الزّهـرة العجيبـة
كان الأمجدُ رجلاً صالحًا يُحِبُّ العَمَلَ والاجْتِهادَ. فكان يُمْضِي وَقْتَ فَراغِهِ في حَدِيقتِهِ المَنْزِلِيَةِ، يَتَفانَى في العِنايَةِ بِها، حتّى أَصْبَحَتْ حَدِيقَةً جَمِيلَةً تَمْلأُها الأزْهارُ الزَّاهِيَةُ والثِّمارُ الطَّيِّبَةُ. وكان ابْنُهُ "وحيدٌ" وَلَدًا ذكِيًا ومُطِيعًا، إلاَّ أنَّهُ يُكْثِرُ مِنْ رَمْيِ الأَوْسَاخِ في الحَدِيقَةِ أثْنَاءَ لَعِبِهِ فِيهَا. فَكانَ الأمْجَدُ يُسَارِعُ إلى تَنْظِيفِ الأَوسَاخِ في كُلِّ مَرَّةٍ حتّى يُحَافِظَ على جَمالِ حَدِيقَتِهِ. ورَغْمَ أنَّ الأَبَ يُحِبُّ ابْنَهُ كَثِيرًا فَقَدْ كانَ يَنْزَعِجُ مِنْ سُلُوكِهِ اللاَّمَسْؤُولِ. لِذَلِكَ حَاوَلَ بِكُلِّ الطُّرُقِ أَنْ يُعَلِّمَهُ الحِرْصَ على النَّظَافَةِ. لَكِنَّ وحيدًا كَانَ دَائِمًا يَنْسَى ما عَلَّمَهُ أبُوهُ، ويَعُودُ إلى رَمْيِ الأَوْسَاخِ.
واحْتَارَ الأَبُ في ذَلِكَ، وأَطَالَ التَّفْكِيرَ حتّى قَرَّرَ في النِّهايَةِ اسْتِشَارَةَ رَجُلٍ حَكِيمٍ كانَ يَسْكُنُ في طَرَفِ المَدِينَةِ، وهوَ رَجُلٌ مُسِنٌّ عَلَّمَتْهُ تَجَارِبُ الحَيَاةِ الكَثِيرَ، فَلَمْ يَكُنْ يَبْخَلُ بِالنَّصِيحَةِ على كُلِّ منْ يَطْلُبُهَا. فَقَصَدَهُ الأَمْجَدُ ذَاتَ يَوْمٍ، وَطَلَبَ مِنْهُ مُسَاعَدَتَهُ على تَعْلِيمِ ابْنِهِ احْتِرَامَ الحَدِيقَةِ ومَا فيهَا منْ نَبَاتَاتٍ. فَاسْتَمَعَ إِلَيْهِ الحَكِيمُ بِانْتِبَاهٍ، ثُمَّ أَعْطَاهُ بَذْرَةً صَغِيرَةً، وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يُعْطِيَهَا لاِبْنِهِ لِيَزْرَعَهَا.
وعَادَ الأَبُ إِلى حَدِيقَتِهِ لِيُوَاصِلَ عَمَلَهُ. وعِنْدَمَا اِلْتَحَقَ بِهِ وَحِيدٌ لِيَلْعَبَ كَعادَتِهِ قالَ لَهُ:
- يَا بُنَيَّ، أَنْتَ تَلْعَبُ دَائِمًا في الحَدِيقَةِ، لَكِنَّكَ لَمْ تَزْرَعْ فِيهَا نَبْتَةً وَاحِدَةً !
فَبُهِتَ وَحِيدٌ، وظَهَرَ الوُجُومُ على وَجْهِهِ دُونَ أنْ يَجِدَ ما يَقُولُهُ. فَابْتَسَمَ الأَبُ، واقْتَرَبَ مِنْهُ ورَبّتَ على كَتِفِهِ وقَالَ لَهُ:
- لاَ عَلَيْكَ يا وَلَدِي، يُمْكِنُكَ أنْ تُشَارِكَ في الزِّرَاعَةِ إِنْ شِئْتَ.
فَالْتَمَعَ وَجْهُ وَحِيدٍ فَرَحًا، وسَأَلَ:
- وكَيْفَ؟ يا أَبِي.
- سَأُعْطِيكَ بَذْرَةً لِتَزْرَعَهَا. لَكِنْ عَلَيْكَ أَوَّلاً أنْ تُعِدَّ لَها مَكانًا.
فازْدَادَ وَحِيدٌ فَرَحًا، وشَعُرَ بالحَماسِ والنَّشَاطِ، وتَنَاوَلَ الرَّفْشَ واسْتَعَدَّ لِلْعَمَلِ. فَسُرَّ أَبُوهُ، وسَاعَدَهُ في إِعْدَادِ حَوْضٍ مُنَاسِبٍ. ثُمَّ أَعْطَاهُ البَذْرَةَ، فَبَذَرَهَا وحِيدٌ وسَقَاهَا.
ومُنْذُ ذَلِكَ اليَوْمِ شَعُرَ وَحِيدٌ أَنَّهُ مَسْؤُولٌ عَنِ العِنَايَةِ بِبَذْرَتِهِ كَمَا يَفْعَلُ أَبُوهُ بِغِرَاسَاتِهِ. وصَارَ يَتَفَقَّدُها ويَسْقِيها وَيَنْْتَظِرُ إِنْبَاتَها.. وما هي إِلاَّ أَيَّامٌ قَلِيلَةٌ حتى ظَهَرَتْ أُولى وَرَقَاتِها. فَفَرِحَ بِها كَثِيرًا، وأَخْبَرَ والِدَيْهِ فَشَارَكَاهُ فَرْحَتَهُ. ثُمَّ نَمَتْ النَّبْتَةُ بِسُرْعَةٍ فَنَبَتَتْ لها بَراعِمُ وارِفَةٌ وأَوْرَاقٌ خَضْرَاءُ نَاعِمَةٌ. وأَصْبَحَ وَحِيدٌ يَجِدُ سَعادَةً كَبِيرَةً في العِنَايَةِ بِنَبْتَتِهِ والجُلُوسِ بِجَانِبِهَا ومُدَاعَبَةِ أَوْرَاقِها وتَأَمُّلِ جَمَالِها، فَشَغَلَهُ ذَلِكَ عَنِ اللَّعِبِ وإِلْقَاءِ الأَوْسَاخِ. فَاطْمَأَنَّ أَبُوهُ لِذَلِكَ وأَدْرَكَ أَنَّ الحَكِيمَ قَدْ قَدَّمَ لَهُ نَصِيحَةً ثَمِينَةً.
ثُمّ أَزْهَرَتْ النَّبْتَةُ زَهْرَةً بَيْضَاءَ كَبِيرَةً غَايَةً في الجَمَالِ ونَشَرَتْ أَرِيجَها الفَوّاحَ، فَكَادَ وحِيدٌ يَطِيرُ سُرُورًا حَالَمَا رَآهَا. وما إِنْ اقْتَرَبَ مِنْها وهَمَّ بِلَمْسِها حتى بَادَرَتْهُ قائِلَةً:
- مَرْحَبًا بِكَ يا صَاحِبِي العَزِيزَ.
فَتَسَمَّرَ وَحِيدٌ في مَكَانِهِ مَبْهُوتًا، إِذْ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ أنْ سَمِعَ زَهْرَةً تَتَكَلَّمُ. ولَمّا لاَحَظَتْ الزَّهْرَةُ دَهْشَتَهُ قالتْ لَهُ:
- مَا بَالُ صَاحِبِي مُنْدَهِشًا؟
فَتَرَدَّدَ وحيدٌ لَحْظَةً، ثمّ قالَ لَها وهو يَتَلَعْثَمُ:
- الحَقُّ… أَنَّنِي… لَمْ أَسْمَعْ… في حَيَاتِي… زَهْرَةً… تَتَكَلَّمُ.
- مَعَكَ حَقٌّ، فَأَنَا لَسْتُ كَبَاقِي الأَزْهَارِ، أنا زَهْرَةٌ عَجِيبَةٌ.
فَاسْتَغْرَبَ وحيد الأَمْرَ. لَكِنَّ كَلاَمَ الزَّهْرَةِ أَبْهَرَهُ، فَانْدَفَعَ يَسْأَلُها عَنْ أَمْرِها. فَأَجَابَتْهُ قائِلَةً:
- أنا مَبْعُوثَةُ الأَزْهَارِ والنَّبَاتَاتِ خُلِقْتُ لِأَعْرِضَ لِلنَّاسِ مَبَاهِجَ الحَدَائِقِ وأُرْشِدَهُمْ إلى احْتِرَامِ الطَّبِيعَةِ. وما دُمْتَ قَدْ غَرَسْتَنِي واعْتَنَيْتَ بِي فَسَأَتَّخِذُكَ صَدِيقِي وأُكَافِئُكَ. هَيَّا، تَأَمَّلْ أَوْرَاقِي وَاحِدَةً وَاحِدَةً.
فَتَلَمَّسَ وحيد الوَرَقَةَ الأُولَى فَوَجَدَها ناعِمَةً كَالحَرِيرِ، ونَظَرَ فِيها فَرَأَى حَدِيقَةً غَنَّاءَ مَلِيئَةً بِأَصْنَافِ النَّبَاتَاتِ والأَزْهَارِ مِنْ كُلِّ لَوْنٍٍ، وغَمَرَتْهُ عُطُورُها الذَّكِيَةُ فَأَنْعَشَتْ فُؤَادَهُ، ورَأى الفَرَاشَاتِ المُلَوَّنَةَ تُرَفْرِفُ فَوْقَ الأَزْهَارِ، والعَصَافِيرَ تُغَرِّدُ بِأَشْجَى الأَلْحَانِ. ثمّ أخَذَ يَنْتَقِلُ مِنْ وَرَقَةٍ إلى أُخْرَى فَيَجِدُ في كُلِّ وَاحِدَةٍ مَنَاظِرَ طَبِيعِيَّةً تَخْلِبُ الأَلْبَابَ وتَأْخُذُ الأبْصَارَ، والزَّهِرَةُ تُحَدِّثُهُ عَنْ عَجَائِبِ النَّبَاتَاتِ.
بَعْدَ أَنْ قَضَى وحيد مَعَ زَهْرَتِهِ وَقْتًا مُمْتِعًا أَخْبَرَ وَالِدَيْهِ بِالأَمْرِ فَلَمْ يُصَدِّقَاهُ، وقالاَ لَهُ إِنَّ الأَزْهَارَ لاَ تَتَكَلَّمُ. فَوَجَمَ وحيد قَلِيلاً، لَكِنَّهُ ازْدَادَ تَعَلُّقًا بِزَهْرَتِهِ، فَرَاحَ يَتَفَانَى في العِنَايَةِ بِهَا يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ. وهيَ تَعْرِضُ أَمَامَ نَاظِرَيْهِ عَالَمَ الطَّبِيعَةِ الفَسِيحَ وتُحَدِّثُهُ عَنْ أَسْرَارِهِ المُدْهِشَةِ، فَتُمْتِعُهُ وتُدْخِلُ إلى قَلْبِهِ سُرُورًا يُنْسِيهِ تَعَبَ الدِّرَاسَةِ ويَمْنَحُهُ مِنَ النَّشَاطِ مَا يُسَاعِدُهُ على إِنْجَازِ كُلِّ دُرُوسِهِ بِشَكْلٍ مُمْتَازٍ، حَتَّى لاَحَظَ وَالِدَاهُ ومُعَلِّمُوهُ اجْتِهَادَهُ فَشَكَرُوهُ وأَعْطَوْهُ الجَوَائِزَ.
وقَدْ أَدْرَكَ وحيد فَضْلَ زَهْرَتِهِ عَلَيْهْ، فَازْدَادَ بِهَا شَغَفًا حَتَّى صَارَ يَهْرَعُ إِلَيْهَا ما إِنْ يَعُودَ مِنَ المَدْرَسَةِ، فَتَحْمِلُ إِلَيْهِ أُمُّهُ طَعَامَهُ فَيَأْكُلُهُ قُرْبَ الزَّهْرَةِ مُسْتَمْتِعًا بِصُحْبَتِهَا.
لَكِنَّهُ أَخَذَ يَتَكَاسَلُ عَنْ إِزَالَةِ بَقَايَا الطَّعَامِ دُونَ أَنْ يَنْتَبِهَ حَتَّى تَرَاكَمَتْ الأَوْسَاخُ قُرْبَ الزَّهْرَةِ. فَاضْطُرَّ الأَبُ إِلَى تَنْظِيفِهَا، أَمَّا الزَّهْرَةُ فَقَدْ أَحْزَنَهَا ذَلِكَ لَكِنَّهَا كَتَمَتْ حُزْنَها واسْتَمَرَّتْ فِي وَفَائِهَا لِصَدِيقِهَا.
وتَكَرَّرَ ذَلِكَ عِدَّةَ مَرَّاتٍ حَتَّى انْشَغَلَ الأَبُ وظَنَّ أَنَّ وحيدًا قَدْ عَادَ إلى سَابِقِ تَهَاوُنِهِ. فَعَادَ إِلى الحَكِيمِ، وقَصَّ عَلَيْهِ القِصَّةَ كَامِلَةً. فَنَصَحَهُ بِأَنْ يَتْرُكَ ابْنَهُ وشَأْنَهُ معَ زَهْرَتِهِ، وأَلاَّ يُنَظِّفَ ما يَتْرُكُهُ مِنْ وَسَخٍ. فَفَعَلَ الأَبُ كَمَا أَشَارَ عَلَيْهِ الحَكِيمُ.
وتَرَاكَمَتْ الأَوْسَاخُ حَوْلَ الزَّهْرَةِ المِسْكِينَةِ فَذَبُلَتْ أَوْرَاقُهَا وارْتَخَى عُودُهَا وخَبَا أَرِيجُهَا وسَكَنَ صَوْتُهَا. ولاَحَظَ وحيدٌ ذَلِكَ فَرَاحَ يَسْأَلُهَا عَنْ حَالِهَا فَلاَ تُخْبِرُهُ بِالحَقِيقَةِ. وسَأَلَ أَبَاهُ مَرَّاتٍ ومَرَّاتٍ، لَكِنَّ الأَبَ اعْتَذَرَ عَنِ الإِجَابَةِ وقَالَ إِنَّهُ لاَ يَعْرِفُ السَّبَبَ. وظَنَّ وحيدٌ أَنَّ نَبْتَتَهُ تَحْتَاجُ المَزِيدَ مِنَ الغِذَاءِ، فَضَاعَفَ لَهَا كَمِّيَةَ المَاءِ والسَّمَادِ لَكِنْ دُونَ جَدْوَى, حَتَّى لَوَتْ الزَّهْرَةُ عُنُقَهَا وقَارَبَتْ الهَلاَكَ.
وعِنْدَهَا حَزِنَ وحيدٌ حُزْنًا شَدِيدًا، وجَلَسَ قُرْبَ زَهْرَتِهِ يَبْكِي ويَنْتَحِبُ ولاَ يَدْرِي مَا يَصْنَعُ. فَلَمَّا رَأَتْ الزَّهْرَةُ حُزْنَ صَدِيقِهَا أَشْفَقَتْ عَلَيْهِ وقَرَّرَتْ إِخْبَارَهُ بِالحَقِيقَةِ. فَخَاطَبَتْهُ بِصَوْتٍ وَاهِنٍ:
- مَا بِكَ تَبْكِي؟ يَا صَاحِبِي العَزِيزَ.
فَشَعُرَ وحيدٌ بِبَعْضِ الارْتِيَاحِ لأنَّ زَهْرَتَهُ تَكَلَّمَتْ أَخِيرًا. وأَجَابَهَا:
- إِنِّي حَزِينٌ لأَنَّكِ سَتَمُوتِينَ وتَتْرُكِينَنِي وَحِيدًا.
- أَلَمْ تَعْرِفْ السَّبَبَ؟
- لَقَدْ فَكَّرْتُ وسَأَلْتُ ولَمْ أَعْرِفْ. وحتَّى أَنْتِ رَفَضْتِ إِخْبَارِي.
سَأُخْبِرُكَ. لَقَدْ لَوَّثْتَ تُرْبَتِي بِمَا تَرَكْتَهُ مِنْ أَوْسَاخٍ حَوْلِي فَتَسَمَّمْتُ ومَرِضْتُ، وإِذَا لَمْ تُخَلِّصْنِي مِنْ جَمِيعِ الأَوْسَاخِ اسْتَفْحَلَ بِي الدَّاءُ وهَلَكْتُ.
فازْدَادَ وحيد غَمًّا وعَوِيلاً عِنْدَمَا أَدْرَكَ أَنَّهُ المَسْؤُولُ عَمَّا أَصَابَ زَهْرَتَهُ، وشَعَرَ أَنَّهُ نَاكِرٌ لِلْجَمِيلِ بِإِسَاءَتِهِ إلى الزَّهْرَةِ الَّتِي لَمْ تُعْطِهِ إلاّ الخَيْرَ. لَكِنَّ الزَّهْرَةَ مَدَّتْ إِحْدَى أَوْرَاقِهَا المُرْتَعِشَةِ ومَسَحَتْ بِهَا دُمُوعَهُ وقَالَتْ لَهُ بِصَوْتِها الضَّعِيفِ:
- هَيَّا يا صَدِيقِي، كُفَّ عَن البُكَاءِ، فَلَسْتَ وَحْدَكَ من يُلَوِّثُ النَّبَاتَاتِ، بَلْ أَغْلَبُ النَّاسِ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ. هَيَّا، ارْفَعْ أَوْرَاقِي وانْظُرْ فِيهَا لِتَرَى مَا يَفْعَلُهُ بَنُو الإنْسَانِ بِالطَّبِيعَةِ.
فَأَخَذَ وحيد يَرْفَعُ الأَوْرَاقَ الذَّابِلَةَ فَيَجِدُ فِي كَلِّ وَرَقَةٍ مَشَاهِدَ تَتَفَطَّرُ لَهَا القُلُوبُ لِمَا يُصِيبُ الحَدَائِقَ مِنْ تَلَفٍ وتَلَوُّثٍ. فالرَّوَائِحُ كَرِيهَةٌ والأَغْصَانُ مَكْسُورَةٌ والأَزْهَارُ مَرْفُوسَةٌ بِالأَقْدَامِ ونُفَايَاتُ البْلاَسْتِيكِ في كُلِّ مَكَانٍ…
تَوَقَّفَ وحيد عن البُكَاءِ وأَسْرَعَ يُنَظِّفُ نَبْتَتَهُ ويَعْزِقُ تُرْبَتَهَا ويُزِيلُ أَوْرَاقَهَا المَيِّتَةَ ويَسْقِيهَا ويُسَمِّدُها مِنْ جَدِيدٍ. وما إنْ أَتَمَّ عَمَلَهُ حتَّى أَخَذَتْ النَّبْتَةُ تَسْتَفِيقُ وتَسْتَعِيدُ عَافِيَتَهَا. فَفَرِحَ وحيدٌ أَيَّمَا فَرَحٍ، وقَطَعَ على نَفْسِهِ عَهْدًا أَلاَّ يَعُودَ إلى تَلْوِيثِ الحَدِيقَةِ أَبَدًا.
وعَادَتْ الزَّهْرَةُ إلى سَابِقِ تَأَلُّقِهَا ومَشَاهِدِهَا الجَمِيلَةِ وأحَادِيثِهَا المُشَوِّقَةِ تَقُصُّهَا على صَدِيقِهَا كُلَّ يَوْمٍ. ورَأَى الأَبُ حِرْصَ ابْنِهِ على نَظَافَةِ الحَدِيقَةِ فَسُرَّ بِهِ وازْدَادَ لَهُ حَبًّا واحْتِرَامًا.
لَكِنَّ وحيدًا ظَلَّ يَحْمِلُ في قَلْبِهِ حُزْنًا دَفِينًا لَمْ يَسْتَطِعْ التَّخَلُّصَ مِنْهُ، لأَنَّهُ بَقِيَ دَائِمَ التَّفَكُّرِ في مَا شَاهَدَهُ في أَوْرَاقِ زَهْرَتِهِ مِنْ قَسْوَةِ النَّاسِ في مُعَامَلَةِ النَّبَاتَاتِ. وقَدْ تَعَمَّقَ حُزْنُهُ لأَنَّهُ صَارَ يَنْصَحُ أَصْدِقَاءَهُ في الحَيِّ وفي المَدْرَسَةِ بِالإِحْسَانِ إلى النَّبَاتَاتِ، لَكِنَّ أَحَدًا لَمْ يَسْتَمِعْ إِلَيْهِ. فَلَمْ يَكُنْ يُخَفِّفُ عَنْهُ غَيْرُ مُوَاسَاةِ زَهْرَتِهِ. فَقَدْ كانَ يَشْكُو إلَيْهَا إِهْمَالَ رِفَاقِهِ فَتَرُدُّ عَلَيْهِ قَائِلَةً:
- لا عَلَيْكَ، فالطَّبِيعَةُ قَادِرَةٌ على المُقَاوَمَةِ والصُّمُودِ في وَجْهِ كُلِّ أَنْوَاعِ الظُّلْمِ التي تَتَعَرَّضُ لَهَا، ولِذَلِكَ سَيَسْتَمِرُّ سِحْرُهَا وخَيْرُهَا رَغْمَ كُلِّ شَيْءٍ.
لَكِنَّ الزَّهْرَةَ المِسْكِينَةَ كَانَتْ تُدْرِكُ أَنَّها تُخْفِي الحَقِيقَةَ المُفْزِعَةَ إِذَا تَمَادَى النَّاسُ في العَبَثِ بالطَبِيعَةِ.
وبَقِيَ وحيدٌ حَزِينًا على الحَدَائِقِ مُفَكِّرًا في تَعَاسَتِهَا حَتَّى اهْتَدَى إلى فِكْرَةٍ أَذْهَبَتْ الحُزْنَ مِنْ قَلْبِهِ. فَسَارَعَ يُحَدِّثُ بِهَا زَهْرَتَهُ:
- أَبْشِرِي يا زَهْرَتِي الغَالِيَةَ.. لَقَدْ وَجَدْتُ الحَلَّ لإِنْقَاذِ الحَدَائِقِ مِنْ عَبَثِ النَّاسِ.
فَرَدَّتْ الزَّهْرَةُ وقَدْ آلَمَهَا تَذَكُّرُ مَا تَتَعَرَّضُ لَهُ أَخَوَاتُهَا النَّبَاتَاتُ فِي بَقِيَةِ الأَمَاكِنِ:
- ومَاذَا يُمْكِنُكَ أَنْ تَفْعَلَ لِهَؤُلاءِ المُهْمِلِينَ العَابِثِينَ؟
- بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَفْعَلَ الكَثِيرَ إِذَا تَعَاوَنَّا.
فَالْتَمَعَ لِلزَّهْرَةِ بَصِيصُ أَمَلٍ، وقَالَتْ لَهُ:
- هَيَّا حَدِّثْنِي عَنْ الحَلِّ الَّذِي وَجَدْتَهُ وسَأُسَاعِدُكَ بِمَا أَسْتَطِيعُ، فَلَعَلَّ الْفَرَجَ يَأْتِي على يَدَيْكَ.
فَتَحَمَّسَ وحيدٌ، وقَالَ لَهَا:
- ما رَأِيُكِ في أنْ تُعْطِينِي بُذُورَكِ فَأُوَزِّعَهَا على جَمِيعِ مَنْ أَعْرِفُهُمْ حَتَّى يَزْرَعَ كُلُّ وَاحِدٍ زَهْرَةً عَجِيبَةً فَتُعَلِّمَهُ احْتِرَامَ النَّبَاتَاتِ كَمَا عَلَّمْتِنِي..
فَفَرِحَتْ الزَّهْرَةُ فَرَحًا عَظِيمًا، وأُعْجِبَتْ بِذَكَاءِ وَحِيدٍ وإِخْلاَصِهِ لَهَا ولأَخَوَاتِهَا. وقَالَتْ لَهُ:
- أَنَا مُوَافِقَةٌ. لَكِنْ يَجِبُ أَنْ تَعْرِفَ أَنَّنِي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أُنْتِجَ البُذُورَ إِلاَّ عِنْدَمَا أَنْفُضُ أَوْرَاقِي وأَمُوتُ.
فَعَادَ وحيدٌ إلى حُزْنِهِ. لَكِنَّ الزَّهْرَةَ العَجِيبَةَ قَالَتْ لَهُ:
- لاَ عَلَيْكَ يَا صَدِيقِي.. فَبِاسْتِطَاعَتِكَ أَنْ تَزْرَعَ مِنْ بُذُورِي فَتَنْبُتَ لَكَ صَدِيقَاتٌ جَدِيدَاتٌ. أَمَّا أَنَا فَبَعْدَ أَنْ أُعْطِيَ البُذُورَ أَكُونُ قَدْ أَدَّيْتُ مُهِمَّتِي وأَتْمَمْتُ وَاجِبِي، ولا بُدَّ أَنْ تَنْتَهِيَ حَيَاتِي.
فَاطْمَأَنَّ وحيدٌ عِنْدَهَا وتَذَكَّرَ أَنَّ أَبَاهُ يُجَدِّدُ نَبَاتَاتِ الحَدِيقَةِ بَعْدَ أَنْ تَمُوتَ بِإِعَادَةِ بَذْرِهَا مِنْ جَدِيدٍ. واتَّفَقَ مَعَ زَهْرَتِهِ ووَدَّعَهَا وَدَاعًا حَارًّا.
وبَعْدَ بِضْعَةِ أَيَّامٍ أَنْهَتْ الزَّهْرَةُ العَجِيبَةُ حَيَاتَهَا بِسَلاَمٍ. فَقَطَفَ وحيدٌ البُذُورَ، ووَزَّعَهَا على كُلِّ تَلاَمِيذِ المَدْرَسَةِ وسُكَّانِ الْحَيِّ بَعْدَ أَنْ حَدَّثَهُمْ بِقِصَّةِ زَهْرَتِهِ. ورَغْمَ أَنَّ الْكَثِيرِينَ مِنْهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوهُ في البِدَايَةِ فَقَدْ لاَحَظَ بَعْدَ مُدَّةٍ أَنَّ الْجَمِيعَ أَصْبَحُوا يُنَادُونَهُ بِصَدِيقِ الطَّبِيعَةِ، كَمَا اكْتَشَفَ أَنَّ الْكَثِيرِينَ مِنْهُمْ أَصْبَحُوا يُشَارِكُونَهُ في الدِّفَاعِ عَنْ النَّبَاتَاتِ.
قرية الشوارب
(المسكينة) قرية صغيرة تقع على سفح جبلي حاد، يجري بين بيوتها نهر معطاء خصب و منظرها خلاب ذو طبيعة ساحرة، حيث أن منظر الشفق في الصباح يبدو كلوحة تشكيلية من إبداعات بيكاسو و مساؤها رائع و ساطع، فالقمر يتدلى بين جبلين عملاقين ليبدو و كأنه المسافة الفاصلة بين نهدي حسناء جميلة، و بدرها ينير شوارع القرية و يهدي من ضلّ السبيل من العاشقين العائدين من مواعيدهم الغرامية..
بالمقابل من هذه القرية تقبع قرية (المتخلفة) القرية الكئيبة المنظر و الشحيحة المياه ، حيث موقعها الجغرافي السيئ المتوضع في منطقة منخفضة أثر على جماهيريتها، فتبدو للرائي من الأعلى كقن دجاج صغير ..
في قرية(المسكينة) يعار المرء من شاربه فكلما زاد طول الشارب فهذا شخص مثقف و عاقل مهذب و لا يهمهم أناقته و نظافته أو حسن حديثه و ثقافته بل ما يهمهم هو المحافظة على الشوارب طويلة محمية من الأوساخ ممشطة..
ففي كل عام تحتفل(المسكينة) باحتفال رسمي يحضره أئمة القرية، الاحتفال عبارة عن مسابقة رسمية لانتخاب الأكثر رجولة في القرية ألا وهو الأطول شاربه و يمنح الفائز جائزة نقدية..
في هذا اليوم الموعود، يتوافد الناس للتفرج على المتسابقين و كل يبرم شاربه و يمشطه متبخترين في مشيتهم كالطاووس. (باسم) شاب في العشرين من عمره وسيم، مفتول العضلات، له شعر أسود كسواد الليل، مفعم بالحياة نشيط، يكره التقاليد البالية و لكن ما باليد حيلة.. في إحدى ليالي الشتاء حيث الغيوم حجبت وجه السماء و غطتها تحت كنفها، قرر (باسم) حلق ذقنه و التخفيف من شاربه ليقابل في غروب الغد ابنة المختار عند عدوة الوادي، فبدأ بتخفيف شاربه بالمقص و آه ما فعل قد أزال الجزء الأيمن من شاربه و علا صوته في القرية وهو ينادي (ضاع شرفي ..تدمر مستقبلي ..كيف سأظهر للعامة بهذا المنظر المخزي ..لن تتزوجني بنت المختار).
سجن (باسم )نفسه في البيت و لمدة يومين رافضا الشراب و الطعام و أسودت الدنيا في عينيه .. فكر والده بحل للتخلص من الأزمة العويصة، فقرر أن يرافق( باسم) إلى مختار القرية مستسمحا منه طالبا العفو .. في طريقهم إلى المختار التم الأولاد من كل غور عميق و لحقوا بباسم و أبيه مرددين عبارات الشتائم و السخرية
يا حالق الشارب
يامفتوك الجانب
ما هذا القالب؟
اخرج من قريتنا ..يا أيها السالب
بنفيك نحن..نحن نطالب
و هكذا وصل (باسم) إلى الزعيم ملتمسا منه عفوه و رضاه إلا أن الزعيم ذو القلب المتحجر و العقل اليابس أبى ورفض ثم أمر بنفي (باسم )خارج القرية و فعلا طردوه من القرية.. اتخذ(باسم) من البراري مأوى له والتحف أغصان الشجر و شعر بفضاء الطبيعة والحرية إلى أن اتخذ طريقه إلى قرية (المتخلفة)، فرأى فيها الناس تجمع التبرعات لبناء مدرسة ابتدائية و استقبلوا (باسم) أفضل استقبال و أسكنوه عندهم حتى أمنوا له عملا، ثم بنيت في القرية مدرسة إعدادية تلاها ثانوية و أخيرا بنيت جامعة (المتخلفة) للآداب و العلوم الإنسانية، أصر (باسم) على متابعة تحصيله العلمي في القرية فنال الدكتوراه في التاريخ من جامعة (المتخلفة) و أمسى شخصية مرموقة لها وزنها في المجتمع.
كان الناس في قرية (المتخلفة) يهتمون بالفعل لا بالكلام و يحترمون الإنسان بفعله لا بشكله لا يهمهم إن كان أسود الشكل أو له شارب أم لا، و يقدسون الوقت. مع مرور الزمن، مُدت الكهرباء و شقت الطرق و تم تمديد أنابيب المياه و أ صبحت (المتخلفة) حضارة يشع منها العلم و المعرفة و قاربا يهدي الجاهل إلى ميناء العلم و أسموها قرية الحضارة. قرر (باسم) أن يزور قريته(المسكينة) بعد غياب دام ثلاثين عاما -و بعد أن أمسى مختارا لقرية (المتخلفة) و غدا في خريف العمر -لعلهم نسوا القصة الماضية -..عند مدخل قريته شاهد (باسم) النهر الجميل و قد شحت مياهه و الأشجار يبست حتى الكهرباء لم تر النور بعد، استغرب لمنظر الناس وهي تتلمظ المكسرات فاتحة أفواهها تنظر إليه بدهشة و كأنه زائر من المريخ.. تقدم باسم إلى الأمام ثم سأل رجلا عجوزا يمشط شاربه الطويل عن مقر المختار فدله العجوز إلى مقره ، في طريقه إلى المختار وجد (باسم) بيته مهدوما بقي من آثاره حائط واحد مكتوب عليه بالخط العريض (يا حالق الشارب.. أين أنت هارب؟)..و سمع صوت أغنية من شباك بيت مفتوح (يا حالق الشارب..يا مفتوك الجانب..).
ثم تابع سيره فوجد لوحة معلقة مكتوب عليها (مسابقة أطول شارب تقام غدا).. وصل (باسم) إلى المختار فاستقبله المختار و قاموا بعزف النشيد الرسمي للقرية و ليت أذنيه لم تسمعا هذا النشيد الذي لحنه كبار موسيقي القرية و أصبح أنشودة في ثغور الأطفال تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل .. النشيد عبارة عن الأغنية المعروفة
يا حالق الشارب
يامفتوك الجانب
ما هذا القالب؟
اخرج من قريتنا يا أيها السالب
بنفيك نحن..نحن نطالب
دارت الدنيا بباسم و رأى أنه سيرجع ثلاثين عاما للوراء ويمسي متخلفا جاهلا فقرر قراره التاريخي و رجع للخلف متطلعا للأمام تاركا الحفل متخذا من قرية (الحضارة) هدفا له و مأوى يحميه من أنياب الجهل و فكي التخلف..
زينب الذكية
كان هناك ثلاثة أصدقاء زينب ورفيف وسمير، وكان هؤلاء الأصدقاء صغار السن ولم يتمكنوا من أن يذهبوا وحدهم الى أي مكان،وفي احدى الايام فكرت زينب بأن تذهب هي وأصدقائها الى الغابة وجاءت هذه الفكرة إليها عندما رأت أخها الكبير ذهب الى الغابة، وذهبت زينب تقول الى أصدقائها ما فكرت به، هو الذهاب الى الغابة ففرح الأصدقاء على هذه الفكرة، ولكن قال سمير لزينب لم يوافق كل من الماما والبابا على أن نذهب الى الغابة.
وقالت زينب: لا، نحن لم نقل الى احد الى اين نذهب، فنحن نذهب منذ الصباح ونعود دون ان يعرف احد بذلك. فقالت رفيف: وان لم نستطع ان نعود يا زينب الى البيت. فقالت زينب: سوف تروا كيف نذهب ونعود دون أن يعلم أحد، فقالت زينب الى اصدقائها غداً في الصباح نذهب فوافق الأصدقاء على ذلك. وراحت زينب في اثناء الليل تفكر كيف تخطط للطريق التي يذهبون بها ويعودوا في نفس الوقت، وبقيت تفكر طوال الليل حتى توصلت إلى أن توضع من بداية طريق الغابة حجارة بيضاء وكل ما تمشي هي و أصدقائها بعض الخطوات وتكون الخطوات في خط مستقيم يوضعوا حجر ابيض. وعند الصباح قالت زينب الى الأصدقاء عندما تجمعوا لكي ينطلقوا في الذهاب الى الغابة، فقالت زينب هيا نجمع الحجارة البيضاء، فقالا لها لماذا نجمع الحجارة، فقالت لهم لكي كل ما نمشي خطوة نضع حجر في الطريق من اجل ان نتمكن من العودة دون ان نضيع الطريق، ولكن بقيى سؤال لدى الأطفال ان أتت إحدى الحيوانات وحركت تلك الحجارة او احد الأشخاص المارين فكيف نعود ، فوقفت زينب حائرة أمام هذا التساؤل من الأصدقاء، وراحت تفكر ماذا تعمل من اجل ذلك، ولكن وبسرعة قد وجدت زينب طريقة أخرى وراحت مسرعه عند أصدقائها وقالت لقد وجدتها، بأن نأخذ عشرة أخرى من الحجارة بألوان مختلفة لونها بوني وان نوضع ثلاثة من تلك الحجارة على شكل مثلث في بداية الغابة وعندما نمشي مسافة تبعد قليل عن المثلث الاول في بداية الغابة نضع ثلاثة حجارة أخرى على شكل مثلث، وعندما نصل الى المكان الذي سوف نبقى بة نضع الثلاثة الحجارة الأخيرة على شكل مثلث وان لا نبعد عنها، وتكون تلك الجحارة على خط مستقيم هذا بالإضافة الى الحجارة البيضاء التي نوضعها في كل خطوة وتكون أيضا على خط مستقيم، ولكن قالا الأصدقاء لزينب بقيى هناك شئ مهم عند الذهاب إلى الغابة هو وجود الحيوانات المفترسة فنحن نخاف من تلك الحيوانات، فعادة زينب تفكر ماذا تفعل لكي تزيل الخوف عن أصدقائها وبقيت تفكر الى ان وجدت الحل بسرعة وذهبت إلى أصدقائها تقول لهم قد وجدت ماذا سوف نفعل فقالا ماذا زينب، قالت: علينا أن نلبس ملابس لونها اخضر يشبة لون الشجر ونضع على رأسنا قبعة خضراء أيضا وبهذا وعندما نرى أحدى الحيوانات المفترسة نقف بجانب أحدى الأشجار فسوف تفكر الحيوانات المفترسة بأن نحن أشجار ولم تقترب منا، فوافق الأصدقاء على هذا الأمر،و بعد أن لبس كل واحد ملابس لونها خضراء ومعهم مجموعة من الحجارة البيضاء وعشرة من الحجارة البنية إلى الغابة، انطلقا الأصدقاء إلى الغابة و فعلوا كل شئ كما خططت لة زينب ، وراءوا ما في الغابة الجميلة وعادوا تلك الأصدقاء سالمين دون أن يحصل لهم أي مكروة إلى البيت واخبروا والديهم أين ذهبوا وكل ما قاموا بة أثناء الذهاب إلى الغابة، وهكذا نجحت زينب في كل خططها من أجل الذهاب إلى الغابة.