>> مفدي زكريا<<
1ـ مولده ونشأته:
هو الشيخ زكريا بن سليمان بن يحى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى، ولد يوم الجمعة 12 جمادى الأولى 1326هـ ، الموافق لـ 02 يونيو 1908م ، ببني يزقن، بغرداية، أحد القصور السبع لوادي مزاب، في جنوب الجزائر، من عائلة تعود أصولها إلى بني رستم مؤسسوا الدولة الرستمية في القرن الثاني للهجرة.
لقبه زميل البعثة المزابية والدراسة " سليمان بوجناح" ب << مفدى>> فأصبح لقبه الأدبي الذي اشتهر به، كما كان يوقع أشعاره بـ: ابن تومرت.
تلقى دروسه الأولى في القرآن، ومبادئ اللغة العربية بعنابة أين كان والده يمارس التجارة، ثم انتقل إلى تونس لمواصلة تعليمه باللغتين العربية والفرنسية، تعلّم بالمدرسة الخلدونية ثم الزيتونة، ومدرسة العطارين، ونال شهادتها. ثم عاد بعد ذلك إلى الوطن، وكان له مشاركة فعالة في الحركة الأدبية والسياسية. ولمّا قامت الثورة انضم إليها بفكره وقلمه، فكان شاعر الثورة الذي يردد أناشيدها وعضوا في جبهة التحرير ، مما جعل فرنسا تزج به في السجن مرات متوالية، ثم فرّ منه سنة 1959 ، فأرسلته الجبهة خارج الحدود حيث جال في الوطن العربي وعرّف بالثورة الجزائرية.
2ـ حياته العملية:
ـ انضم إلى صفوف العمل السياسي والوطني منذ أوائل الثلاثينيات.
ـ كان مناضلا نشيطا في صفوف جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين.
ـ كان عضوا أساسيا في حزب نجم شمال إفريقيا.
ـ كان عضوا في حزب الشعب.
ـ كان عضوا في حركة الانتصار للحريات الديمقراطية.
ـ انضم إلى صفوف جبهة التحرير الوطني الجزائري.
ـ عمل أمينا عاما لحزب الشعب.
ـ عمل رئيسا لتحرير صحيفة الشعب الداعية لاستقلال الجزائر سنة 1937مز
ـ واكب شعره بحماسة الواقع الجزائري، بل الواقع في المغرب العربي في كل مراحل الكفاح منذ سنة 1925، حتى سنة 1977، داعيا إلى الوحدة بين أقطارها.
3ـ النشاط السياسي والثقافي:
أثناء تواجده بتونس واختلاطه بالأوساط الطلابية هناك تطورت علاقته بابي اليقضان ، وبالشاعر رمضان حمود، وبعد عودته إلى الجزائر أصبح عضوا نشيطا في جمعية طلبة مسلمي شمال إفريقيا، ثم حزب الشعب الجزائري، وكتب نشيد الحزب الرسمي " فداء الجزائر، اعتقل من طرف السلطات الفرنسية في أوت 1937 رفقة مصالي الحاج، وأطلق سراحه سنة 1939 ، ليؤسس رفقة باقي المناضلين جريدة الشعب، لسان حال حزب الشعب، اعتقل عدة مرات في فيفري 1940 (ستة أشهر) ، ثم بعد ماي 1945 (ثلاث سنوات ). وبعد خروجه من السجن انخرط في صفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، وانضم إلى الثورة التحريرية في 1954، وعرف الاعتقال مجددا في افريل 1956، سجن بسجن باربروس مدة ثلاث سنوات، وبعد خروجه من السجن فر إلى المغرب ثم إلى تونس أين ساهم في تحرير جريدة المجاهد إلى غاية الاستقلال.
4ـ وفاته:
توفي يوم الأربعاء 02 رمضان 1397هـ، الموافق لـ 17 أغسطس 1977، بتونس ونقل جثمانه إلى الجزائر ليدفن بمسقط رأسه ببني يزقن.
5ـ إنتاجه الأدبي:
للأديب: ـ تحت ظلال الزيتون صدرت طبعته الأولى عام 1965. اللهب المقدس عام 1883، في الجزائر وصدرت طبعته الأولى عام 1973، من وحي الأطلس، وإلياذة الجزائر ، وقد كانت الغاية من هذا العمل هو كتابة التاريخ الجزائري وإزالة ما علق به من شوائب، وتزييف ، وقد اشترك في وضع المقاطع التاريخية كل من مفدي زكريا الذي كان متواجدا بالمغرب، ومولود قاسم نايت بقاسم الذي كان متواجدا بالجزائر، إضافة غلى عثمان العكاك المتواجد حينها بتونس، وتتكون الإلياذة من ألف بيت وبيت، تغنت بأمجاد الجزائر وحضارتها ومقاومتها لمختلف المستعمرين المتتالين عليها ، وكانت أول مرة يلقي فيها الإلياذة أو البعض منها لأنها حينها لم تكن قد بلغت الألف بيت بل كانت تبلغ ستمائة وعشرة أبيات ألقاها في افتتاح الملتقى السادس للفكر الإسلامي في قاعة المؤتمرات في قصر الأمم أمام جمع غفير من بينهم الرئيس الراحل هواري بومدين رحمه الله. إضافة إلى أن مناسبة أخرى اقترنت بإلقاء هذه الأبيات واختيار التاريخ موضوعا لها، وهي الاحتفال بالعيد العاشر لاسترجاع الحرية، والذكرى الألفية لتأسيس مدينة الجزائر والمدية ومليانة على يد بلكين بن زيري. كما للأديب العديد من الدواوين الشعرية التي لازالت مخطوطة ، وأخرى كتبت بالأمازيغية لم تنشر بعد.
6ـ خصائص شعره:
بجدر الإشارة هنا أولا إلى أن منابع ثقافته كانت مستمدة من القرآن والتراث العربي الإسلامي، والبيئة المحافظة، والتحدي الاستعماري للاجتثاث المجتمع الجزائري من نوابه ومقوماته. ومن أهم خصائص شعره:
أنه شعر أصيل حتّى النخاع، صادق نابع من تجربة شعورية ومعاناة قاسية، مستمد من التراث الإسلامي ، متشبع بقيمه ومثله، ومتأثر بعظمائه وتاريخه، كما أن الشاعر رائع في رسم الصور الشعرية الحية المؤثرة ، وهو بارع جدا في الاقتباس والتضمين سواء من التاريخ أو من القرآن.