بسم الله الرحمن الرحيم
-----------------
رجل لا يخاف الله و هو من أهل الجنة
ان رجلا حضر مجلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه فادّعى أنّه لا يخاف الله ، ولا يرجو الجنّة ، ولا يخشى النار ، ولا يركع ولا يسجد ، ويأكل الميتة والدم ، ويشهد بما لا يرى ، ويحب الفتنة ، ويكره الحق ، ويصدّق اليهود والنصارى ، وأن عنده ما ليس عند الله ، وله ما ليس لله ، واني أحمد النبي ، واني علي وأنا ربكم .
فقال له عمر : ازددت كفرا على كفرك .
فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه : هوّن عليك يا عمر ! فانّ هذا الرجل من أولياء الله ،
لا يرجو الجنّة ولكن يرجو الله ، ولا يخاف النار ولكن يخاف ربّه ، ولا يخاف الله من ظلم ولكن يخاف عدله ، لأنّه حكم عدل ، ولا يركع ولا يسجد في صلاة الجنازة ، ويأكل الجراد والسمك ، ويحبّ الأهل والولد ، ويشهد بالجنّة والنار ولم يرهما ، ويكره الموت وهو الحق ، ويصدّق اليهود والنصارى في تكذيب بعضهما بعضا ، وله ما ليس لله ، لأن له ولد وليس لله ولد ، وعنده ما ليس عند الله ، فانه يظلم نفسه وليس عند الله ظلم ، وقوله أنا أحمد النبي أي أنا أحمده على تبليغ الرسالة عن ربّه ، وقوله : أنا علي .. يعني عليّ في قولي ، وقوله : أنا ربّكم .. أي ربّ كمّ أي لي كمّ أرفعها وأضعها ،
ففرح عمر ، وقام وقبّل رأس علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقال : لا بقيت بعدك يا أبا الحسن