بعض الأمهات يتملكهن شعور بالقلق كلما وجدن أطفالهن يتحدثون مع لعبتهم يشكون لها في حالة غضبهم.. ويخبرونها بسعادتهم.. ومهما حاولن اقناعهم بأن هذه لعبة لا تفيد ولا تسمع ولا تفهم إلا أنهم يصرون علي التحدث معها ووجودها بجانبهم وهو ما يجعل الأم تعتقد أن طفلها غير سليم نفسيا.. وتخشي أن تستمر هذه الحالة معهم.
أما العلماء فقد كان لهم رأي آخر.. فهم يرون أن الأطفال الذين لهم أصدقاء وهميون هم أكثر قدرة علي التواصل والابداع من غيرهم.
وقال الباحث ايفان كيد من جامعة لاتروب الاسترالية ومساعدوه من جامعة مانشستر البريطانية أن الصديق الوهمي قد يكون شخصا ما أو لعبة أو أي شيء آخر.. وقد أكدوا من خلال دراسة استمرت 6 أشهر بين أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 - 6 سنوات لدي بعضهم أصدقاء وهميون وآخرين ليس لهم أصدقاء.. حيث وجدوا أن الأطفال الذين لهم أصدقاء وهميون عادة ما يكون لديهم قدرة كبيرة علي اقناع الآخرين خلال المحادثات مع الأكبر منهم سنا وقال ايفان ان الأطفال.. يعرفون جيدا ماذا يريد الشخص الذي يحادثونه.. أن يعرف وهذا يعتبر نوعا من التفاعل مختلفا عن ذلك الذي يتم عند الاتصال بأشخاص حقيقيين.. وأن الأطفال يستطيعون من خلال حديثهم مع أي صديق وهمي وضع حوارات لأنفسهم ولأصدقائهم الوهميين أيضا.
الدراسة تدعو الأمهات إلي عدم القلق وأضيف لفت انتباههن إلي ضرورة الابتعاد عن محاولاتهن نهي أطفالهن أو عدم شراء الألعاب لهن بحجة التخلص من هذه العادة فقد أثبتت التجارب أن هذه المحاولات من جانب الأمهات لا داعي لها فقد كان لأبنائهن أصدقاء وهميون في مرحلة الطفولة وأصبحوا الآن يتمتعون بمراكز اجتماعية مرموقة ولديهم قدرات ومهارات فنية رفيعة خاصة في مجالات الفنون كالكتابة والحوارات والتمثيل.