منتدى مازونة يرحب بزواره الكرام، يسعدنا إنضمامكم كأعضاء
يرجى التكرم بالتسجيل معنا، أهلا وسهلا بك في منتديات مازونة
أسأل الله ان يعطيك أطيب ما فى الدنيا ( محبة الله )
وأن يريك أحسن ما فى الجنه ( رؤية الله )
وأن ينفعك بأنفع الكتب ( كتاب الله )
وأن يجمعك بأبر الخلق ( رسول الله ) عليه الصلاة والسلام
منتدى مازونة .. أنوار قلب واحد .. أسرة واحدة
http://x20x.com/upfiles/AvM08284.jpg

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى مازونة يرحب بزواره الكرام، يسعدنا إنضمامكم كأعضاء
يرجى التكرم بالتسجيل معنا، أهلا وسهلا بك في منتديات مازونة
أسأل الله ان يعطيك أطيب ما فى الدنيا ( محبة الله )
وأن يريك أحسن ما فى الجنه ( رؤية الله )
وأن ينفعك بأنفع الكتب ( كتاب الله )
وأن يجمعك بأبر الخلق ( رسول الله ) عليه الصلاة والسلام
منتدى مازونة .. أنوار قلب واحد .. أسرة واحدة
http://x20x.com/upfiles/AvM08284.jpg

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

   ***أشواق* أشواق* أشواق *عيونهههاااادددي 

 

الأبحاث والآراء المنشورة تعبر عن رأي صاحبها ، وليست بالضرورة تعبر عن رأي الموقع
 
اكبر ملوك الاسلام OFY71744

دعوه للتعارف والتواصل بين بعضنا البعض،في فضاء منتديات مازونة مدير الموقع*1ولاية أدرار*2ولاية الشلف* 3 ولاية الأغواط* 4 ولاية أم البواقي* 5 ولاية باتنة* 6 ولاية بجاية* 7 ولاية بسكرة* 8 ولاية بشار* 9 ولاية البليدة* 10 ولاية البويرة* 11 ولاية تمنراست* 12 ولاية تبسة* 13 ولاية تلمسان* 14 ولاية تيارت* 15 ولاية تيزي وزو* 16 ولاية الجزائر* 17 ولاية الجلفة* 18ولاية جيجل* 19 ولاية سطيف* 20 ولاية سعيدة* 21 ولاية سكيكدة* 22 ولاية سيدي بلعباس* 23 ولاية عنابة* 24 ولاية قالمة* 25 ولاية قسنطينة* 26 ولاية المدية* 27 ولاية مستغانم* 28 ولاية المسيلة* 29 ولاية معسكر* 30 ولاية ورقلة* 31 ولاية وهران* 32 ولاية البيض* 33 ولاية اليزي* 34 ولاية برج بوعريريج* 35 ولاية بومرداس* 36 ولاية الطارف* 37 ولاية تندوف* 38 ولاية تسمسيلت* 39 ولاية الوادي* 40 ولاية خنشلة* 41 ولاية سوق أهراس* 42 ولاية تيبازة* 43 ولاية ميلة* 44 ولاية عين الدفلى* 45 ولاية النعامة* 46 ولاية عين تموشنت* 47 ولاية غرداية* 48 ولاية غليزانتحية خاص إلى كل أناس غليزان- واد رهيو- مديونة- الحمادنة- تيارت- شلف-وهران-عين مران-سيدي محمد بن عليIraqimap
جميع البرامج متاحة للجميع , ولكن يجب استخدامها في ما يرضي الله , ومن خالف ذلك فلا نحلله ولا نبيحه
   اكبر ملوك الاسلام Vالطيب/الطيب/الطيب   اكبر ملوك الاسلام V
برامج كمبيوتر
  حبي لمملكتي    حبي لمملكتي    حبي لمملكتي  
اكبر ملوك الاسلام 89312
نحن لا ندعي التميز ولكننا صناعه

    اكبر ملوك الاسلام

    ahmed.b
    ahmed.b


    مميز

    الجنس : ذكر عدد الرسائل عدد الرسائل : 154
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 30/06/1984
    العمر : 39
    تاريخ التسجيل : 04/01/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 26657

    اكبر ملوك الاسلام Empty اكبر ملوك الاسلام

    مُساهمة من طرف ahmed.b السبت 13 نوفمبر - 15:49

    السلطان سليمان القانوني:



    هو أكثر سلاطين المسلمين جهاداً وغزواً فى أوروبا , ووصلت جيوش المسلمين فى عهده الى قلب أوروبا عند أسوار فيينا مرتين !! , مجدد جهاد الأمة فى القرن العاشر , أقام السنّة وأحيى الملّة وقمع البدعة والروافض , صاحب انتصار المسلمين فى معركة موهاكس التى كانت من أيام الله الخالدة وتُعد غرة المعارك الإسلامية فى شرق أوروبا بعد معركة نيكوبوليس وفتح القسطنطينية , وهو أعظم سلاطين الدولة العثمانية وأكثرهم هيبة ورهبة فى قلوب النصارى وأشدهم خطرا عليهم , وكان من خيار ملوك الأرض !!


    حكم المسلمين قرابة ثمانية وأربعين سنة وامتدت دولة الخلافة الاسلامية فى عهده فى ثلاث قارات وأصبحت القوة العظمى فى العالم بأسره بلا منازع وتمتلك أعتى الجيوش والأسلحة وصاحبة السيادة فى البحار والمحيطات !!


    يقول المؤرخ الألماني هالمر " كان هذا السلطان أشد خطرا علينا من صلاح الدين نفسه" !!!


    ويقول المؤرخ الانجليزي هارولد " إن يوم موته كان من أيام أعياد النصارى "!!!



    فمن كان السلطان سليمان الأول "القانونى" !!! , دعونا نسرد سيرته ومصادرى فى ذلك : -


    مصادر الدراسة :-


    1. شذرات الذهب فى أخبار من ذهب , لابن العماد الحنبلى
    2. أخبار الدول و آثار الأول في التاريخ , للقرماني
    3. الضوء اللامع لأهل القرن التاسع , للسخاوى
    4. نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار
    5. الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة ,نجم الدين الغزّى
    6. الدولة العثمانية , عوامل النهوض والسقوط , لعلى الصلابى
    7. فى أصول التاريخ العثمانى , أحمد عبد الرحيم مصطفى
    8. خير الدين بربروس والجهاد فى البحر , بسام العسيلى
    9. الدولة العلية العثمانية , محمد فريد بك
    10. تاريخ بلغراد الاسلامية , محمد موفاكو
    11. تاريخ الشعوب الاسلامية , المستشرق كارل بروكلمان
    12. العقد المنظوم فى ذكر أفاضل الروم , طاشكبرى زاده
    13. منح رب البرية فى فتح رودس الأبية , عبد الرحيم العباسىّ
    14. تاريخ بلجراد الإسلامية , محمود موفاكو
    15. وغيرها من الكتب والمراجع حتى لا أطيل .. وبعض المصادر من الانترنت أنقل منها المعقول والمأثور



    نبدأ باسم الله وبه الثقة وعليه التكلان :-


    المولد والنشأة :-


    هو عاشر سلاطين الدولة العثمانية وثانى خليفة للمسلمين فى الدولة العثمانية , وُلد السلطان سليمان خان الأول بن السلطان سليم الأول عام 900هـ , كان طويل القامة حسن الوجه , وكان أبوه هو السلطان سليم الأول الذى ضم مصر والشام للدولة العثمانية , والذى تنازل له آخر خليفة عباسى فى القاهرة عن الخلافة وأرسل له مفاتيح الحرمين , وأصبح أول خليفة من الدولة العثمانية ولُقب بخادم الحرمين الشريفين .


    وكان ميلاد السلطان سليمان الأول – رحمه الله – خير وبركة على الأمة الاسلامية واستبشر به المسلمون خيرا , وظل السلطان سليمان الأول – رحمه الله – فى كنف أبيه السلطان سليم يربيه ويرعاه ويدربه على أمور السياسة والحكم , فكان أميرا على بعض الولايات فى الأناضول أثناء خلافة أبيه وظل على ذلك الأمر حتى توفى أبيه السلطام سليم الأول عام 926هـ , وتولى الخلافة سليمان الأول ودخلت الدولة الإسلامية فى عهد جديد , عهد السلطان الفاتح الغازى المجاهد سليمان الأول ..... !!


    السلطان سليمان الأول خليفة المسلمين :-


    تولى السلطان سليمان الأول الخلافة وهو ابن 26 سنة !! , أول شيىء فعله السلطان سليمان – رحمه الله – أنه أقام السنّة وأعلى منارها وقمع البدعة وأهلها وقضى على الروافض وأحيى الملة ونشر العدل فى ربوع الدولة الاسلامية فاستبشر الناس خيرا بعهده , وكان السلطان سليمان يستفتح رسائله بقول الله تعالى (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ) تيمنا بنبى الله سليمان – عليه السلام - حتى قال عنه المؤرخون انه " سليمان زمانه " لكثرة جنده ولعظيم هيبته ولنفاذ أمره فى ملـوك الأرض, ولإقامته للسنّة ولجهاده ضد النصارى , وقـال أحدهم شعرا حين تولى الخلافة :



    قل للشياطين البغاة اخسأوا *** قد أوتى المُلك سليمانُ




    خوذة حرب كان يضعها المجاهدين فى عهد الدولة العثمانية




    واجمع المؤرخون من المسلمين وغيرهم ان ذروة مجد الدولة العثمانية وأعظم أيامها كان فى أيام السلطان سليمان القانونى , وأنه كان آخر سعد الدولة العثمانية , وكان رحمه الله روؤفا برعيته وترأف بحال الناس فأطلق سراح 600 مسجون من مأسورى مصر ...


    وردع الظالمين عن المظالم , وردع أهل الشرور والمفاسد , وأمن الناس فى أيامه وانتشر العدل فى سائر الأركان , واندثر الظلم , واجتهد رحمه الله فى أول جلوسه فى نفى الزنادقة والمبتدعين فى الدين .. !!


    حتى قال الشاعر فى قصيدته العصماء التى ساوردها كلها فى نهاية الموضوع :-



    مليكٌ يرى أن ليس فى الأرض مشتهى *** سوى منع دين الله مما يُغيّرُ



    الله أكبر والعزة لله ... افلح من كان هذا هدفه وتلك غايته !!!


    وعمل السلطان سليمان تعديلات إدارية فى إدارة الدولة الاسلامية وشئون أفرادها من مختلف الديانات والجنسيات والأعراق والأقليات , فجلب السلطان سليمان العلماء الربانيين وجلس معهم ووضع قوانين إدارية مستمدة من الشريعة الإسلامية , وبالفعل كان من أهم أعمال السلطان سليمان الإدارية انه وضع قانون الدولة العثمانية المسمى " قانون سليمان نامه" اى "قانون السلطان سليمان " وكان الذى شاركه فى وضع تلك القوانين من القرآن والسنة هو العالم الجليل أبو السعود أفندى المفسر الكبير وصاحب التفسير العظيم " إرشاد العقل السليم الى مزايا الكتاب الكريم" المشهور بـ "تفسير أبى السعود" ....
    .
    فانظروا كيف كان حكام المسلمين يستعينون بالعلماء ولا يستغنون عن مشورتهم , وجعل السلطان سليمان منصب الفتوى أعلى المناصب قاطبةً بعد منصب الخلافة !!!


    وبعد وضع تلك القوانين الإدارية التى تحكم الدولة الاسلامية , أخذ السلطان سليمان بتطبيقها بكل عدل ومساواة وبكل حزم , فكما قيل : الحزم سياج العدل !!


    ومن هنا جاءت تسمية السلطان سليمان الأول بـ"القانونى" , ليس لأنه من وضع القوانين , بل لتطبيقه تلك القوانين بكل صرامة لا يفرق بين كبير او صغير ولا بين عامة وخاصة !!


    الله أكبر .. وااااااااهٍ يا أيام العزة !!


    منذ تولى السلطان سليمان القانونى الخلافة , لم يركن الى الدعة والراحة , بل لبس لأمة الحرب من أول يوم وظل مجاهدا الى آخر يوم فى عمره وما ترك الجهاد قط , ما كان ينزل من على صهوة جواده إلا ليمتطى جوادا آخر ليمضى مجاهدا فى سبيل الله ولإعلاء كلمة الله !!


    ولا عجب من ان معظم الحديث عن السلطان سليمان القانونى سيكون عن جهاده , لأنه لا يوجد جانب أعظم ولا أروع فى سيرة السلطان سليمان إلا جهاده ضد المشركين فى أوروبا وفتوحاته المجيدة !!




    جهاد السلطان سليمان القانونى :


    استطاع السلطان سليمان القانونى ان يوسع رقعة الدولة الإسلامية فى ثلاث قارات حتى أصبحت دولة مترامية الأطراف , وكان سبيله فى تحقيق هذا الهدف هو سيفه ودرعه !!


    لكم ان تعلموا ان المؤرخين ذكروا ان عدد ما افتتحه السلطان سليمان القانونى فى حياته من الحصون والقلاع والمدن ما يناهز 360 حصنا !!







    وما علمنا ان من قادة المسلمين قديما وحديثا افتتح مثل هذا العدد !!


    تعالوا نرى نبذا من جهاد السلطان سليمان القانونى وسأكتفى بالمحطات الرئيسية ...




    فتح بلجراد ( 25 رمضان 926هـ , 31 أغسطس 1521م)


    عندما جلس السلطان سليمان القانونى على كرسى الخلافة , كان أول ما فعله هو إرسال رسالة الى ملوك أوروبا يُعلمهم بتوليه الخلافة ويأمرهم بدفع الجزية المقررة عليهم كما كانوا يفعلون فى عهد أبيه السلطان سليم الأول .


    فما كان من ملك المجر إلا أن قتل رسول السلطان سليمان !!


    فاستشاط السلطان سليمان غضبا وانفعل قائلا : أيُقتل سفير دولة الإسلام !!! .. أيهددنى ملك المجر !!


    فما أصبح الصباح إلا وقد أعدّ السلطان سليمان جيشا جرار مدعوما بالسفن الحربية وكان السلطان سليمان بنفسه على رأس هذا الجيش وكان قاصدا مدينة بلجراد المنيعة والتى تُعد بوابة أوروبا الوسطى وحصن المسيحية كما كانوا يطلقون عليها !!


    ولكم أن تعلموا ان محمد الفاتح رحمه الله حاول أن يفتح بلجراد ولكنه فشل , بل وأصيب إصابات خطيرة أثناء حصارها ... ولما انصرف عنها قال : عسى ان يخرج الله من أحفادى من يفتح تلك المدينة على يديه !!


    بلجراد كانت لها مكانة عظيمة فى قلوب النصارى وخصوصا بعد سقوط القسطنطينية وسمّوها (حصن المسيحية) !!



    حصار محمد الفاتح لبلجراد 1456م



    ويذكر المؤرخون ان السلطان سليمان عندما كان وليا للعهد كان يمنّى نفسه بفتح بلجراد التى عجز أجداده ( مراد الثانى , محمد الفاتح , بايزيد الثانى ) من فتحها !!


    توجه السلطان سليمان القانونى على رأس جيش عرمرم مكوّن من كتائب الإنكشارية الذين ما ان يسمع النصارى فى أوروبا باسمهم يأخذ الرعب منهم كل مأخذ وترتعد فرائصهم ,ومزود بأعتى المدافع والأسلحة يمدهم 3 آلاف جمل محمل بالأسلحة و30 ألف جمل محمل بالمهمات وسفن تحمل الخيول و50 سفينة حربية و مئات من المدافع العملاقة الفتاكة التى كانت فخر الجيوش الإسلامية ..


    وبالفعل يبدأ السلطان سليمان فى حصار قلعة بلجراد , وبعد شهرين ونصف من الحصار تسقط قلعة بلجراد فى 2 رمضان 927هـ , ثم دخل السلطان سليمان القانونى المدينة نفسها فاتحاً يوم 26 رمضان 927هـ ... !!


    وكان يوماً مشهودا , وأمر السلطان سليمان أن يرفع الآذان من القلعة , ويذكر صاحب كتاب "تاريخ بلجراد الاسلامية" نقلاً عن صاحب يوميات السلطان سليمان الى بلجراد " بعون الله تعالى تم اليوم فتح قلعة بلغراد ... وارتفع صوت المؤذن من القلعة" , ونزل خبر سقوط بلجراد على النصارى والبابا فى روما كالصاعقة وارتعدت فرائصهم من الرعب !!



    وعلموا وقتها أنهم أمام سلطان من طراز فريد , وعلموا أنه سيعيد لهم سيرة بايزيد الأول ومحمد الفاتح , فوقعت هيبته فى قلوب ملوك أوروبا قاطبةً , وبعث اليه ملك روسيا والبندقية وسائر ملوك أوروبا يهنئونه بالفتح ويعطونه الجزية عن يدٍ وهم صاغرون !!


    ومن يومها سمّى المسلمون بلجراد (دار الجهاد) وكان منها القاعدة الحربية لانطلاق جيوش المسلمين لغزو باقى أوروبا , واهتم المسلمون بالأوجه الحضارية فى بلجراد حتى سمّاها المؤرخون (أندلس البلقان) وكانت تنعم بأوجه الحضارة بينما كانت سائر بلاد أوروبا لا تعرف شيئا عن أوجه الحضارة ولا عن تخطيط الشوارع ورصفها وإنارتها ليلا !!



    مَن مِن المسلمين الآن يعرف شيئاً عن بلجراد الاسلامية !!!


    فقد ضاعت كما ضاعت الأندلس , فصدق من سمّاها (أندلس البلقان) فهى شبيهة الأندلس فى حدث إقامتها وحدث نهايتها !!


    وظل السلطان سليمان القانونى فى بلجراد حتى عيد الفطر وأقام صلاة العيد فى أكبر كنائسها بعد تحويله الى مسجد ولم ينزل السلطان سليمان من جواده حتى امتطى جوادا آخر مجاهدا فى سبيل الله رافعا كلمة الله خفاقة ...




    فتح جزيرة رودس (13 صفر 929هـ , 1 يناير 1523م)


    كانت جزيرة رودس هى الشوكة المنيعة التى فى حلق الدولة العثمانية , والتى تمتاز بمناعة وتحصين نادر جدا ورهيب , حتى ان سلاطين المسلمين فى صدر الدولة العثمانية ما استطاعوا فتحها ابدا كمحمد الفاتح !!


    وكان يسكن جزيرة رودس نصارى الروم الصليبين المسمون (فرسان القديس يوحنا) الذين طُردوا من بلاد الشام بعد الحملات الصليبية , وكانوا تحت سلطة البابا فى روما , وكانوا على عصبية شديدة جدا ضد المسلمين , فكان طوال مكثهم يغيرون على سفن المسلمين المتجهة للحجاز يقتلون رجالهم ويأسرون أطفالهم ويهتكوا عرض نسائهم وينهبوا أموالهم ..



    إحدى قلاع جزيرة رودس


    ويقتلون الحجيج ويحرقون سفن المسلمين وكانوا يبغضون المسلمين جدا , ويستغلون حصونهم فى الجزيرة المنيعة , فكانوا على اطمأنان بأن المسلمين لن يستطيعوا ان يصلوا اليهم ..


    نهب الصليبين فى رودس أحد السفن الإسلامية التى تُقلّ الحجيج والتجار المسلمين فقتلوهم وحرقوا سفنهم , وعلم السلطان سليمان القانونى بهذا الخبر , فاستشاط غضبا لله وأقسم أنه لن يركن للراحة حتى يفتح جزيرة رودس ويطرد الكفار الملاعين منها !!



    وبالفعل أخذ السلطان سليمان استعداده لفتح جزيرة رودس براً وبحراً , واستغل انشغال ملوك أوروبا بالحروب بينهم , وانشغال بابا الفاتيكان بالتصدى لدعوة مارتن لوثر وقيام المذهب البروستانت , فأرسل حملة عسكرية بقيادة مصطفى باشا قوامها 200 ألف جندى مزودين بأعتى المدافع ومعهم 700 سفينة حربية وبدأ الهجوم على أسوار رودس إلا أنهم لم يصيبوا منها شيئا لمناعتها ...



    فغضب السلطان وسافر بنفسه ومعه كتائب من المجاهدين وتولى القيادة بنفسه أمام أسوار جزيرة رودس وحاصرها السلطان 6 شهر كاملة وضيّق عليها الخناق وكان طوال تلك المدة يواصل إطلاق المدافع , حتى بلغ عدد ما أطلقوه من المدافع 220 ألف مدفع !!



    والمصادر التاريخية تذكر لنا حالة الطقس أثناء حصار المسلمين لردوس أنها كانت سيئة للغاية فالأمطار تتساطق على المجاهدين , والسماء تبرق والرعد يصمّ صوته الآذان , ومع ذلك لم يفت ذلك فى عضدهم ...


    فاستسلم فرسان القديس يوحنا , وأمهلهم السلطان مدة 12 يوما يخرجون من الجزيرة , وأعطاهم أمانا على كنائسهم ودينهم كان هذا ديدن السلطان فى فتح بلاد النصارى بأوروبا ..



    إحدى قلاع جزيرة رودس



    ودخل السلطان سليمان القانونى جزيرة رودس فاتحاً يوم 13 صفر عام 929هـ الموافق 1 يناير 1523م , وهنا اهتز عرش النصرانية فى روما والعالم النصرانى كله , وخرج فرسان القديس يوحنا منكسين روؤسهم من الذل والهوان متجهين الى جزيرة مالطا , فسكنوها وسموا أنفسهم فرسان مالطا ...



    ويحكى لنا المؤرخ عبد الرحيم العباسى الذى شارك فى هذه الحملة ان المسلمون وجدوا فى الجزيرة أكثر من 3 آلاف أسير فى حالة يُرثى لها من التعذيب والقهر والذل , ويقول بأن المجاهدين العثمانيين بكوا عندما رأوا حال الأسرى !!!


    وعندما دخل السلطان سليمان المدينة أمر جنوده بتجهيز الكنيسة لصلاة الجمعة , فأُزيلت الصور والتماثيل وصُنع منبر خشبى بسيط لهذه الغاية , وبالفعل أُقيمت صلاة الجمعة وخُطب للسلطان وغص المسجد بالمصلين ولله الحمد والمنة ...



    دعونى أنقل لكم ما قاله ووصفه عبد الرحيم العباسى عند دخول المسلمين رودس بعد الحصار – وكان شاهدا هذا الفتح :-


    يقول – رحمه الله – فى كتابه (منح رب البرية فى فتح رودس الأبية) :- ( اقراواها بتمعن )


    ( ثم برز الأمر الشريف بإرسال السَنْجق السنجق " لواء الفتح عند العثمانيين" المنصور , واللواء الذى هو لطىِّ الكفار منشور , ليوضع على سور القلعة , بشامخ العزة والرفعة , فذهبوا به على نهاية التعظيم وغاية الإجلال والتكريم , والعساكر الإسلامية به محدقة , وعيون المسلمين اليه مُحَدَّقة , وعيون المشركين مطرقة , وأصوات الطبول والبوقات قد ملأت النواحى والجهات , والأصوات المرتفعة بالتهليل والتكبير , والصلوات والتسليم على سيدنا ومولانا محمد البشير النذير , والسراج المنير , وقلوب أعداء الله من ذلك فى أحرّ من نار السعير , ولم يزالوا به سائرين , وقد أصبحوا على أعداء الله ظاهرين , إلى أن وضعوه من الحصن بأعلى مكان , وأعلن المؤذنون للظهر بالآذان , وأجابهم من المسلمين الثقلان , أعنى الجن والبشر حتى الشجر والحجر والمدر , وكانت ساعة مشهودة , وفى مواسم الأيام معدودة , وليس الخبر كالعيان , ولا يقدر على تأدية وصف ذلك بديع بيان , ولما أُدخل السنجق الشريف دخل معه كثيرٌ من العساكر , وجمُ غفير من القبايل والعشائر , واتخذوه من أحب المواطن , واقتسموا منه المساكن , وذهب ما كان يضمره المشركون , فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون , وبرز الأمر الشريف بأخذ أسلحة الكفار , وإلباسهم شعار الذلة والصغار , فسُلِبوها بأسرها , وقُلِّها وكُثرِها , حتى أُخذت منهم السكاكين , وصاروا بعد العز المكين , الى ذل الخايف المستكين , وانتقل بعد بكاء العيون منهم الى ضحك الأفواه , وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله , ولم يسع طاغيتهم من ذلك إلا إظهار الطاعة ...... ) أ.هـ



    ومن عجيب المصادفات أن خلال هذه الأيام كان البابا أندريانوس الثاني يجري مراسم أعياد الميلاد في كنيسةسان بيترو في روما ، فتدحرجت حجارة سقطت من حافة سقف الكنيسة نحو قدميه ، فتشاءمالبابا ، وقال (سقطت رودس) !!



    وسبحن الله , أرخوا لذلك الفتح بقوله تعالى (يفرح المؤمنون بنصر الله) , فكان هذا من عجيب الموافقات ..



    ومما قيل فى هذا الفتح المجيد من الأشعار , أورد لكم جزأ بسيط من القصيدة :




    قل لبنى الكفر مضت رودس *** فليخزأوا بالرغم وليخنَسوا



    وليحزنوا حزن الثكول التى *** أصيب منها الأكرم الأنفسُ



    كانت لهم حصنا فلم يُحرزوا *** بها من السوء ولم يُحرسوا



    واتخذوها شركا للأذى *** دهرا فمن حل بها يبأسُ



    يصحبه الأدهم فى رجله *** والغل فى الجيد له الملبسُ



    وعينه تبيضّ من حزنه *** من أسود العيش الذى يمْسَسُ



    ويقسمون الغُنم من ماله *** وهو من الخشية لا ينبُسُ



    وكم وكم من محنٍ تعترى *** أحواله وهو بها مُبلَسُ



    حتى أتاح الله سبحانه *** لفتحها مَن سِرُّهُ الأقدسُ



    فجال فيها جوْلةٌ غُودرت *** بها مغانى كفرهم تَدرسُ



    وأصبح الناقوس فى أوجها *** وهو بتوحيد الورى أخرسُ



    وأطّد الإسلام راياته *** لما غدت راياتهم تنكسُ



    وانتسخت آيات إنجيلهم *** بآى قرآنٍ غدا يُدرسُ



    ومن يكن يضحكُ من غيَّه *** أضحى بما صار له يَعبسُ



    وأورت الله مليك الورى *** ما كان منهم دايما يُبأسُ



    وصار فتحا سائرا ذكره *** كالشمس لا يعدمها مجلسُ



    والنّظم قد رتب تاريخه *** بجيدها قد سُلّمت رودسُ



    دام مليك العصر مستظهرا *** والكفر فى قاع الردى يُركسُ







    معركة موهاكس الخالدة (21 من ذي القعدة 932هـ= 29 من أغسطس 1526م ):




    إن فى تاريخ المسلمين معاركة كانت من أيام الله الخالدة كاليرموك والقادسية وحطين وعين جالوت وملازكرد والزلاقة وشانت يعقوب و.....ألخ




    وكانت من تلك الأيام التى أنزل الله فيها النصر على جند الإيمان وقذف الرعب فى قلوب حزب الشيطان , هو يوم معركة (موهاكس) التى من أشرس معارك المسلمين , وأشد قهرا وذلا فى قلوب المشركين الى يوم الناس هذا !!




    لو قدّر الله ان تذهب يوما الى دولة المجر , فأنصحك ألا تذكر اسم السلطان سليمان القانونى , ولا اسم معركة موهاكس ابداااااا !!





    الى الآن يوجد مثّل شعبى فى المجر يتناوله أهلها اذا حدث أمر سيىء فيقول : أسوأ من هزيمتنا بموهاكس !!




    وبعض الكتّاب سمّى هذه المعركة بأنها المعركة التى أدخلت الرعب على أوروبا !!





    يالله .. الى هذا الحد !!





    والله يا إخوة أصابنى الكمد والحزن والغمّ والهمّ كلما سألت أحد الشباب عن موهاكس او عن السلطان سليمان , ولا يكاد يعرف شيئا !!!!!!





    ما تفاصيل تلك المعركة الخالدة ...





    كانت فى هذه الفترة ظهرت قوة مملكة إسبانيا بصورة رهيبة جدا يقودها رجل مشهور وذائع الصيت فى أوروبا وهو شارل الخامس أو شارلكان , وكان هذا الخبيث النجس هو حفيد إيزابيلا وفردناندو الذين دخلوا غرناطة عام 1492م وأسقطوا الحكم الإسلامى فى الأندلس الى الأبد وقادوا حملات محاكم التفتيش ضد المسلمين ...




    شارلكان أو شارل الخامس



    هذا الخبيث شارلكان استطاع ان يبسط نوفذه على إسبانيا والبرتغال ألمانيا والنمسا وهولندا , وأسس إمبراطورية ضخمة وقوية جدا , وكان هذا الخبيث يحاول أن يفرض سيطرته على المجر لتكون حاجزا له ضد الدولة العثمانية والمسلمين .. !!





    فانتبه لذلك السلطان سليمان , وعلم خطورة سيطرة شارلكان على المجر , وما يترتب عليه من أوضاع خطيرة للمسلمين فى أوروبا الوسطى !!




    وهنا ظهر جانب آخر وخيانة خلدها التاريخ لأحفاد بن سبأ الملاعين , وهى الدولة الصفوية الرافضية الخبيثة !!




    اتفقت الدولة الصفوية مع المجر ضد الدولة العثمانية , وعندما علم السلطان سليمان بهذا الأمر استشاط غضباً , وبدأ فى التحرك لغزو المجر وضمها للدولة العثمانية الإسلامية , وأراد ان تكون تلك المعركة شرسة وعنيفة ليلقن الأوروبين درسا وخصوصا شارلكان حتى يصرف أبصاره عن المسلمين !!





    وبالفعل خرج السلطان سليمان القانونى من عاصمة الخلافة وحاضرة الدنيا اسلامبول "اسطنبول" فى 11 رجب عام 932هـ , 23 ابريل 1526م , على رأس جيش عرمرم من المجاهدين قوامه 100.000 ألف مقاتل مزودين بـ 300 مدفع عثمانى عملاق ومعهم 800 سفينة بحرية لتسهيل تحرك المسلمين بين الأنهار , ووصل السلطان الى بلغراد المسلمة ومكث هناك يستقبل التهانىء بعيد الفطر , ثم تحرك رحمه الله حتى وصل الى نهر طونة "الدانوب" وأمر بتشيد جسر يعبر عليه المسلمون , وبالفعل تم تشييد الجسر فى مدة زمنية قليلة , وظل عبور الجيش الإسلامى عليه لمدة 4 أيام , وهنا أمر السلطان سليمان أمرا عجيبا !!




    جيوش المسلمين بالعمائم واللحى فى معركة موهاكس الخالدة





    أمر السلطان سليمان رحمه الله بهدم الجسر !!!





    يقول صاحب كتاب (أخبار الدول وآثار الأول) معلقا على هذا الأمر : " ثم أمر السلطان برفع الجسر فرُفع , فبقى المسلمون فى بلاد الكفار , وذلك لشهامته وقوة عزيمته , وقطع أطماع العسكر من الفرار الى بلادهم ... " أ.هـ




    الله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ...





    وفى أثناء مسير السلطان سليمان رحمه الله افتتح عدة قلاع تقع على نهر الدانوب ولها أهمية حربية كبيرة , ثم يواصل السلطان سليمان القانونى تقدمه حتى وصل الى وادى موهاكس فى 20 ذى القعدة عام 932هـ , 28 أغسطس عام 1526م , وبات السلطان والجنود ليلتهم فى فى الدعاء والتهليل والتكبير , وتضرع السلطان سليمان الى الله سبحانه وتعالى وسأله النصر , وكان يمر بين صفوف الجند فيخطب فيهم عن الجهاد وعن فضل الشهادة , وفى اليوم الثانى , وبعد ما صلى السلطان صلاة الفجر دخل بين الجنود وحمسهم وكان مما قال لهم : وكأنى برسول الله ينظر اليكم الآن !! ...





    فلم يتمالك احد من الجند دموعه , وبكى السلطان وبكى كل من حضر ....





    انظروا يا إخوة , على مثل هؤلاء ينزل النصر ورب الكعبة .. وااااااااهٍ يا أيام العزة !!





    أما على الجانب الآخر , عندما علم ملك المجر لايوش "لويس" الثانى بقدوم المسلمين اليه , فأعدّ جيشا جرارا واستعان ملوك أوروبا فأمدته ألمانيا بـ 38000 ألفا من خيرة الفرسان لديها , فوصل عدد جيوش الكفار الى 200.000 ألف مقاتل ... , وبات الكفار ليلتهم فى سهل موهاكس ومعهم القساوسة والرهبان يحثونهم على قتال المسلمين وأتوا بالصلبان يرفعونها أمام الجند ..




    لويس الثانى ملك المجر




    وعند الصباح صُفّت الصفوف وبرز الشجعان , وكان السلطان سليمان وضع خطة مع أركان الجيش وهى :




    ان يصطف جيش المسلمين فى ثلاثة صفوف , وأن يكون السلطان ومن معه من الإنكشارية فى الصف الثالث ومن ورائهم مدافع المسلمين , حتى اذا بدأ القتال يتقهقر الصفوف الأولى من المسلمين ويتراجعوا خلف السلطان ومن معه من الإنكشارية , وبالتالى سيفسح المجال للمدافع ان تحصد الكافرين حصدا !!





    وبالفعل التزم المسلمون بالخطة , وظل المسلمون واقفون فى أرض المعركة على الهيئة التى أمرهم بها السلطان وقادة الجيش , وطال انتظار الفريقين , حتى بدأ الملك لويس الثانى فى الانقضاض على المسلمين وقت العصر ...




    وبدأ القتال , ووالله كان القتال فى شدته وضراوته يشبه معاركنا الحديثة فى شدتها وضرواتها مع اختلاف نوع السلاح المسخدم !!





    والتزم المسلمون بالخطة وتراجعوا الى الوراء , فسارع الكفار خلفهم وظنّوا ان النصر سيكون حليفهم , وتقدم الكفار حتى وصلوا الى المكان الذى يقف فيه السلطان , وحاولوا قتل السلطان وبالفعل أصابوه فى صدره بسهم إلا أن السهم لم ينفذ الى صدره ولله الحمد , والتحم الفريقين وذهب ثلاثة من شجعان المجر الى السلطان سليمان , إلا أنه قتلهم ولله الحمد , وكان مشهورا بالشجاعة رحمه الله





    وهنا أعطى السلطان الأمر بإطلاق المدافع !!!




    الى الآن يروى المؤرخين الأوروبين هذه المعركة بشيىء من الذهول , وعندما يصلون الى هذه النقطة يصيبهم الدهشة والعجب !!







    يا أخوة يُروى ان مدافع المسلمين أُطلقت بسرعة ومهارة فائقة للغاية وكأن المسلمين استعانوا بالجن فى هذا الأمر , ولا عجب أن يكون هذا حال من استعان بالله واستمد قوته من الله !!!





    كان إطلاق المدافع بصورة سريعة جدا وبدقة كبيرة , مما أصاب الجيش المجرى بحالة من الذهل والهلع والرعب , فولوا أدبارهم , والمسلمون ورائهم يركبون أذنابهم ويضعوا سيفهم فيهم كما أرادوا ...




    وفرّ المجريون المعروفين ببسالتهم وضراورتهم أمام طلقات المسلمين وسيوفهم , وفرّ ملكهم لويس الثانى , بل أنه غرق أثناء فراره ومات !!





    وانتصر المسلمون انتصارا لم يُسمع بمثله فى أقطار الدنيا , وكان نصراً مؤزرا ولله الحمد والمنة ..





    والعجيب يا إخوة الآتى :




    أن مدة المعركة كانت ساعة ونصف فقط !!



    وكان قتلى المسلمين لم يتجاوز 150 شهيد – نحسبهم كذلك ان شاء الله



    وعدد ما أسر المسلمين من الكفار 25000 ألفاً , والباقى 175000 ألفاً ما بين قتيل وجريح !!!




    بعد هذه المعركة أصبح الجيش المجرى فى ذمة التاريخ وسقطت إمبراطورية المجر التى دامت قرابة 6 قرون (637 سنة ) , وانتفضت النصرانية من أقصاها الى أقصاها ...




    سيف السلطان المجاهد الغازى سليمان القانونى - رحمه الله




    وكانت هذه المعركة هى أسوأ هزيمة للنصارى فى أوروبا قاطبةً بعد سقوط القسطنطينية وهزيمتهم فى نيكوبوليس ايام بايزيد الأول ...





    الله أكبر والعزة لله





    صلى السلطان صلاة المغرب مع الجنود فى أرض المعركة , ثم واصل مسيره الى عاصمة المجر وهى مدينة "بودا" فدخلها بدون اى مقاومة تذكر فى 3 من ذي الحجة 932هـ , 10 من سبتمبر 1526م, ومكث فيها 13 يوما , واستقبل التهانىء بعيد الأضحى المبارك فى سراى الملك هناك , فكان العيد عيدين , عيد فتح المجر وعيد الأضحى , فلله الحمد والمنة ...





    وبعد هذه المعركة تبدلت حسابات أوروبا , وتغيرت خريطة المنطقة , وما اجترىء أحد من نصارى أوروبا ان يقوم بأى عمل ضد المسلمين بعد هذه المعركة الفاصلة فى تاريخ أوروبا ...



    ( يتبع )
    ahmed.b
    ahmed.b


    مميز

    الجنس : ذكر عدد الرسائل عدد الرسائل : 154
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 30/06/1984
    العمر : 39
    تاريخ التسجيل : 04/01/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 26657

    اكبر ملوك الاسلام Empty رد: اكبر ملوك الاسلام

    مُساهمة من طرف ahmed.b السبت 13 نوفمبر - 16:42

    ما ترك السلطان سليمان القانونى الجهاد قط ...


    فى أواخر أيام السلطان سليمان أصابه مرض النقرس , فكان لا يستطيع ركوب الخيل , ولكنه كان يتحامل رحمه الله إظهارا للقوة أمام أعدائه ...



    السلطان سليمان القانونى فى أواخر أيامه , وما ترك الجهاد قط




    قد بلغ السلطان سليمان القانونى من العمر 74 عاماً , ومع ذلك عندما علم بأن ملك الهايسبرج أغار على ثغر من ثغور المسلمين , قام للجهاد من فوره ...


    ومع أنه كان يتألم من شدة المرض إلا أنه قاد الجيش بنفسه وخرج على رأس جيش عرمرم فى 9 شوال عام 973هـ , 29 ابريل عام 1566م .. ووصل الى مدينة سيكتوار المجرية وكانت من أعظم ما شيّده النصارى من القلاع ... وكانت مشحونة بالبارود والمدافع


    وكان قبل خروجه للجهاد , نصحه الطبيب الخاص بعدم الخروج لعلّة النقرس التى به , فكان جواب السلطان سليمان الذى خلده له التاريخ : أحب أن أموت غازيا فى سبيل الله ...


    سبحن الملك !! , هذا السلطان كان قد بلغ من الكبر عتيا وكان يملك تحت قبضته نصف الدنيا , وملوك الأرض طوع بنانه وكان بإمكانه التمتع بحياة القصور والتنقل بين الغرف والاستمتاع بالملذات والشهوات , ومع ذلك أبى إلا أن يخرج غازيا فى سبيل الله !!


    وخرج بالفعل على رأس جيشه وما كان يستطيع ان يمتطى جواده لازدياد علة النقرس عليه , فكان يُحمل فى عربة , حتى وصل الى أسوار مدينة سيكتوار ...



    السلطان سليمان فى أواخر أيامه لا يقوى على ركوب الخيل , وبجانبه وزيره يسانده



    وابتدأ فى حصارها , وفى أقل من اسبوعين احتلّ معاقلها الأمامية , وبدأ القتال واشتدّ النزال , وكان أصعب قتال واجهه المسلمون لمتانة الأسوار حصانتها وضرواة النصارى فى الدفاع عن حصنهم ..


    واستمر القتال والحصار قرابة 5 شهور كاملة , وما ازداد أمر الفتح الا استعصابا وازداد همّ المسلمين لصعوبة الفتح , وهنا اشتدّ مرض السلطان وشعر بدنوّ الأجل , فأخذ يتضرع الله تعالى وكان من جملة ما قاله : يارب العالمين , افتح على عبادك المسلمين , وانصرهم , واضرم النار على الكفار !!!



    إحدى قلاع مدينة سيكتوار المجرية ...


    فاستجاب الله دعاء السلطان سليمان , فأصاب أحد مدافع المسلمين خزانة البارود فى الحصن فكان انفجارا مهولا , ودعونى أنقل لكم ما قيل فى وصف هذه الحادثة , يقول صاحب نزهة الأنظار :-


    " فقبل الإنفصال إشتدّ بالسلطان رحمه الله مرضه , وغمرته غمرات الوفاة , وهو مع ذلك رضى الله تعالى عنه يلهج الى الله القريب المجيب بطلب الفتح القريب , فاستجاب الله دعاؤه فأضرمت النار فى خزانة بارود الكفّار المخزونة بالقلعة , وكانت موفورة عندهم مهيأة لقتال المسلمين , فأصابها شرر من النّار إجابة لدعاء ذلك الروح المقدّس , فأخذت جانبا كبيرا من القلعة فرفعته الى عنان السماء , وزلزلت الأرض زلزالها الى تخوم الأرض السلفى , وتطاير جلاميد صخور الحصن , ورمت النار بشرر الكقصر من جدران ذلك الحصن , والتهبت النار وتزايد الدخان حتى امتلأ الفضاء , فضعفت طائفة الكفر وعذبهم الله بنار الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأبقى , فتزاحم الشجعان بآلات الحرب مع صدق النية والإعتماد والتوكل على الله تعالى , وطبول الحرب ونيرانه تضرب , وتحاملوا على الكفّار حملة رجل واحد , وتعلقوا بأطرف القلعة , وهجموا عليها من فوق الأسوار , واستشهد من سبقت له من الله العناية , وفتح القلعة من نصره الله من المسلمين , ورفعت الراية السليمانية على أعلى مكان من القلعة , ووقع السيف فى الكفار , فقتل منهم من قتل , واسر من بقى , وعند وصول خبر الفتح للسلطان فرِح , وحمد الله على هذه النعمة العظيمة , وقال : الآن طاب الموت , فهنيئا لهذا السعيد بهذه السعادة الأبدية , وطوبى لهذه النفس الراضية المرضية , من الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه ... " أ.هـ



    قولوا : الله أكبر والعزة لله ...



    عندما جاء خبر الفتح للسلطان سليمان وهو فى غمرات الموت , فرِح وحمد الله تعالى وقال : الآن طاب الموت ...



    وتخرج روحه الى بارئها , الى جنان الخلد ان شاء الله ... فى 20 صفر عام 974هـ , 5 سبتمبر 1566م



    ما أروع هذ الخاتمة ...



    سلطان المسلمين يموت مجاهدا فى سبيل الله , وتفوض روحه فى أرض الجهاد مقبلا غير مدبر , فيالها من خاتمة , نسأل الله لنا مثلها



    وأخفى الوزير محمد باشا نبأ وفاة السلطان حتى أرسل لولى عهده السلطان سليم الثانى , فجاء واستلم مقاليد السلطنة فى سيكتوار , ثم دخل اسلامبول ومعه جثمان ابيه الشهيد – ان شاء الله – وكان يوما مشهوا لم يُرى مثله إلا فى وفاة محمد الفاتح ... وصلّى عليه الإمام المفتى أبى السعود




    جنازة السلطان سليمان ورجوعهم بجثمانه الى اسلامبول ...


    وعلم المسلمون خبر وفاة السلطان سليمان , فحزنوا أشد الحزن ورثاه الشعراء والعلماء بقصائد ليس لها مثيل سأنقلها لكم بعد قليل ..


    اما على الجانب النصرانى , فما فرح النصارى بموت أحد بعد بايزيد الأول ومحمد الفاتح كفرحهم بموت السلطان سليمان المجاهد الغازى فى سبيل الله ..


    وجعلوا يوم وفاته عيدا من أعيادهم , ودقت أجراس الكنائس فرحا بموت مجدد جهاد الأمة فى القرن العاشر رحمه الله ...


    صورة لقبر السلطان سليمان باسطنبول المسلمة







    ما قيل فى السلطان سليمان من الشعراء والعلماء والمؤرخين :


    يقول صاحب نزهة الأنظار : " وهو سلطان غاز فى سبيل الله , مجاهد فى إعلاء كلمة الله , كان رحمه الله مؤيدا فى حروبه ومغازيه , أين سلك ملك , وصلت سراياه مشارق الأرض ومغاربها , فافتتح البلاد الشاسعة والأقطار بالقهر والحجة والسيف , وأقام السنة وأحيى الملة , ورفع شعائر الشريعة وأعلى منارها , واحيى ما اندرس من آثارها , فكان من المجددين لهذه الأمة دينها فى القرن العاشر لكثرة علمه وعمله وأدبه وفضله وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ... "


    وقال ايضا : " .. كان رحمه الله تعالى ورضى عنه كأسلافه الطيبين محبا للجهاد فى سبيل الله , باذلا نفسه وخزائن أمواله لإعلاء كلمة الله , بحيث لم تُرفع راية الإسلام فى زمانه للإسلام على رأس أحد من السلاطين العظام مثله !! , ولم يكن أكثر جهادا ونصرة للدين , وأكملُ عّدَّة وآلة لقطع الملاعين , وأقمع لأهل البغى والبدعة والكفرة الملحدين , وأشدّ عضدا وأشدّ نصراً لأهل السنة والدين منه رحمه الله , فهو سليمان زمانه وفريد عصره وأوانه , فكم دوّخ بلاد الكفر واجتاحها وجاس خلال مغانيها ورباعها , وافتتح صياصيها وقلاعها , وأخرب معاهد الأصنام , وبنى مساجد للإسلام . " أ.هـ



    طغراء السلطان سليمان القانونى رحمه الله


    -------------------------------------------------------


    يقول صاحب أخبار الدول : " وكان رحمه الله , عالى الهمة , عالما , شجيعا الى الغاية , طويل القامة , حسن الصورة , وهو ممن اشتهر فى الآفاق بالعدل والخيرات ... "


    -------------------------------------------------------


    يقول صاحب العقد المنظوم : " .. السلطان سليمان بن سليم خان عاشر سلاطين آل عثمان فاتح ديار فارس وبغداد , قالع قلاع انكروس وبغدان بلغراد , قامع آثار الكفرة والملحدين , معفر جباه عتاة المشركين صاحب الوقائع المشهورة , والمناقب المذكورة , ملك ملك الآفاق بسطوته وتطاطا سراة العالمين عند سرادقات عزته , هو الذى هرب ملك المشرق من بين يديه دربا فدربا , ودانت لهيبته الملوك شرقا وغربا , فياله من ملك مجاهد تناول الكواكب وهو قاعد أصبح البحر من صارمه الصمصام فى اضطراب ..... "


    وقال ايضا : " ... كان رحمه الله ملكا ممدوحا ومحمودا مقداما مظفرا مسعودا , وقع منه عداة الدين فى العذاب الأليم ... وكان رحمه الله ذا حظ من المعارف والنوادر وله معرفة تامة بالتواريخ من الأوائل والأواخر , وكان ينظم الشعر بالتركى والفارسى .. "



    -------------------------------------------------------


    يقول صاحب شذرات الذهب : " .. كان سلطانا سعيدا ملكا , أيده الله لنصرة الإسلام تأييدا ... وهو سلطانٍ غازٍ فى سبيل الله , مجاهد لنصرة دين الله , مُرغم أنواف عداه بلسان سيفه وسنان قناه , كان مؤيدا فى حروبه ومغازيه , مسدداً فى آرائه ومعازيه , مسعودا فى معانية ومغانية , مشهودا فى وقائعه ومراميه , أيّان سلك ملك , وأنّى توجه فتح وفتك , وأين سافر سفر وسفك , وصلت سراياه الى أقصى الشرق والغرب , وافتتح البلدان الشاسعة الواسعة بالقهر والحرب , وأخذ الكفار والملاحدة بقوة الطعان والضرب , وكان مجدد دين هذه الأمة المحمدية فى القرن العاشر , مع الفضل الباهر , والعلم الزاهر , والأدب الغص الذى يقصر عن شأوه كل أديب شاعر , إن نظم نضد عقود الجواهر , أو نثر آثر منثور الأزاهر , أو نطق قلّد الأعناق نفائس الدرّ الفاخر ... كان رؤوفا , شفوقا , صادقا , صدوقا , إذا قال صدق , وإذا قيل له صدّق , لا يعرف الغلّ والخداع , ويتحاشى عن سوء الطباع ولا يعرف المكر والنفاق , ولا يألف مساوىء الأخلاق , بل هو صافى الفؤاد , صادق الإعتقاد , منّور الباطن , كامل الإيمان , سليم القلب , خالص الجنان ..... "


    -------------------------------------------------------


    يقول الجبرتى فى تاريخه عن السلطان سليمان وعن دولة آل عثمان : " .. المغازى السلطان سليمان عليه الرحمة والرضوان , فأسس القواعد , وتمم المقاصد , ونظم الممالك , وآنار الحوالك , ورفع منار الدين , وأخمد نيران الكافرين , وسيرته الجميلة أغنت عن التعريف , وتراجمه مشحونة بها التصانيف .... "


    ثم قال عن الدولة العثمانية : " ... ولم تزل البلاد منتظمة فى سلكهم , ومنقادة تحت حكمهم , من ذلك الأوان الذى استولوا عليها فيه إلى هذا الوقت الذى نحن فيه , وولاة مصر نوابهم , وحكامها أمراؤهم , وكانوا فى صدر دولتهم من خير من تقلد أمور الأمة بعد الخلفاء المهديين , وأشد من ذب عن الدين , وأعظم من جاهد فى المشركين , فلذلك اتسعت ممالكهم , بما فتحه الله على ايديهم وايدى نوابهم , وملكوا أحسن المعمور من الأرض , ودانت لهم الممالك فى الطول والعرض , هذا مع عدم إغفالهم الأمور , وحفظ النواحى والثغور , وإقامة الشعائر الإسلامية والسنن المحمدية , وتعظيم العلماء وأهل الدين , وخدمة الحريمين الشريفين , والتمسك فى الأحكام والوقائع , بالقوانين والشرائع , فتحصنت دولتهم , وطالت مدتهم , وهابتهم الملوكم , وانقاد لهم الممالك والملوك . " أ.هـ



    جامع السليمانية


    -------------------------------------------------------


    وما قيل من الشعر فى حقه , وبما رثاه العلماء والشعراء , وهذه القصائد لم يوردها المعاصرين فى كتبهم , وهى تنشر الآن لأول مرة ولله الحمد والمنة فى هذا المنتدى الشامخ :



    كان من أعظم ما قيل من الشعر هو ما نظمه المفتى أبى السعود صاحب التفسير فى وفاة السلطان سليمان :




    أصوت صاعقةٍ أم نفخةُ الصورِ *** فالأرض قد مُلئت من نقرِ ناقورِ



    أصاب منها الورى دهياء داهيةٍ *** وذاق منها البرايا صعقةَ الطورِ



    تهدّمت بقعة الدنيا لوقعتها *** وانهدّ ما كان من سور ومن دورِ



    أمسى معالمها تَيْمَاءَ مُقفرةً *** ما فى المنازل من دار ودَيُّورِ



    تصدّعت قُلَلُ الأطواد وارتعدت *** كأنها قلب مرعوب ومذعورِ



    واغبرَّ ناصيةُ الخضراءِ وانكدرت *** وكاد ان تمتلىء الغبراء بالمورِ



    فمن كئيب وملهوف ومن دَنِف *** عَانٍ بسلسلة الأحزانِ مَأسورِ



    فيا له من حديث موحش نكد *** يعافه السَّمع مكروه ومنفورِ



    تاهت عقول الورى من هول وحشته *** فأصبحوا مثل مسجون ومسحور



    تقطَّعت قِطعاً منه القلوب فلا *** يكاد يوجد قلبٌ غير مكسورِ



    أجفانهم سفن مشحونةٌ بدم *** تجرى ببحر من العبْراتِ مسجورِ



    أتى بوجه نهار لا ضياء له *** كأنّها غارة شنّت بديْجورِ



    أم ذاك نعى سليمان الزمان ومن *** مضت أوامره فى كل مأمورِ



    من ملا جملة الدنيا مهابته *** وسخّرت كل جبّار وتيْهورِ



    مدار سلطنة الدنيا ومركزها *** خليفةُ الله فى الآفاق مذكورِ



    مُعلى معالم دين الله مُظهرها *** فى العالمين بسعى منه مشكورِ



    وحسن رأى الى الخيرات مُنصرف *** وصدقُ عزم على الألطاف مقصورِ



    بآية العدل والإحسان مُمْتثِلٍ *** بغاية القسطِ والإنصافِ موفورِ



    مجاهد فى سبيل الله مجتهد *** مؤيد من جناب القسط منصورِ



    بلهذمىّ إلى الأعداء منعطفٍ *** ومشرفىّ على الكفار مشهورِ



    وراية رُفعت للمجد خافقةً *** تحْوى على علمٍ بالنصر منشورِ



    وعسكر ملأ الآفاق مُحتشدٍ *** من كل قطر من الأقطار محشورِ



    له وقائع فى الأعداء شائعةٍ *** وأخبارها زُبرت فى كل طامورِ



    يا نفس ما لكِ فى الدنيا مخلّفةٌ *** من بعد رحلته عن هذه الدورِ



    وكيف تمشين فوق الأرض غافلة *** أليس جثمانه فيها بمقبورِ



    فللمنايا مواقيت مقدّرة *** تأتى على قدرٍ فى اللوح مسطورِ



    وليس فى شأنها للناس من أثر *** ومدخل ما بتقديم وتأخيرِ



    إذ لستِ مأمورةً بالمستحيل ولا *** بما يُنْوى بمجذولٍ ومسرورِ



    وا تظنّنّه قد مات بل هو ذا *** حىٌ بنصٍ من القرآنِ مزبورِ



    له نعيم وأرزاق مقدرة *** تُجرى عليه بوجه غير مشعور



    إن المنايا إن عمّت محرّمة *** على شهيد جميل الحال مبرورِ



    مرابطٌ فى سبيل الله مقتحمٌ *** معارك الحتف بالرضّوان مأجورِ



    ما مات بل نال عيشا باقيا ابدا *** عن عيش فانٍ بكل الشر مغمورِ



    إبتاع سلطنة العقبى بسلطنة *** الدنيا فأعظم بربح غير محصورِ



    بل حاز كلتيْهما إذ حلّ منزله *** من لم يغايره فى أمر ومأمورِ



    أما ترى ملكه المحمى آل إلى *** سرّ سَرِىٍ له فى الدهر مشهورِ



    ولىّ سلطنة الآفاق مالكها *** برا وبحرا بعين اللطف منظورِ



    -------------------------------------------------------


    ومن أعظم ما قيل وهى مؤثرة جدا , أوردها عبد الرحيم العباسىّ فى كتابه منح البرية , ولعلها من نظمه هو وقد كان شاعرا فحلا , قال رحمه الله :-




    كأن لم تكن للكفر داراً ولم يقم *** بها قائم نعماء مولاه يكفرُ



    وصار بها الإسلام فى أرفع الذُّرا *** تتيه بمجدٍ من عُلاه وتفخرُ



    وأعلن بالتوحيد من كان ساكتاً *** وخافَتَ بالإشراك من كان يجهرُ



    وقام منارٌ الدين بعد قعوده *** وظل به يزهو سريرٌ ومنبرُ



    وتاهت على كل البلاد بدولة *** لها السعد عبدٌ طوع ما يأتى تأمّرُ



    وأضحت وأعناق الممالك خُضعا *** لديها وجبهات الملوك تُعفّرُ



    بِسَعدِ سليمانَ الزمان ومن له *** إله البرايا ناصرٌ ومظفّرُ



    مليك حباه الله ملكا مُؤيداً *** يجدُّ على مر الليالى ويُذكرُ



    مليكٌ له عمزٌ إذا ما انتضان لا *** يقاربه ماضٍ صقيلٌ وأبترُ



    مليكٌ إذا ما همّ أيسر همّةٍ *** لقصدٍ تسنى مسرعاً لا يُقصرُ



    مليكٌ أبادَ الكفرَ رعبا فلم يدع *** لهم أنفساً إلا بذكراه تُذعرُ



    مليكٌ يرى أن ليس فى الأرض مشتهى *** سوى منع دين الله مما يُغيّرُ



    مليكٌ له فوق السمّاكين رتبةٌ *** جميع المعالى دونها تتقهقرُ



    مليكٌ بدا فى الكون للناس رحمة *** به كل مكسورٍ من الدهر يُجبرُ



    مليكٌ يُحارُ الفهم فى كُنهِ وصفهِ *** ويعجز عنه التفكير حين يَفكّرُ



    إذا قال فيه الشعرَ أشعرُ شاعرٍ *** ولو أنه الشعرى لما كان يشعرُ



    ولكنه بالحلم يُغضى عن الذى *** يُقصّرُ بعد الجهد فضلاً ويعذرُ



    فلا زال فى سعدٍ يدوم ودولةٍ *** مخلّدةٍ ما قال بِشراً مُبشّرُ



    -------------------------------------------------------



    ومما ذكره صاحب العقد المنظوم كذلك :-




    مضى ملك الدنيا ولم يبق مشرق *** ولا مغرب إلا له فيه نائح



    ولم يُغن عنه ماله ورجاله *** من الموت شيئا والخيول السوابح



    وما انا من رزء وان جل فاجع *** ولا بحبور بعد موتك فارح



    وقل للمنايا قد ظفرت سميدعا *** براجمه للمشرقين مفاتح



    وقل للعطايا بعد ذاك تعطلى *** فإن ولى الجود والطول طائح



    إمام الهدى بحر الندى قامع العدا *** سليمان من بالفضل للناس سامح



    لقد دُفن المجد الرفيع بدفنه *** وعزّ منيع والخلال الصوالح



    وجد لرايات السيادة ناصب *** وجد لآيات السعادة واضح



    وقد بكت الأقلام اذ فاض بالاسى *** عليه كما رنت عليه الصفائح



    ذر الموت يُفنى من أراد فإنه *** ثوى اليوم من يخشى عليه الفوادح



    اذا أعجلت سهما من العيش ناعما *** فمن خلفه سهم من البؤس فادح



    سلاف قصاراها زعاف ومركب *** شهى اذا استلذذته فهو جامح



    وقد جاد ما قد قيل فى وصف حظها *** وماهو وصف ان تدبرت صالح



    رويدك يا من غرهطيف عزها *** فعما قليل عنك ذاك نازح



    وما هو إلا كالشهاب وضوئه *** يزول بآن بعدما هو لائح



    وأودى ولكن طيب ذكراه خالد *** الى الحشر يبقى وهو كالمسك فائح



    الا أيها الملك السعيد المكرم *** عليك سلام الله ماحن صادح




    ونقل ايضا فى كتابه : -




    نسيم الصبا رقت بأشجان فرقة *** حمامة ذات السدر جنت من الذعرِ



    أحامى حمى الاسلام أودى وهل له *** نعيت لدين أنت مالك من عذرِ



    أزالت من الدنيا مراسم بهجة *** وآلت مسرات الزمان الى الضرِ



    دموعى جودى فى رزية عادل *** عديل ابن خطاب مثيل أبى بكرِ



    لقد ذاق من كاس الحمام امامنا *** امام الهدى بحر الندى طيب البشرِ



    أنام أنام العهد فى مهد عدله *** فراح الى دوح على سندس خضرِ



    تفضلت الأيام بالجمع بيننا *** ففرق من أجل القصور عن الشكرِ



    كذلك دهر الدهر بؤس ونعمة *** وناهيك تلك الحل فى الوعظ والذكرِ



    فوا حسرتا ان أنزل الدهر مثله *** من القصر فى قعر الجنادل والصخرِ



    فما اخضرّ بالمروين بعدك عوده *** وما غردت ورقاء فى الروض ذى النورِ



    وما قلبت أيدى الفوارس بعده *** رماحا لدى الهيجاء ذى الكر والفرِ



    سقى الله قبرا من سحائب نعمه *** تضمن بحرا فى الندى صافى البرِ



    ألا أيها الملك الشهيد المجاهد حليما *** كريما قد مضى طيب الذكرِ



    عليك من الرحمن فضل ورحمة *** وروح وريحان مدى الدهر والعصرِ



    كما أنت فى الأولى بعز ونعمة *** كذلك فى الأخرى وفى الحشر والنشر



    -------------------------------------------------------



    وذكر فى النور السافر فى أخبار القرن العاشر :-




    لعمرك ما الأعمار إلا مراحلُ ***وفيها مرور الحادثات مناهلُ



    كأن بنى العباس سنت سوادها *** عليه وبالأعلام قاست دلائلُ



    وكان عماد الدين فى كل حادث *** وسلطانه بالنصر للشرع حافلُ



    وجثته فى الأرض أضحت دفينة *** ومن شأنها تحوى الكتوز الجنادلُ



    فكم حىّ قلب قد تقلب فى الغضا *** عليه وكم عقل غدا وهو ذاهلُ



    وكم أنفق الأموال فى الغزو قائلاً *** إلا فى سبيل الله ما أنا فاعلُ



    شياطين أهل الكفر ولت لأنها *** سليمان وافا وهو للشرك خاذلُ



    غزاهم بعزم كالشهاب وقد سما *** ومن حوله عد النجوم جحافلُ



    أسود لها لهف الدروع مواطن *** وغاباتها سمر القنا والعواملُ



    -------------------------------------------------------



    وللأديب ماميه الانقشارى فى تاريخ وفاته شعراً :




    انتقل العادل من دنيته *** جاور الرحمن والمولى الرحيم



    قالت الأقطاب فى تاريخه *** "مات سليمان بن سلطان سليم"



    -------------------------------------------------------






    وإلى هنا ينتهى ما وفّقنى الله فى كتابته ولله الحمد والمنة ...




    بإنتظار تعلقاتكم وآرائكم حول الموضوع ان شاء الله ...

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو - 4:10