التفسير في ذلك مستعيناً بالله تعالى على ذلك، دفعاً للوهم المزعوم بالدليل القاطع والبرهان الناصع، وتنزيهاً لكتاب الله الخالد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه:

    يرى الخليل وسِيْبَوَيْهِ أَنَّ {الصَّابِؤُونَ} مرتفعٌ على الابتداء وخبره محذوف، والتَّقْدِيْر "والصابئون والنصارى كَذَلِكَ"[3]، يقول سِيْبَوَيْهِ في الكتاب: «وأمّا قوله عزّ وجلّ {وَالصَّابِؤُونَ} فعلى التَّقْدِيم والتَّأْخِير، كَأَنَّهُ ابتدأ على قوله {وَالصَّابِؤُونَ} بعدما مضى الخبرُ»[4].

    وأنشد قول الشاعر بشر بن أبي خازم[5]:
    وَإِلاَّ فَـاعْلَمُـوا أَنَّـا وَأَنْتُـمْ ...... بُغَـاةٌ مَا بَقِيْنـا فِـي شِقَـاقِ[6].
    فكَأَنَّهُ قال: بغاةٌ ما بقينا وأنتم[7].

    ومَنْ ذهب هَذَا المذهب استشهد أَيْضَاً بقول الشاعر[8]:
    وَمَنْ يَكُ أَمْسَى بِالْمَدِيْنَةِ رَحلُهُ ....... فَإِنِّـي وَقَيَّـارٌ بِهَـا لَغَرِيْـبُ.
    وكَأَنَّهُ قال: فإنّي لغريبٌ وقيّارٌ كَذَلِكَ[9].
    ليكون تقدير الآية على هَذَا التَّأوِيل -كما ذكره القُرْطُبِيّ-: «إِنَّ الَّذِيْنَ آمنوا والَّذِيْنَ هادوا مَنْ آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون والصابئون والنصارى كَذَلِكَ»[10]، ويكون بِذَلِكَ العطف من باب عطف الجمل، فالصابئون وخبره المحذوف جملة معطوفة على جملة قوله {إِنَّ الَّذِيْنَ آمَنُواْ}، ولا محلّ لها، كما لا محلّ للجملة الَّتِي عطفت عليها[11]، فيصير العطف على الموضع، بعد خبر {إِنَّ} في المعنى[12].

    وَيَرَى بعض النَّحْوِيِّيْنَ أَنَّ {الصَّابِؤُونَ} مرفوعٌ بالابتداء، وخبره محذوفٌ كمذهب الخليل وسِيْبَوَيْهِ، إِلاَّ أَنَّهُ لا يُنْوى بهَذَا المبتدأ التَّأْخِير، نقله أبو البقاء في "التّبيان"[13]، وضعّفه في "الإملاء"[14] لِمَا فيه من لزوم الحذف والفصل[15]؛ أي لِمَا يلزم من الجمع بينهما.

    وَيَرَى الكِسَائِيّ والأَخْفَش أَنَّ {الصَّابِؤُونَ} معطوفٌ على المضمر في {هَادُواْ}[16]، والزَّجَّاج خطّأَهُ من جهتين: إحداهماأَنَّ المضمر المرفوع يقبح العطف عليه حَتَّى يؤكّد، والأخرىأَنَّ المعطوف شريك المعطوف عليه فيصير المعنىأَنَّ الصّابئين قد دخلوا في اليهوديّة، وهَذَا محالٌ[17]، وقد ردّ هَذَا الرأي أَيْضَاً الفَرَّاء[18] تلميذ الكِسَائِيّ.

    واجتهدَ الأَخْفَش اجتهاداً آخَرَ أَيْضاً، وهوأَنَّ "إِنَّ" بمعنى "نَعَمْ" وتبعه بعض النَّحْوِيِّيْنَ؛ فهي حرف جواب ولا محلّ لها حينئذٍ، وَعَلَى هَذَا فما بعدها مرفوعُ المحلّ على الابتداء، وما بعده معطوفٌ عليه بالرفعِ، وخبر الجميع قوله {مَنْ آمَنَ} إلى آخره[19]، وكونها بمعنى "نعم" قولٌ مرجوحٌ، والشاهد على ذَلِكَ قول عبيد الله بن قيس الرّقيّات[20]:
    بَكَـرَتْ عَلَـيَّ عَوَاذِلـِي ........ يَلْحَيْنَنِي، وَأَلُـومُـهُنَّــهْ[21].
    ويَقُلْـنَ: شَيْـبٌ قَـدْ عَلا .........كَ وَقَدْ كَبِرْتَ، قُلْتُ: إِنَّـهْ[22].
    ونقل عنه القُرْطُبِيّ قوله: «قال الأخفش: "إنّهْ" بمعنى "نَعَمْ"، وهَذِهِ "الهاء" أدخلت للسّكت[23]»[24].
    ونقل السَّمِيْن الحَلَبِيّ عن هِشَام بن معاوية، رأيه بأَنْ تُضْمِرَ خبر {إِنَّ}، وتبتدئ بـ {الصَّابِؤُونَ}، والتَّقْدِيْر "إِنَّ الَّذِيْنَ آمنوا والَّذِيْنَ هادوا يُرْحَمُون"[25]، فيحذف الخبر إذ عُرف موضعه، كما حذف من قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}[26]؛ أي "يُعَاقَبُون".

    وَيَرَى مكّيّ أنّه: «رفع {الصَّابِؤُونَ}؛ لأَنَّ {إِنَّ} لم يظهر لها عملٌ في {الَّذِيْنَ}، فبقي المعطوف على رفعه الأصليّ قبل دخول {إِنَّ} على الجملة»[27]، وهَذَا هو مذهب الفَرَّاء عينُهُ[28]، فهو يجيز الرَّفْع نسقاً على محلّ اسم "إِنّ" إِذَا لم يظهر فيه إعراب؛ لأَنَّهُ قبل دخولها مرفوعٌ بالابتداء، ولمّا دخلت عليه لم تغيّر معناه بل أكّدته[29]، ولذَلِكَ اختصّتْ "إِنَّ وَأَنَّ" بِذَلِكَ دون سائر أخواتهما لبقاء معنى الابتداء فيها[30]، بخلاف "ليت ولَعَلَّ وكأنّ" فإنّه خرج إلى التّمنّي والتّرجّي والتّشبيه[31].

    وَيَرَى بعضهم أَنَّ {الصَّابِؤُونَ} منصوبٌ، وإِنَّمَا جاء على لغةِ بني "بلحارث بن كعب"[32] وغيرهم، الَّذِيْنَ يجعلون المثنّى بالألف في كلّ حال، وكذا الواو علامة رفع المجموع سلامةً، ونقل ذَلِكَ مكّيّ في المشكل[33]، وأبو البقاء في الإملاء[34].

    ورأى القاضي أبو السّعود[35]: «أنّه وسط بين اسم {إِنَّ} وخبرها دلالة علىأَنَّ "الصّابئين" مع ظهور ضلالهم وزيغهم عن الأديان كلّها حَيْثُ قبلت توبتُهُمْ، إِنْ صَحَّ مِنْهُمُ الإِيمانُ والعملُ الصَّالِحُ، فَغَيْرُهُمْ أَوْلَى بِذَلِكَ»[36].

    وَيَرَى أبو عليّ الفَارِسِيّ أَنَّ علامة النَّصْب في {الصَّابِؤُونَ} فتحة النون، والنون حرف الإعراب، فهي كـ "الزّيتون" و"عربون"[37]، وقال أبو البقاء: «فَإِنْ قيل إِنَّمَا جاز أبو عليّ ذَلِكَ مع "الياء" لا مع "الواو"، قيل قد أجازه غيرُهُ، والقياسُ لا يدفعه»[38].

    ومِنَ الَّذِيْنَ أطالوا الكلام في هَذِهِ الآيةِ مِنَ المُتأخِّرينَ ابن عاشور، الَّذِي خالفَ فيما جاء بهِ الكثير مِنْ أقوال السّابقين، يقول: «موقع هَذِهِ الآية دقيق، ومعناها أدقّ، وإعرابها تابعٌ لدقّةِ الأمرين؛ لأَنَّ إعرابها يتعقّد إشكاله بوقوعِ قوله {وَالصَّابِؤُونَ} بحالةِ رفعٍ بالواو، في حين أَنَّهُ معطوفٌ على اسم {إِنَّ} في ظاهر الكلام»[39]، فهو يرى أنّ: «خبر {إِنَّ} محذوف دلّ عليه ما ذكر بعده من قوله {فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}، ويكون قوله {وَالَّذِيْنَ هَادُواْ} عطفَ جملةٍ على جملةٍ، فيجعل {الَّذِيْنَ هَادُواْ} مبتدأ، ولذَلِكَ حقّ رفع ما عُطِفَ عليه، وهو {الصَّابِؤُونَ}، ويكون قوله {مَنْ آمَنَ بِاللّهِ} مبتدأً ثانياً، وتكون "مَنْ" موصولة، والرابطُ للجملة بالَّتِي قبلها محذوفاً؛ أي "مَنْ آمن منهم"، وجملة {فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} خبراً عن {مَنْ} الموصولة، واقترانها بالفاء؛ لأَنَّ الموصول شبيه بالشّرط، وذَلِكَ كثير في الكلام، كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِيْنَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ}[40]، ووجود الفاء فيه يعيّن كونه خبراً عن {مَنْ} الموصولة، وليس خبرَ {إِنَّ}، على عكس قول ضابئ بن الحارث البرجميّ[41]...فَإِنَّ وجود "لام" الابتداء في قوله "لغريبُ" عيّنَ أَنَّهُ خبر "إِنَّ"»[42].
    وبناءً على هَذِهِ الوجوه الإعرابيَّة الَّتِي ذهب إليها ابن عاشور، يكون تقدير الآية الكريمة "إِنَّ الَّذِيْنَ آمنوا لا خوفٌ عليهم"، ثُمّ تأتي جملة جديدة مصدّرة بمبتدأ لتنعطف على الجملة الأولى؛ أي "والَّذِيْنَ هادوا والصابئون والنصارى"، ثُمّ تأتي جملة جديدة مصدّرة بمبتدأ ثانٍ لتكون خبراً للمبتدأ {الَّذِيْنَ هَادُواْ}؛ أي "مَنْ آمن مِنْهُمْ بالله واليوم الآخر فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون".
    ويدافع ابن عاشور عن رأيه، معلِّلاً، ومستشهِداً، ومناقشاً، ويؤكّدأَنَّ هَذَا الّلفظ -وَإِنْ لَمْ يكن شائعاً- فإنّه فصيح، وله بلاغتُهُ، وحكمتُهُ الَّتِي ينطوي عليها، بقوله: «والَّذِي سلكناه أوضحُ، وأجرى على أسلوب النّظم، وأليق بمعنى هَذِهِ الآيةِ... إِنَّ هَذَا الّلفظ كَذَلِكَ نزل، وَإِنْ كانَ استعمالاً غيرَ شائعٍ، لَكِنَّهُ مِنَ الفصاحةِ والإيجازِ بمكان؛ وذَلِكَأَنَّ مِنَ الشّائع في الكلام أَنَّهُ إِذَا أتى بكلامٍ مؤكّد بـ "إِنَّ"، وأتى باسمها وخبرها، وأُريد أَنْ يعطفوا على اسمها معطوفاً هو غريب في ذَلِكَ الحكم، جيء بالمعطوف الغريب مرفوعاً ليدلّوا بِذَلِكَ على أنّهم أرادوا عطف الجمل لا عطف المفردات، فيقدّر السامع خبراً بحسب سياق الكلام، ومن ذَلِكَ قوله تعالى: {أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}[43]؛ أي "ورسولُهُ كَذَلِكَ"، فَإِنَّ براءَته مِنْهُمْ في حال كونه من ذي نسبهم وصهرهم أمرٌ كالغريب، ليظهر منهأَنَّ آصرة الدِّين أعظمُ من جميع تِلْكَ الأواصر»[44].

    ويكفي دليلاً على مكانة علمِ النَّحْو والإعراب، وَعَلَى فضل النَّحْوِيِّيْنَ بين مفسّريّ كتاب الله تعالى، ما قاله أَبُو حَيَّان في"النهر المادّ"، معلِّقاً على هَذِهِ الآية الكريمة، وما تقتضيه من تأويلات وتعليلات: «ودلائل هَذِهِ المسألة مقرّرة في علم النّحْو»[45]، فهو الحكم فيها، والوصي عليها، وهَذَا يدلّ على أَنَّ معنى هَذِهِ الآية متوقّفٌ على تأويل النَّحْوِيِّيْنَ لها؛ ولَعَلَّ هَذَا ما يسمّى بفقه النَّحْو الَّذِي نحتاج اليوم إلى التعمّق في دراسته، والتبحّر في تحليلاته وتأويلاته.

    وكلّها تأويلاتٌ حسنة مدعومة بأبياتٍ شعريّة سبقت نزول القرآن الكريم، أو بلهجات عربيّة لإحدى القبائل العربيّة التي نزل القرآن الكريم منها جميعها، تدفع الوهم المزعوم، والخطأ الذي ادعوه، جهلاً وافتراءً وكذباً على الله تعالى؛ ليبقى القرآن القريم منزّهاً عن كلِّ عيبٍ أو نقصٍ، أو خللٍ.

    والله من وراء القصد، والله أعلم، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين


    [1] الصّابئون: من صبأ؛ أي خرج من دينٍ على دين، كَمَا تصبأ النّجوم؛ أي تخرج من مطالعها. ابن مَنْظُور، مُحَمّد بن المُكَرَّم، لسان العرب، (صبأ)، ج4، ص2385.
    [2] سورة المائدة، الآية 69.
    [3] الشَّوْكَانِيّ، محمّد بن عليّ، فتح القدير الجامع بين فنّي الرّواية والدّراية من علم التَّفسير، ج2، ص77.
    [4] سِيْبَوَيْهِ، عمرو بن عثمان، الكتاب (مؤسّسة الرّسالة)، ج3، ص41.
    [5] هو عمرو بن عوف الأسديّ، أبو نوفل ( -22ق.هـ)، شاعر جاهليّ فحل، من أهل نجد، من بني أسد بن خزيمة، اشتهر بالفخر والحماسة، وله ديوان شعر. الزّركليّ، خير الدِّين، الأعلام، ج2، ص54.
    [6] والقصيدة يهجو فيها بشرٌ أوسَبنَ حارِثة، والبغاة: جمع باغٍ، وهو الَّذِي يعدل عن الحقّ ويميل، والشّقاق: الاختلاف والفرقة. وهو في "الكتاب". سِيْبَوَيْهِ، عمرو بن عثمان، الكتاب (مؤسّسة الرّسالة)، ج3، ص42.
    وفي "الخزانة" أَيْضَاً بالرواية نفسها. البغداديّ، عبد القادر بن عمر، خزانة الأدب ولبّ لباب لسان العرب، ج1، ص293-294-297-299-300-314-315.
    ورواية الدِّيوان في العجز: "بُغَاةٌ ما حَيِيْنَا في شقاقِ". ابن أبي خازم، بشر، الدِّيوان، تحـ. د. عزّة حسن، ط2، وزارة الثّقافة، دمشق، 1392هـ-1972م، ص165.
    [7] سِيْبَوَيْهِ، عمرو بن عثمان، الكتاب (مؤسّسة الرّسالة)، ج3، ص42.
    [8] البيت لضابئ بن الحارث البرجميّ، والرّحل: الإقامة، والقيّار: اسم راحلته.
    رواه ابن قُتَيْبَة برفع "قيّارٌ". ابن قُتَيْبَة، أبو محمّد عبد الله، الشّعر والشّعراء، تحـ. أحمد محمّد شاكر، ج1، دار الحديث، القاهرة، 1423هـ-2003م، ص339.
    ورواه أَيْضَاً ابن الأَنْبَارِيّ بالرّفع. ابن الأَنْبَارِيّ، كمال الدِّين أبو البَرَكَات، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النَّحْوِيِّيْنَ البَصْرِيِّيْنَ والكُوفِيِّيْنَ، ج1، ص78.
    وهو في "المغني" لابن هِشَام كَذَلِكَ بالرّفع. الأَنْصَارِيّ، جمال الدِّين بن هِشَام، مُغْنِي اللَّبِيْب عَنْ كُتُبِ الأَعَارِيْب، ص618.
    ورواه سِيْبَوَيْهِ في "الكتاب" تحت عنوان "استطراد في موضوع الاستغناء" بنصب "قيّاراً"، عطفاً على موضع اسم "إنّ". سِيْبَوَيْهِ، عمرو بن عثمان، الكتاب (مؤسّسة الرّسالة)، ج1، ص120-121.
    وَكَذَلِكَ ورد في الّلسان بالنّصب. ابن مَنْظُور، مُحَمّد بن المُكَرَّم، لسان العرب، (قير)، ج5، ص3793.
    [9] الشَّوْكَانِيّ، محمّد بن عليّ، فتح القدير الجامع بين فنّي الرّواية والدّراية من علم التَّفسير، ج2، ص78.
    [10] القُرْطُبِيّ, أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد, الجامع لأحكام القرآن, مج3، ج6، ص159.
    [11] الدّرويش، محيي الدِّين، إعراب القرآن الكريم وبيانه، مج2، ص527.
    [12] القيسيّ، مكّيّ بن أبي طالب، مشكل إعراب القرآن، ج1، ص239.
    [13] العُكْبَرِيّ، أبو البقاء، التّبيان في إعراب القرآن، ج1، ص338.
    [14] العُكْبَرِيّ، أبو البقاء، إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقِرَاءَات، ج1، نشر إِبْرَاهِيم عوض، مصر، 1369هـ-1961م، ص222.
    [15] أي حذف خبر المبتدأ، والفصل بين الاسم والخبر بأجنبيّ.
    [16] الآلوسيّ، شهاب الدِّين، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسّبع المثاني، مج4، ج6، ص295.
    [17] الزَّجَّاج, أبو إسحاق إِبْرَاهِيم, معاني القرآن وإعرابه, ج2، ص213.
    [18] الفَرَّاء، يحيى بن زياد، معاني القرآن، ج1، ص312.
    [19] الحَلَبِيّ، أحمد بن يوسف، الدّرّ المصون في علوم الكتاب المكنون، ج4، ص355.
    [20] هو ابن شُرَيح بن مالك ( -85هـ)، مِنْ بني عامر بن لؤيّ، شاعر قُرَيش في العصر الأمويّ، أكثرُ شعرِهِ الغَزَلُ والنّسيب، له ديوان شعر. الزّركليّ، خير الدِّين، الأعلام، ج4، ص196.
    [21] لحاه: لامه وعاتبه وعابه. الرّقيّات، عبيد الله بن قيس: الدِّيوان، تحـ. د. محمّد يوسف نجم، دار صادر، بيروت، د.ت، ص66.
    وروى سِيْبَوَيْهِ البيتين في "الكتاب"، باختلافٍ في بعضِ الّلفظ في البيت الأوّل، فروايته:
    بَكَرَ العواذلُ في الصَّبو حِ يَلُمْنَنِي، وألـومُـهُنَّـهْ
    ورأى أنّ "إنّ" بمنزلةِ "أَجَلْ"، وهو قولٌ عن العرب. سِيْبَوَيْهِ، عمرو بن عثمان، الكتاب (مؤسّسة الرّسالة)، ج4، ص317.
    [22] وَيَرَى بعضُ النَّحْوِيِّيْنَ أنّ "الهاء" في "إنّه" اسمها، والخبر محذوف؛ أي: "إنّه لكَذَلِكَ". الرقيّات، عبيد الله بن قيس، الدِّيوان، ص66.
    [23] السَّكْت: هو الوقف وانقطاع الصّوت عند آخر الكلام، وللسَّكْتِ "هاءٌ"، تُسَمَّمى "هاء السَّكْت"؛ أي: هاء الوقف، وقد سُمِّيت بِذَلِكَ لأَنَّهُ يُسْكَتُ عليها، دون آخِرِ الكلمةِ.الّلبديّ، د. محمد سمير نجيب، معجم المصطلحات النَّحْوِيَّة والصَّرْفِيَّة، ص106.
    [24] القُرْطُبِيّ, أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد, الجامع لأحكام القرآن, مج3، ج6، ص160.
    [25] الحَلَبِيّ، أحمد بن يوسف، الدّرّ المصون في علوم الكتاب المكنون، ج4، ص359.
    [26] سورة فصّلت، الآية 41.
    [27] القيسيّ، مكّيّ بن أبي طالب، مشكل إعراب القرآن، ج1، ص238.
    [28] الفَرَّاء، يحيى بن زياد، معاني القرآن، ج1، ص311.
    [29] الحَلَبِيّ، أحمد بن يوسف، الدّرّ المصون في علوم الكتاب المكنون، ج4، ص357.
    [30] وَكَذَلِكَ "لكنّ"؛ لاشتمالها على معنى الاستدراك، فهي لا تغيّر المعنى وإنّما تستدركه.
    [31] المُبَرِّد، أبو العبّاس، المقتضب، ج4، ص114.
    [32] قال الجار بردي: «إنّ بلحارث بن كعب، وخثعماً، وزبيداً، وقبائل من اليمن، يجعلون ألف الاثنين في الرّفع، والنّصب، والخفض على لفظٍ واحد»، وقال ابن جماعة: «نَسَبَها إلى بني الحارث من النَّحْوِيِّيْنَ الكِسَائِيّ، ونسبها أَيْضَاً إلى خثعم وزبيد وهمدان، ونسبها أبو خطّاب لكنانة، وبعضهم لبني العنبر، وعذره، ومراد، وغيرهم». ابن خَالَوَيْهِ، الحسين بن أحمد، الحجّة في القِرَاءَات السبع، تحـ. د. عبد العال سالم مكرم، ط1، مؤسّسة الرّسالة، بيروت-لبنان، 1421هـ-2000م، ص242.
    [33] القيسيّ، مكّيّ بن أبي طالب، مشكل إعراب القرآن، ج1، ص238.
    [34] العُكْبَرِيّ، أبو البقاء، إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقِرَاءَات، ج1، ص222.
    [35] هو محمّد بن محمّد بن مُصطفى العماديّ، الحنفيّ ( -982هـ)، فقيه، أصوليّ، مُفسِّر، شاعر، عارف باللُّغَات العَرَبِيَّة، والفَارِسِيّة، والتّركيّة، قرأ على والدِهِ كثيراً، له: "إرشاد العقل السّليم إلى مزايا القرآن الكريم"، و"تحفة الطّلاّب في المُناظرة"، وله شعرٌ. كحَالة، عمر رضا، معجم المؤلّفين، ج3، ص693.
    [36] أبو السّعود، محمّد بن محمّد العماديّ، تفسير أبو السّعود المُسَمّى إرشاد العقل السّليم إلى مزايا القرآن الكريم، ج3، دار إحياء التُّرَاث العربيّ، بيروت – لبنان، د.ت، ص62.
    [37] الحَلَبِيّ، أحمد بن يوسف، الدّرّ المصون في علوم الكتاب المكنون، ج4، ص361.
    [38] العُكْبَرِيّ، أبو البقاء، إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقِرَاءَات، ج1، ص222.
    [39] ابن عاشور، محمّد الطّاهر، التّحرير والتّنوير، مج3، ج6، ص267.
    [40] سورة البروج، الآية 10.
    [41] تقدّم برقم 20، ص179. وهو ضابئ بن أرطاة التّميميّ البُرجميّ ( -30هـ)، شاعر مُخَضْرَم أدركَ الجاهليّة والإسلام، مِنَ الطّبقة التَّاسِعة. الجُمَحِيّ، محمّد بن سلاّم، طبقات الشّعراء الجاهليين والإسلاميين، ص64. وانظر الزّركليّ، خير الدِّين، الأعلام، ج3، ص212.
    [42] ابن عاشور، محمّد الطّاهر، التّحرير والتّنوير، مج3، ج6، ص269.
    [43] سورة التوبة، الآية 3.
    [44] ابن عاشور، محمّد الطّاهر، التّحرير والتّنوير، مج3، ج6، ص270–271.
    [45] أَبُو حَيَّان، أثير الدِّين، النّهر المادّ من البحر المحيط، تقديم وضبط بوران وهِدْيان الضّنّاوي، ج1، ط1، دار الحنان، بيروت-لبنان، 1407هـ-1987م، ص607.



    ولن أقف عند هذه الآية وحسب، بل سأعرض آياتٍ أُخَرَ بالمناقشة والتّحليل والدراسة من الآيات التي نالت منها أيدي المتطاولين
    تقبلوا تحياتي
    وأرجو أن يشفع لنا ربُّنا يومَ الدِّين، كرامةً لنبيِّهِ الكريم، ولقرآنِهِ العظيم

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 24 نوفمبر - 7:26