منتدى مازونة يرحب بزواره الكرام، يسعدنا إنضمامكم كأعضاء
يرجى التكرم بالتسجيل معنا، أهلا وسهلا بك في منتديات مازونة
أسأل الله ان يعطيك أطيب ما فى الدنيا ( محبة الله )
وأن يريك أحسن ما فى الجنه ( رؤية الله )
وأن ينفعك بأنفع الكتب ( كتاب الله )
وأن يجمعك بأبر الخلق ( رسول الله ) عليه الصلاة والسلام
منتدى مازونة .. أنوار قلب واحد .. أسرة واحدة
http://x20x.com/upfiles/AvM08284.jpg

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى مازونة يرحب بزواره الكرام، يسعدنا إنضمامكم كأعضاء
يرجى التكرم بالتسجيل معنا، أهلا وسهلا بك في منتديات مازونة
أسأل الله ان يعطيك أطيب ما فى الدنيا ( محبة الله )
وأن يريك أحسن ما فى الجنه ( رؤية الله )
وأن ينفعك بأنفع الكتب ( كتاب الله )
وأن يجمعك بأبر الخلق ( رسول الله ) عليه الصلاة والسلام
منتدى مازونة .. أنوار قلب واحد .. أسرة واحدة
http://x20x.com/upfiles/AvM08284.jpg

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

   ***أشواق* أشواق* أشواق *عيونهههاااادددي 

 

الأبحاث والآراء المنشورة تعبر عن رأي صاحبها ، وليست بالضرورة تعبر عن رأي الموقع
 
°°°حكايات نفسية °°° متجدد .. OFY71744

دعوه للتعارف والتواصل بين بعضنا البعض،في فضاء منتديات مازونة مدير الموقع*1ولاية أدرار*2ولاية الشلف* 3 ولاية الأغواط* 4 ولاية أم البواقي* 5 ولاية باتنة* 6 ولاية بجاية* 7 ولاية بسكرة* 8 ولاية بشار* 9 ولاية البليدة* 10 ولاية البويرة* 11 ولاية تمنراست* 12 ولاية تبسة* 13 ولاية تلمسان* 14 ولاية تيارت* 15 ولاية تيزي وزو* 16 ولاية الجزائر* 17 ولاية الجلفة* 18ولاية جيجل* 19 ولاية سطيف* 20 ولاية سعيدة* 21 ولاية سكيكدة* 22 ولاية سيدي بلعباس* 23 ولاية عنابة* 24 ولاية قالمة* 25 ولاية قسنطينة* 26 ولاية المدية* 27 ولاية مستغانم* 28 ولاية المسيلة* 29 ولاية معسكر* 30 ولاية ورقلة* 31 ولاية وهران* 32 ولاية البيض* 33 ولاية اليزي* 34 ولاية برج بوعريريج* 35 ولاية بومرداس* 36 ولاية الطارف* 37 ولاية تندوف* 38 ولاية تسمسيلت* 39 ولاية الوادي* 40 ولاية خنشلة* 41 ولاية سوق أهراس* 42 ولاية تيبازة* 43 ولاية ميلة* 44 ولاية عين الدفلى* 45 ولاية النعامة* 46 ولاية عين تموشنت* 47 ولاية غرداية* 48 ولاية غليزانتحية خاص إلى كل أناس غليزان- واد رهيو- مديونة- الحمادنة- تيارت- شلف-وهران-عين مران-سيدي محمد بن عليIraqimap
جميع البرامج متاحة للجميع , ولكن يجب استخدامها في ما يرضي الله , ومن خالف ذلك فلا نحلله ولا نبيحه
   °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Vالطيب/الطيب/الطيب   °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. V
برامج كمبيوتر
  حبي لمملكتي    حبي لمملكتي    حبي لمملكتي  
°°°حكايات نفسية °°° متجدد .. 89312
نحن لا ندعي التميز ولكننا صناعه

5 مشترك

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    naziha
    naziha
    عضوة الشرف
    عضوة الشرف


    مميز

    الجنس : انثى عدد الرسائل عدد الرسائل : 153
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 23/06/1988
    العمر : 35
    الموقعmostaganem
    تاريخ التسجيل : 02/10/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 24965

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف naziha الأحد 10 أكتوبر - 14:09


    **** حكايات نفسية ****

    أحبائي في الله

    يسرني أن أقدم لكم في هدا الصرح العظيم ...حكايات نفسية حقيقية ....

    وان شاء الله مرة على مرة أجدد الموضوع بقصة اخرى غير هذه



    °°° باسم الله °°°

    قارئة الكف

    ظلت سميرة مستلقية على فراشها بعد أن صحت من نومها لفترة طويلة. تشعر بإرهاق شديد و قلق غير مبرر كأن كل الطاقة التي في جسدها قد تم سحبها لآخر قطرة. بالرغم من أن الساعة قد شارفت العاشرة صباحاً فأنها لم تعتن بالطفلين و لم تقدم لهما وجبة الإفطار بعد. و بالرغم من أن الكثير من الواجبات المنزلية تنتظرها فهي لا تشعر بأي رغبة في مغادرة السرير.هي مترددة و يائسة وتود لو تترك لحالها في غرفتها تجتر أحزانها. الآونة الأخيرة أصبحت تشعر طوال اليوم بملل و سأم شديدين. لا شيء يثير اهتمامها أو يمنحها الشعور بالمتعة و السعادة. أصبحت متوترة بدون أي مسبب و لا تطيق ضجيج الطفلين و هما يلعبان من حولها. كثيراً ما طلبت منهما أن يذهبا بعيداً للعب في حجرتهما أو في غرفة الاستقبال. تشعر أنها أقل حماسة من ذي قبل لاحتضانهما و تقبيلهما أو للاستجابة لطلباتهما، و لعلّ الطفلين أدركا ذلك بحاستهما و آثرا أن يبتعدا عنها لكي لا يغضباها. هي لا تدري لماذا هذا الشعور المؤلم بالإرهاق و مع أنها خلدت لسريرها مبكرة لكنها تدري أنها قضت وقتاً طويلاً تجتر أفكاراً و أحداثاً محزنة و مقلقة، و حتى بعد أن غفت كانت تصحو من آن لآخر و هي قلقة و حزينة. النوم في حد ذاته أصبح هاجسا مرعباً بالنسبة لها لما يحويه من أحلام مزعجة و كوابيس مخيفة. شهيتها للطعام أصبحت ضعيفة للغاية وقد تقضي يومها بأكمله بدون طعام ومن غير أن تشعر بالجوع.

    رجعت بذاكرتها للوراء؛ فقط من قبل خمسة أسابيع كانت ممتلئة حيوية و نشاطا. كانت تبدو سعيدة ضاحكة مبتسمة على الدوام. و لم لا تكون كذلك فقد حقق الله لها كل أمانيها. لقد أكملت دراستها الجامعية و تزوجت بكمال شقيق صديقة طفولتها مريم. كان كمال هو فتى أحلامها منذ فترة الجامعة، و كانت معجبة به لأدبه و أخلاقه ولوسامته. هي لا تنكر أن مريم ساهمت كثيراً في التقريب بينهما إلى أن تقدم كمال لخطبتها. لقد كانت و مريم ليستا كالصديقتين فقط بل كالأختين تحترمان وتعجبان يبعضهما. رزقت سميرة من كمال بطفلين جميلين، سامي و هو في الخامسة و سمية و هي في الثالثة. الأسرة الصغيرة تعيش في شقة متوسطة الحجم أهداها والد كمال لهما بمناسبة زواجهما. كمال يعمل مهندساً في إحدى الشركات المعروفة براتب مجزي. لا شيء ينقص الأسرة التي تحيط بها مجموعة من الأسر الصديقة و الأقارب الذين استطاعت أن تخلق معهم علاقات اجتماعية متينة.

    استرسلت سميرة في أفكارها " يا الله !!! ما بال هذا الصداع يلازمني طول الوقت. أشعر كأن رأسي سوف ينفجر في أي لحظة.. جسمي منهك ... أفكاري مشتتة... تركيزي ضعيف.. لا أستطيع أن أقرر أي شيء... أشعر بدوخة وبدوار كلما وقفت على رجلي."

    في الآونة الأخيرة بدأت سميرة تلوم نفسها كثيرا لإهمالها لنفسها و لزوجها و لأطفالها. كل شيء في المنزل مبعثر، لا تجد الطاقة أو الرغبة اللازمة لأداء واجباتها المنزلية و الأسرية . كل الأشياء التي كانت تستمتع بها الآن أصبحت غير ذات أهمية بالنسبة لها. البرامج التلفزيونية التي كانت تتابعها بانتظام .. الاتصال تلفونيا بصديقاتها للتحدث إليهن لأوقات طويلة.. زيارة صديقاتها أو استقبالهن في شقتها.. . قضاء ساعات بالمطبخ لإعداد الوجبات الشهية التي يحبها كمال. من وقت لآخر ينتابها شعور بالذنب لأشياء تافهة حدثت منها تجاه بعض الصديقات والأقارب. شعور بالذنب لاعتقادها أنها اقترفت الكثير من السيئات و الذنوب التي تستحق أن يعاقبها عليها الله سبحانه و تعالى. أحياناً تشعر أنها تستحق ما آل إليه حالها لأنه غضب من الله لعصيانها له و عدم الالتزام بواجباتها الدينية. تشعر أنها لا تستحق أي شفقة أو رحمة من أحد لأنها عاجزة فاشلة ولا تستحق أن تكون زوجة لكمال أو أم لأطفاله.

    فجأة توقف سيل أفكارها لسماعها جرس الباب الخارجي. إنها لا تريد أن يدخل عليها أحد ويجدها لا تزال بملابس النوم مهملة أطفالها ومنزلها وحتى نفسها. وهي تحاول النهوض من سريرها إذ تدخل عليها والدتها الغرفة بصحبة طفليها اللذين يبدوان في حالة يرثى لها من القذارة.

    بادرتها والدتها: "سلامتك يا سميرة!! إلى الآن وأنت في السرير.. البيت حالو حال . ما بك يا سميرة.. هل حصل بينك وكمال شيء؟"

    أقسمت سميرة لأمها أن كل شيء بينها وكمال على ما يرام بل هي تشعر أنها مقصرة في حقه وحق أولاده. كمال نفسه محتار في أمرها. لقد أخذها إلى عدد من الأطباء الذين أكدوا لهما أن الكشف السر يرى والفحوصات المخبرية لم تظهر أي شيء سلبي. أحدهم نصح إبراهيم أن يأخذها لطبيب نفسي إلا أن كلاهما يرفض الفكرة. ماذا يقول الناس عنها؟ سيقول البعض أنها مجنونة.

    " لازم أصابتك عين أو حد عمل لك سحر." أكدت الأم. " سأمر على أم سليمان لأحضرها أنها خبيرة بكشف وإبطال أي سحر أو عين."

    بسرعة قامت الأم بتنظيف وتغيير ملابس الطفلين وإطعامهما. طلبت من سميرة أن تعتني بنفسها وتبدل ثيابها ريثما تعود بأم سليمان. عادت سريعا مع أم سليمان وهي سيدة في الخمسينيات من عمرها تبدو من نظراتها الفطنة والذكاء وقد اشتهرت في الحي بقراءة الكف وكشف الغيب وإفساد عمل العين والسحر. أجلست سميرة بجانبها وأخذت بكفها الأيمن وركزت عليه بنظراتها الثاقبة وبدت لفترة كأنها في حالة ذهول قبل أن تؤكد للاثنتين أن ما بسميرة ما هو إلا عمل قامت به سيدة معروفة للاثنتين في الثلاثين من عمرها وبدأت تعدد صفاتها بأسلوب ذكي قد ينطبق على الكثيرات.

    صاحت سميرة أنها عرفت تلك السيدة. إنها مريم شقيقة كمال زوجها. الوصف ينطبق عليها تماما. كانت سميرة تعتقد أن مريم تغيرت كثيراً في الآونة الأخيرة. توقفت عن الزيارة والسؤال عن سميرة التي تعتقد أن مريم تغار منها وتحسدها على سعادتها مع كمال وها هي تلجأ إلى السحر للتفريق بينهما.

    بادرتها أمها !!! "حرام عليك يا سميرة...مريم تحبك وتعتز بصداقتك.. انتو زى الأخوات . ما تنسى هي الرشحتك لكمال للزواج. حرام تظلميها."

    لم تضيع العرافة الوقت وأخذت تبحث عن العمل وأخيراً أخبرت الأم أنها عثرت عليه مخبأ تحت وسادة سميرة عبارة عن لفافة صغيرة من القماش تحتوى على مسحوق اسود. أخذت أم سليمان اللفافة إلى المطبخ وأشعلت فيها النار للتخلص نهائيا من ذلك العمل. وقامت بطمأنة سميرة على أنها ستستعيد عافيتها تماما في الحال.

    أطلعت سميرة كمال بكل ما جرى ذلك اليوم وهي تشعر بشيء من الارتياح. والدتها حذرتها من ذكر اسم مريم لزوجها حتى لا تثير غضبه عليها لأنه يحب شقيقته كثيراً.وفي تلك الليلة نامت سميرة مبكراً وشعر كمال أن الأمور تسير للأحسن وحمد الله على كل شيء.

    للأسف صحت سميرة حوالي الثالثة صباحا وهي تجهث بالبكاء. لقد حلمت حلماً مخيفاً إذ رأت نفسها وهي تهوي داخل بئر عميقة. صحت من نومها وهي تصرخ وتنادي على كمال مستغيثة به. فكر كمال في أن يأخذها إلى الطبيب النفسي ذلك اليوم إلا أن والدة سميرة رفضت الفكرة وفضلت إحضار قارئة قرآن.

    استمرت حالة سميرة في التدهور. لم تستطع القيام بواجباتها نحو أسرتها بل لم تستطع حتى العناية بنفسها مما اضطر والدتها للبقاء بالمنزل طيلة اليوم للإشراف على الطفلين وشؤون المنزل. بدأت تردد أنها تسمع صوتا هامساً يشبه صوت مريم ينبعث من جهاز التلفون وهو يسبها بأقذر العبارات ويلعنها. الصوت يقول عنها أنها أم وزوجة فاشلة وأنها لا تستأهل أن تكون زوجة لكمال وأم لعياله. يصفها بالغدارة ويسخر من تصرفاتها. بل وصل الحد الذي ذكر لها الصوت أنها لا تستحق الحياة بل الأفضل للجميع لو أنها اختفت عن هذه الدنيا..

    تعجب كمال من أمر ذلك الصوت لأنه ليس بالمنطقي أو المعقول أن يصدر من جهاز التلفون بدون أن يرن أو تلتقط سماعته. كذلك لم يصدق أن شقيقته يمكن أن تكيد لزوجته بأي أسلوب كان. لكن سميرة كانت تزداد كل يوم قناعة وتأكيداً.

    كانت سميرة بادئ الأمر تنكر على الصوت ذلك القول وأخيراً ابتدأت تغير من رأيها. لربما كان ذلك حقيقة ومهما كان مصدر الصوت فهو يقول الحقيقة عنها لأنها تسببت في ضياع كل الأسرة. و أخيراً قررت في نفسها أمراً مرعباً بعد أن بلغ منها اليأس مبلغه. لقد قررت أن تنتحر لتريح الجميع من كل ما سببته لهم من آلام ولعل كمال يتزوج خيراً منها لترعى الطفلين.

    صباح اليوم التالي وقبل أن يغادر زوجها المنزل لعمله اعتذرت له كثيرا لإهمالها وذكرت له انه سوف لن يعاني بسببها بعد اليوم وطلبت منه أن يضمها إليه بشدة وتعلقت به لفترة وهي تجهث بالبكاء. طمأنها كمال على انه سوف لن يتخلى عنها وسوف يقف إلى جانبها إلى أن تستعيد عافيتها تماماً وودعها على أن يراها بعد نهاية عمله. وخرج وهو يعلم أن والدة سميرة سوف تحضر بعد ساعتين لتتولى شؤون المنزل.

    توجهت سميرة بعد خروج زوجها إلى غرفة الطفلين. لا زالا نائمين. قبلتهما برفق لكي لا يصحبا وهي تبكى في صمت ومن ثم أغلقت الباب عليهما ثم توجهت إلى غرفتها. ابتلعت قرصين من الحبوب المنومة التي تلقتها من احد الأطباء قبل أن تستلقي على سريرها ثم تلت الشهادة على روحها. بعدها أحدثت بجرأة قطعا عميقا بيدها اليسرى بشفرة أعدتها لهذا الغرض. وبعد أن رأت الدم يسيل من الجرح تغطت بلحافها مستسلمة لقدرها.

    بعد أن وصل كمال لمكان عمله راودته الشكوك عن تصرف زوجته. ماذا تعنى بأنه سوف لن يعاني بسببها بعد اليوم, هل هي تدبر أمراً مرعباً؟ غادر مكتبه على الفور واستقل سيارته راجعاً إلى المنزل. بسرعة دلف إلى غرفة النوم ليرى سميرة مغطاة باللحاف وعند كشفه هاله رؤية الدماء تسيل بغزارة على الفراش. هرول للخارج ولحسن حظه التقى بجاره وهو عائد من الخارج. تعاون الاثنان على إيقاف النزيف وحملا سميرة إلى السيارة وتوجها إلى المستشفي حيث تم إسعاف سميرة التي استعادت وعيها بعد زمن وجيز ومن ثم تمّ تحويلها إلى قسم النفسية.

    تم تشخيص حالة سميرة على أنها حالة اكتئاب نفسي شديد ولام الطبيب كمال كثيراً على تأخره في تقديم زوجته للعلاج مبكراً وقرر لخطورة الحالة إدخال سميرة القسم الداخلي وبدأ العلاج بالجلسات الكهربائية التي استجابت لها سميرة سريعاً.

    بعد عدة أسابيع تم خروج سميرة من المستشفى. كانت تبدو سعيدة ومتشوقة لاستعادة حياتها الأسرية والاجتماعية بصورة طبيعية. الآن تشعر كأنها ولدت من جديد. لاتصدق أنها تعيش من جديد بين أسرتها يحيط بها زوجها وطفليها وأصدقائها ومن بينهم مريم صديقة الطفولة التي كانت متفهمة تماما لاتهامات سميرة لها أثناء مرضها. كل يوم وهي تدعو وتشكر ربها على استمرارها في الحياة لأجل طفليها وزوجها الذين وعدت نفسها أن تعوضهم كل الحرمان العاطفي والتقصير طيلة مرضها.


    .... تقبلوا مني احلى التحيات ....
    naziha
    naziha
    عضوة الشرف
    عضوة الشرف


    مميز

    الجنس : انثى عدد الرسائل عدد الرسائل : 153
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 23/06/1988
    العمر : 35
    الموقعmostaganem
    تاريخ التسجيل : 02/10/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 24965

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف naziha الخميس 21 أكتوبر - 21:51

    السلام عليكم اخواني في الله

    على ما أظن الحكاية الاولى لم تنل اعجابكم

    المهم هذه هي الحكاية التانية .....


    ****

    °°°° الموسوسة °°°°

    لا تدري مي كم من الوقت قد مضي عليها وهي بغرفة الحمام. كل ذهنها مشغول بمتابعة عملية الاستحمام التي تجري بدقة وعلى حسب طقوس ثابتة وذلك لكي تطمئن نفسها على إزالة كل أثر لجر ثوم أو نجاسة أو تلوث. ولكي تحصل على مثل هذه النتيجة فهي تتبع روتيناً ثابتاً يؤكد لها أن أي بوصة في جسدها قد طالتها عملية النظافة. لذلك هي تبدأ النظافة بالجانب الأيمن من جسمها بدأ بقدمها الأيمن ثم تواصل الصعود إلي الجانب الأيمن من عنقها يلي ذلك الجانب الأيسر إلى العنق ومن ثم تنظف وجهها ورأسها وشعرها. لكن العملية لا تسير بصورة مقنعة لمي لعوامل الشك التي تعتريها فغالباً ما تشك أنها قد نسيت مساحة ما مما يستدعي إعادة العملية مرة أخري للاطمئنان. وهكذا يمر الوقت ومي تجاهد نفسها لإتمام العملية بصورة متكاملة. هذا ليس فقط قاصراً على عملية الاستحمام بل أيضاً عمليتا الوضوء والصلاة اللتان تتعرضان لنفس الشكوك التي تقود إلى التكرار.

    " يا بنت يا مي...ما خلاص تخرجي من الحمام. أخواتك مستنين يروحوا الحمام كمان عشان يحصلوا المدارس.. الله يرضي عليك كملي"

    هكذا أتاها صوت والدتها وهي تستغيث بها لكي تخرج. هم دائماً يستعجلونها بهذه الطريقة مما لا يسمح لها بالاطمئنان على إكمال عملية الاستحمام و مما يجعلها تفكر في إعادتها مرة أخرى عندما يخلو الحمام.

    من عادة مي أن تأخذ حمامها يوميا في المساء بعد انتهائها من مذاكرتها وبعد أن يذهب الجميع إلى فراشهم للنوم. في مثل هذا الوقت تستطيع أن تقضي ما شاء لها من الوقت ولكنها اضطرت هذا الصباح لاستعمال الحمام لأنها لم تستطع مقاومة النوم الليلة السابقة عندما قررت أن تستلقي على فراشها لعدة دقائق لتريح جسدها المنهك إلا أنها استغرقت في نومها إلى الصباح.

    مي تبلغ الثامنة عشر من عمرها وهي طالبة جامعية في عامها الثاني بكلية الصيدلة تعيش مع أسرتها المكونة من الأب والأم وشقيق وشقيقة يصغرانها في السن. وهي طالبة مجدة في دراستها تقضي معظم وقتها في حجرتها تراجع دروسها وإعداد واجباتها. ليس لها صديقات بل تفضّل عدم الاختلاط بالغرباء. لها عادات وتصرفات غريبة منها هوسها بالنظافة والغسيل وذلك لخوفها من النجاسة والمرض ولذلك تتفادى كل ما تعتقد انه نجس أو ملوث بالقاذورات أو الجراثيم. فهي لا تشارك أسرتها في استعمال نفس الأكواب أو الأطباق ولا تترك أحدا يستعمل أوانيها أو حتى يلمس ملابسها لأن ذلك قد يضطرها لإعادة غسلها.

    وهي كذلك تقضي وقتاً طويلاً في المذاكرة لضعف تركيزها وبطأ استيعابها و للوساوس التي تنتابها وتفرض نفسها عليها. وساوس في شكل أفكار أو صور ذهنية ذات طبيعة سخيفة أو تافهة أو شاذة. هي تحاول التخلص من هذه الوساوس بالتجاهل أو الطرد أو التحييد بعمل ما ولكن بدون أي فائدة وهذا ما يزيد من قلقها وألمها وخاصة عندما تكون ذات طبيعة جنسية أو دينية أو تتعلق بالذات اللألاهية.

    الأم حاجة سعدية متفهمة لمعاناة وتصرفات ابنتها مي ولديها شعور بالذنب لأن مي ورثت عنها هذا المرض اللعين. منذ سنوات كانت هي تعاني من نفس الأعراض. كان الجميع يقول عنها أنها موسوسة وكادت وسوستها تكلفها حياتها الزوجية إذ كان زوجها حاج إبراهيم يتضايق كثيراً من هوسها بالنظافة ويهدد بأن يترك لها المنزل. كانت تقضي معظم يومها في المسح والغسيل وإعادة ترتيب محتويات غرف المنزل. كانت لا تطمئن على أي شيء فهي تراجع وتعيد فعل الشيء مرات. كانت لا تأكل أو تشرب عند الغير وعندما يزورها أحد تعيد غسل ما استعمله من إناء مستعينة بالمطهرات أحيانا. كانت كثيرة القلق على أفراد أسرتها وكانت تتوهم أن مكروها قد يصيبهم وهم بعيدين عنها وكم من مرة اتصلت بزوجها في العمل لتتأكد انه فعلاً سليم ولم يتعرض لحادث كما كانت تتوجس. وكان في الماضي ينتابها شعور مخيف بأنها قد تفقد سيطرتها على نفسها وتؤذي احد الأطفال بسكين المطبخ ولذلك كانت تبعدهم عن المطبخ وهي تعد الطعام أو تبعد السكين عندما يكون الأطفال بالقرب منها.

    لم يترك حاج إبراهيم شيء إلا حاوله مع زوجته فقد أحضر لها المقرئين الذين كانوا يتلون عليها آيات من القرآن وكذلك الذين يتعاملون مع العين والسحر والجن وأخيراً الأطباء النفسيين. في السنوات الأخيرة بحمد الله خفت الأعراض كثيرا وبدأت الأم تغير الكثير من تصرفاتها وانحسرت عنها معظم الأعراض.

    و لكون مي دارسة علوم فهي تعلم أنها مصابة بداء الوسواس القهري. شخص حالتها أحد الأطباء وهي من نفسها اطلعت على عديد من المراجع للتعرف على مرضها. منذ فترة وهي تتناول الأدوية بانتظام إلا أنها لم تستفد الفائدة التي كانت تتوقعها. تناول الأدوية يخفف عليها حالة القلق ويقلل من الوساوس ولكن ترجع الأعراض لحدتها متى قللت الجرعة أو توقفت عن الاستعمال.

    احد أساتذة مي اقترح عليها أن تراجع احد الأطباء النفسيين الذين يمارسون العلاج النفسي والسلوكي في آن واحد. هذا الطبيب ابتدأ معها برنامجاً علاجياً سلوكياً يساعدها على السيطرة على الوساوس بإيقافها لحظة إحساسها بها وكذلك برنامجا سلوكياً آخر تعرض فيه نفسها أولاً في خيالها ومن ثم في الواقع بالتدريج على الأشياء والأماكن التي تتخوف منها ولذلك كانت تعمد إلي تفاديها. وكذلك برنامجا يساعدها على السيطرة على أي نزعة لممارسة أي فعل أو طقوس كانت تقوم بها بصورة قهرية. تمارين الاسترخاء وممارسة التأمل واليوقا ساعدتها كثيرا على السيطرة على قلقها المستمر.

    الآن مضت حوالي ثلاثة أشهر على مي وهي تمارس هذه التمارين بالإضافة إلى تناول أدويتها بانتظام. هي تشعر أن الأعراض انحسرت بنسبة ثمانين في المائة. تشعر كأنها ولدت من جديد وأنها تذوق طعم الحياة اللذيذ. بدأت تكون العديد من الصداقات وتهتم بالحياة الاجتماعية. والشيء المثير حقا أنها بدأت تستعمل نفس الأكواب والأطباق التي يستعملها بقية أفراد الأسرة وكذلك تقضي وقتا معقولاً داخل الحمام بدون حاجة لتكرار عملية الغسيل.

    لم تنس مي والدتها فهي تعرف أن الوالدة تعاني من نفس المرض وان خفت حدته أخيرا. دربت مي والدتها على نفس التمارين وكثيراً ما تراهما معا وهما يمارسان التمارين باستمتاع. لقد تغير جو الأسرة كثيراً وحمد حاج إبراهيم الله كثيراً على رفعه البلاء عن أسرته. لقد استجاب الله لصلاته ودعائه وهو على ذلك من الشاكرين.


    ......اتمنى ان تنال اعجابكم .....
    القائد
    القائد
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    وسام الحضور الدائم

    الجنس : ذكر عدد الرسائل عدد الرسائل : 2628
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 01/01/1983
    العمر : 41
    الموقعwww.mazonh.66ghz.com
    تاريخ التسجيل : 09/02/2009
    السٌّمعَة3
    نقاط : 34322

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف القائد الخميس 21 أكتوبر - 22:45

    ما تكتبينه حقيقة
    يعاني منها الكثير
    وبتسليطك الضوء على مثل هاته القضايا النفسانية أنتي تساهمين إلى حد كبير في بلورة بناء روحاني نستطيع من خلاله التعامل مع مثل هاته الحالات
    بارك الله فيك
    على
    الموضوع

    شكرا جزيلا
    هبة الشتاء
    هبة الشتاء
    عضوة الشرف
    عضوة الشرف


    وسام الشكر والتقدير

    الجنس : انثى عدد الرسائل عدد الرسائل : 170
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 03/02/1988
    العمر : 36
    الموقعسطيف
    تاريخ التسجيل : 09/09/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 25132

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف هبة الشتاء الجمعة 22 أكتوبر - 8:57

    على العكس يا صديقتي، فقد راقت لي القصة الأولى أكثر، ولكن في قصتيك نهاية سعيدة، والواقع ، يقول عكس ذلك، والدليل نسبة الانتحار التي هي في تزايد مستمر، ويبدو أن هذا أحد الأسباب التي يؤدي إليها الإبتعاد عن تلاوة القرآن والتحصن بالأذكار، ألا بذكر الله تطمئن القلوب. وما أعجبني فعلا في هذه القصص، الطب النفسي ومع الاسف نحن في مجتمعنا من حصل معه ذلك ، يقصد الدجالين والسحرة ، وأحيانا يقعون في فخ من يدعي أنه يعالج بالقرآن ولكنه العكس، وهذا طبعا من لا يحب السحرة. في بلادنا طرق عدة للاحتيال والنصب. ومن قصد ساحرا لعنه الله وزاد من آلامه أكثر فأكثر، والسحرة هم من يزدون من المرض، فسميرة مثلا في قصتك، لو قصدت الطبيب النفسي منذ البداية لما كان الذي كان.كما ألوم مجتمعنا فمن يقصد الطبيب النفسي يعتبرونه مجنونا فيعرضون عنه ولا ينكحونه ولا يتعاملون معه، ومع هذا أرى أن من كان به هذا الداء والعياذ بالله، أن يقصد الطبيب ولا يجب أن يهتم للقيل والقال، فالصحة والعقل أهم من كل شيء.إذا ذهبا لن ينفعه الناس.
    naziha
    naziha
    عضوة الشرف
    عضوة الشرف


    مميز

    الجنس : انثى عدد الرسائل عدد الرسائل : 153
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 23/06/1988
    العمر : 35
    الموقعmostaganem
    تاريخ التسجيل : 02/10/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 24965

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف naziha الإثنين 1 نوفمبر - 21:30

    شكرا ليك اخي على الرد العطر ويعطيك الصحة


    ... وشكرا ليك انت تاني هبة ربي يهنيك ...كيما قلتي كون كاين التوعية ...هداك الحرام ميبقاش ...

    الله يعزكم ...
    naziha
    naziha
    عضوة الشرف
    عضوة الشرف


    مميز

    الجنس : انثى عدد الرسائل عدد الرسائل : 153
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 23/06/1988
    العمر : 35
    الموقعmostaganem
    تاريخ التسجيل : 02/10/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 24965

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف naziha الإثنين 1 نوفمبر - 22:00



    اهلا اخواني ..اسعد الله مساءكم ...

    ان شاء الله تكونو كامل غاية...

    حبيت اليوم نقدملكم قصة جد جميلة على الرغم من أنها طويلة ..لكن فيها عبر ... وحكايات واقعية ..منها نفسية و خاصة اجتماعية...

    ومادا بيكم تكملوها اوكي..



    باسم الله

    أوقف حاج عبد الرحمن رجل الأعمال الشهير سيارته أمام احد مطاعم العاصمة الفاخرة ليتناول وجبة الغداء قبل أن يلحق بموعد هام عند مكتب للعقارات ليكمل صفقة شراء فيلا فاخرة تقع في منطقة سكنية حديثة اشتهرت بفخامة مبانيها. لم ينس أن يأخذ معه حقيبة يده التي تحوى قيمة العقار نقدًا لأن الوسيط أصر على عدم تقبل أي صك "شيك" لعدم اطمئنانه له.

    شعر بشي من الانتعاش عند دخوله المطعم بعد أن لفحه هواء المكيفات البارد, المطعم مكتظ كالعادة بالرواد ولكن لحظه الجميل عثر على طاولة لأربع أشخاص بالقرب من الباب الرئيسي, من هنا يستطيع أن يرى الداخل والخارج وكذلك المارين أمام المطعم وهو يتناول طعامه في هدوء.
    وضع الحقيبة على الكرسي المجاور له لتكون تحت نظره طول الوقت, هو يعلم أن هذه الأماكن العامة تكثر فيها السرقة والخطف لو غفل أحد لحظة عما يحمله معه...

    تقدم نحوه أحد "الجرسونات" مبتسما ووضع أمامه قائمة الطعام وانتظر لحين اختيار الحاج لوجبته المفضلة..

    " ممكن تعطيني واحد مشاوي مشكلة؟"

    "حاضر يافندم. تفضل وخذ كفايتك من السلطات لحين إحضار الطلب"

    اختار حاج عبد الرحمن سلطته بعناية وجلس ليأكل لإحساسه بالجوع وعندما وصل الطلب كاد أن يشعر بالامتلاء. رائحة "المشاوي" طيبة ومذاقها أطيب مما شجعه على مواصلة الأكل.

    " عمو ممكن تعطيني جنيهين أشتري سندوتش. أنا ما أكلت شيء من أمس".


    تطلع حاج عبد الرحمن إلى الأعلى ليشاهد صبيا في حوالي الثانية عشر من عمره يقف أمامه. يبدو انه من أطفال الشارع المشردين "شماسي" وذلك من مظهر ملابسه وجسده المتسخ. ولكن مع ذلك تكسو وجهه النحيل الشاحب مسحة من الوسامة والوداعة.
    تذكر أيام الجوع والحرمان التي مر بها في طفولته فأصبح لا يحتمل ويتألم لرؤية طفل جائع.

    " أهو الأكل أمامك. اجلس وكل ما تريد. أنا أكلت ما يكفيني."

    "لكن عمو الجرسونات ما يتركونا نجلس مع الزباين. هم يشتمونا ويضربونا لو وجدونا داخل المطعم"

    " ما تخاف. أنا العازمك. أجلس."

    جلس الصبي في تردد وهو يراقب الجرسونات في الجانب الآخر من المطعم. بدأ يلتهم الطعام بشراهة وبسرعة خيفة أن يلحظه أحد الجرسونات ويقوم بطرده قبل أن يكتفي..

    " الظاهر انك جوعان. ما اسمك؟"

    وبدون أن يرفع رأسه عن الطعام أجاب:

    " اسمي تآمر عمو."

    " أين تسكن؟"

    " الثورة، الحارة العاشرة مع والدي. أمي تركت البيت مع أخواني الصغار. راحت عند جدو"


    "يا ولد أنت. يلا بره. مش محذرنك من دخول المطعم ده. وكمان جالس تأكل مع الزباين"

    هكذا قطع حديثهما صوت الجرسون الغاضب وهو يقترب من الصبي الذي وقف خائفا يرتعد متحفزا للهروب.

    " اتركه يكمل أكله. أنا العزمته"

    وجه حاج عبد الرحمن حديثه للجرسون الثائر.

    " أنت العزمته؟ دول شفع حرامية ومتربين شوارع. كل يوم سارقين ليهم زبون."

    " معليش خليه يكمل أكله على راحته"

    " يا سيد لو أنت مهتم بيه لهذه الدرجة ليه ما تعزمه معاك في البيت وتريحنا؟"

    رد الجرسون بشيء من السخرية والخبث. لكن لم يفت على حاج عبد الرحمن ما يلمح إليه وما يقصده.

    " خلاص سيب كلامك الفارغ ده وروح شوف شغلك."

    زجر حاج عبدالرحمن الجرسون وبصوت حانق. يبدو انه هذه الأيام لا يصدق أن يعمل إنسان معروفا لأحد لوجه الله وبدون ثمن !

    ابتعد الجرسون عن المكان وهو ينظر إلى الحاج بشي من الريبة. اطمأن الصبي قليلا وجلس مرة أخرى ليكمل طعامه.

    " شكرا عمو. أنا غلبتك معاى."

    قال ذلك مع ابتسامة عريضة تضيء وجهه الوديع. لم يستطع التعبير بأكثر من ذلك على امتنانه لحاج عبد الرحمن الذي دافع عنه بإخلاص.

    " معليش. خلص على كل الأكل قدامك. دا واحد جرسون حقير."

    فجأة شعر حاج عبد الرحمن برغبة ملحة لزيارة الحمام. إنها "غدة البروستاتا" اللعينة. متى ما شعر بالرغبة في التبول عليه الإسراع للحمام وإلّا تسرب البول من مثانته ليبلل ملابسه الداخلية في الحال. نهض مسرعا قبل فوات الأوان متوجها نحو الحمامات ناسيا في عجلته حقيبة يده.

    " من إذنك دقائق يا تامر رايح الحمام. خلص أكلك"

    أكمل حاج عبد الرحمن المهمة بسرعة أعقبها شعوره بارتياح كبير ومن ثم خرج عائدا لطاولته. تذكر انه ترك الحقيبة في مكانها مع إسراعه للحمام. لم يلحظ الصبي على الطاولة. انتابه شي من الفزع مما كان يخشاه. لقد اختفى تامر ومعه الحقيبة. يا لحظه العاثر. سوف يشمت عليه كل الجرسونات وخاصة ذلك الذي حذره من الصبي !!.

    بادر حاج عبد الرحمن أحد الجرسونات.

    "أين ذهب ذلك الصبي؟. لقد سرق حقيبتي."

    " لقد حذرناك يا سيد ولم تسمع. العوض على الله. الشفع دول كل يوم عاملين ليهم عملة قبيحة زي وجوههم. بلغ الشرطة يمكن يحصلوه قبل ما يتصرف في الشنطة."
    naziha
    naziha
    عضوة الشرف
    عضوة الشرف


    مميز

    الجنس : انثى عدد الرسائل عدد الرسائل : 153
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 23/06/1988
    العمر : 35
    الموقعmostaganem
    تاريخ التسجيل : 02/10/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 24965

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف naziha الإثنين 1 نوفمبر - 22:05

    خرج حاج عبد الرحمن من المطعم وهو في غم كبير باحثا عن الصبي في الخارج. لا أثر له ولعلّه الآن في مكان بعيد يحاول فتح الحقيبة. لام نفسه كثيرا على عدم حيطته, كان من الأفضل عليه إعطاء الصبي الجنيهين بدلاً من دعوته له للجلوس لتناول الطعام. ومن ثم توجه إلى أقرب مخفر للشرطة للتبليغ عن الحقيبة المسروقة..

    بعد أن أدلى بتفاصيل محتويات الحقيبة التي كانت تضم مائة وخمسون ألف دولار أمريكي نقداً بالإضافة لمستندات هامة وجواز سفره، سأله المحقق عن أوصاف الصبي السارق.

    " هو في حوالي الثانية عشر من العمر.نحيل الجسم، خفيف السمرة، ذو شعر رأس ناعم وغزير. وكمان عنده شامة فوق حاجبه الأيسر."

    " الظاهر انك دقيق الملاحظة يا سيد. لقد أعطيتنا أوصاف يسهل معها التعرف عليه لو ظل في العاصمة. لكن السؤال لماذا دعوته لمشاركتك الطعام؟"

    تضايق حاج عبد الرحمن قليلا من السؤال الذي يقصد منه معرفة نواياه.

    "دعوته إحسانا منى فقط لأنه قال جوعان. لم أتوقع أن يسرقني."

    "تقول أن الجرسون حذرك ولكنك أصريت على بقائه معك."

    " أرجو أن تفهمني. لو كانت نواياي سيئة لما جلست معه في مكان عام."

    " على العموم عندنا تلفونك. لو عثرنا عليه سوف نتصل بك. توكل على الله."

    وبينما هو يهم بالنهوض لاحقه المحقق بالسؤال.

    " وبالمناسبة! هل ترصد أي مكافأة لمن يعثر على الحقيبة سالمة وبكل محتوياتها؟"

    " بالإضافة إلى المبلغ وجواز السفر، بها مستندات أصلية وشيكات يقدر ثمنها بالكثير. سأعطي مكافأة لمن يعثر عليها سالمة ما يساوي عشرة آلاف دولار أمريكي."

    أجاب الحاج وهو يعنى بكل صدق ما يقول.

    " إذا أنا سآخذ إجازة وأبحث عن الحقيبة بنفسي. دا مبلغ كبير يساوي راتب كم شهر."

    رد المحقق مازحاً. لكن في الحقيقة أثار اهتمامه المبلغ الكبير.

    غادر حاج عبد الرحمن المكان ودار بسيارته على أغلبية أماكن تجمعات هؤلاء الصبية المشردين والذين يطلق عليهم كلمة " الشماسة." لا أثر للصبي إطلاقا. وبشيء من الحسرة والألم توجه إلى منزله وقد نسي تماماً موعده مع وسيط العقارات.وفي صبيحة اليوم التالي وفى نفس الزمان دار حاج عبد الرحمن بسيارته حول المنطقة التي بها المطعم عسى أن يعثر على الصبي. توقف عند مجموعة من الصبية شاكلته سائلاً عنه بعد إعطائهم أوصافه. تبادلوا النظرات فيما بينهم مما أوحى للحاج أنهم تعرفوا عليه. بادره من يعتقد انه قائدهم::

    " ماذا تريد منه؟"

    " أنا قريبه. بس أريد أقول ليه أن والده بالمستشفى ويريد أن يراه. والده يخشى أن يموت بدون أن يودعه؟"

    مرة أخرى تبادلوا النظرات قبل أن يرد عليه نفس الفتى.

    " معليش يا عم. ما في حد فينا يعرفه. لكن لو صادفناه سنخبره بمرض أبوه".

    تأكد حاج عبد الرحمن أنهم يرتابون في أمره ويشكون في نواياه ولذلك فهم لا يرغبون في مساعدته. إنهم بلا شك يحمون بعضهم البعض ويمتنعون عن إعطاء أي معلومات تدل على بعضهم للغرباء. قد يكون الحاج من الشرطة السرية أو من إحدى العصابات التي تسعى لإيذائهم أو استغلالهم.

    في إحدى دوراته حول المنطقة توقف عند إشارة حمراء. فوجئ بتسلل تامر إلى داخل السيارة وبجلوسه على المقعد على يمينه وقفله للباب. لاحظ الحاج انه يحمل معه نفس الحقيبة.

    " جئت برجليك يا حرامي؟ دى عملة تعملها بعد المعروف ألعملته فيك. سأسلمك للشرطة يؤدبوك."

    أنا آسف عمو. ما عارف ليه عملت كده. أنت أول زول يعطف على ويعاملني كإنسان." "

    إيه الأخدته من الشنطة؟، تكلم ولا تكذب.""

    " أنا لا اعرف ما فيها. طول الليل وآنا ألوم نفسي وحاسى بالذنب وقررت ارجع ليك الشنطة. اعمل في العايزه. أنا استأهل تسلمني البوليس."

    تأكد الحاج أن الصبي صادق في كلامه ولم يعبث بالحقيبة لأن القفل يبدو سليما. تأثر من تصرف تامر ولتأنيب ضميره له. يبدو انه لا زال فيه خير ويمكن إصلاحه."

    " تجى معاى المكتب أتأكد آن كل شي تمام وفى مكانه."

    " موافق. وحتى للشرطة ما عندي مانع."

    واصل حاج عبد الرحمن طريقه إلى مكتبه وهو يعجب لتصرف تامر الغير متوقع. لاحظ آن عيني الصبي تدمعان ورأسه مطأطأ للأسفل في حالة انكسار. تبدو مشاعره صادقة وأنه فعلا يأسف لفعلته. توقف عند مكتبه وخرج من السيارة حاملا حقيبته معه وطالبا من الصبي آن يلحق به بالداخل. نادي على فراش المكتب وطلب منه إحضار سندوتش ومشروب بارد لتآمر وفنجان قهوة مع كوب ماء له.

    " أنا كنت فاكر حتودينى الشرطة."

    تساءل تامر بصوت خافت وحزين.

    " أنا عاير اعرف حكايتك من البداية. حدثني عن نفسك وأسرتك ولماذا أنت مشرد في الشوارع. من شكلك وتصرفك الأخير يبدو انك ابن ناس كويسين."

    بعد آن التهم تامر سندوتشه بدأ في سرد قصته كاملة لحاج عبد الرحمن.
    naziha
    naziha
    عضوة الشرف
    عضوة الشرف


    مميز

    الجنس : انثى عدد الرسائل عدد الرسائل : 153
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 23/06/1988
    العمر : 35
    الموقعmostaganem
    تاريخ التسجيل : 02/10/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 24965

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف naziha الإثنين 1 نوفمبر - 22:11

    يسكن تامر مع أسرته المكونة من والديه وأخ وأخت يصغرانه في منزل صغير في الثورة، الحارة العاشرة. إلى ما قبل تسعة أشهر كان الوالد يعمل محاسبا بشركة للعقارات براتب يكفي لسد احتياجات الأسرة. تغير كل شيء فجأة بعد أن أعلنت الشركة إفلاسها وتم الحظر على كل ممتلكاتها. وجد جميع العاملين بين ليلة وضحاها أنفسهم مشردين وبلا عمل. حتى حقوقهم من عملهم بالشركة ضاعت ولا احد يعرف مصيرها.

    استطاع والد تامر أن يدبر شؤون الأسرة لمدة ثلاثة أشهر من مبلغ استلفه من أحد أقاربه, بعدها اضطر للتخلص من بعض محتويات المنزل أولاً الإلكترونية ثم من بعد الكهربائية والخشبية وأخيراً بعض الملابس الغير ضرورية. عندما ضاق الأمر بالأسرة أخذت الأم الطفلين الصغيرين والتجأت بهم إلى منزل والدها. بقي تامر مع والده ليواصل دراسته بالمدرسة الإعدادية القريبة من المنزل.
    ظل الأب يخرج يومياً في الصباح الباكر باحثاً عن عمل جديد ليعيد شمل الأسرة مرة أخرى و لكنه لم ينجح في مسعاه. أخيراً اضطرت إدارة المدرسة لفصل تامر لعدم تسديده للمصاريف المدرسية.
    كان يصحو في الصباح ولا يجد والده بالمنزل ولا شي يأكله إلا بقايا من خبز ناشف. بدأ يتجول في الشوارع ليملأ وقته وليسد رمقه بأي وسيلة, وأخيراً التقى بمجموعة من الصبية في عمره مشردون بلا عائل وهائمون في الشوارع.
    اضطر لمصاحبتهم ولكي يتقبل في المجموعة صار لزاماً عليه أن يفعل ما يفعلونه وينصاع لأوامرهم. مرات عديدة كان يتأخر في العودة للمنزل وأحياناً يقضى ليلته في الخارج. ساءت العلاقة بينه وبين والده كثيراً عندما اتضح للوالد التغيير الكبير في سلوكه.
    عاد في احد المرات متأخراً للمنزل تفوح منه رائحة الخمر مما أضطر الوالد لضربه ونعته بعبارات قاسية. منذ تلك الليلة لم يعد تامر للمنزل.
    حاول الوالد أن يعيده بشتى الطرق ولكن كان تامر يتفادى والده ويهرب عندما يراه, لقد قرر أن لا يرجع للمنزل نهائيا.

    تعلم كثيراً من السلوكيات السيئة لكي يتعايش مع مجتمعه الجديد مثل السرقة والاحتيال والتسول. تعود على شرب الخمر واستنشاق البنزين والتدخين وحتى الأكل من القمامات.
    كان عليه أن يبقى مع المجموعة دائماً لحماية نفسه من اعتداءات المجموعات الأخرى وخاصة التي تضم أعماراً أكبر. حدثت مشاجرات عدة بين مجموعته ومجموعات أخرى منافسة خاصة على مناطق النفوذ. في احد المرات أصيب إصابة بالغة في رأسه وكاد أن يفقد وعيه. كان يتعرض كثيراً للتحرشات ومن بينها الجنسية حتى من بعض أفراد مجموعته الذين يكبرونه سنا وكان عليه أن يدافع عن نفسه وأحيانا قد يغلب على أمره ما لم يهب لنجدته أحد من أصدقائه من بين أفراد المجموعة.

    أمتهن بعض الصبية المشردون ممارسة الدعارة مختارين وأحياناً تحت تهديد ووعيد عصابات معروفة تستغلهم لهذا الغرض للكسب المادي. هذه المجموعة تبدو ناعمة ومسالمة وحسنة المظهر والملبس. فهم لا يحتاجون للتسكع في الشوارع بقصد السرقة أو التسول لتأمين حياتهم لأن لديهم ما يكفيهم من مال اكتسبوه عن طريق بيع أجسادهم الغضة لمن يدفع الثمن. فهم يرتادون دور معينة مشبوهة مساء تدار بواسطة "قوادون" متمرسون يقدمونهم لمرتادي هذه الأماكن الذين يدفعون بسخاء نظير قضائهم وقتا يعتبرونه ممتعا يختلون فيه بهؤلاء الصبية. في هذه اللقاءات يوفر لهم الأكل الطيب والمشروبات الغازية والكحولية والسجاير وبعض المواد المخدرة إلى أن يغادروا هذه الدور مع تباشير الصباح بما كسبوه من مال وفير. يقضون نهارهم لاهيين عابثين في الحدائق العامة أو في دور الألعاب الالكترونية ومقاهي الانترنت ومجمعات التسوق. ويحصلون على طعامهم ليس من القمامة أو بواسطة التسول بل من محلات بيع السندوتشات أو المطاعم الصغيرة بما لديهم من مال. يحاولون وسعهم تجنب المجموعات العنيفة التي تتحرش بهم وتحاول سلبهم ما يملكون من مال أو حتى تجريدهم من بعض ملابسهم التي تحلو لهم.

    المجموعات المتشردة الأخرى ليس لها مقر محدد. يظلوا متسكعين طوال اليوم وذلك لممارسة التسول والسرقة والنشل والاحتيال والخطف أو استعمال العنف لتأمين حياتهم. لا يخلو يوم من مصادمات ومشاجرات عنيفة بين هذه المجموعات قد تسيل فيها الدماء أحيانا لأقل تحرش من أحد أفراد مجموعة بأخرى أو انتقاماً من مجموعة أعتدت على أخرى سابقاً. يشترون بعض الأكل مما يسرقون وبالعدم ينافسون القطط والكلاب في البحث عن الطعام في القمامات. يقضون ليلهم في البنايات المهجورة والأبنية تحت التشييد والحدائق العامة والمساجد ودائما يحرصون على تغيير أماكن نومهم وذلك إمعاناً للسلامة ولكي لا تفاجئهم المجموعات المعادية وهم نيام وتعتدي عليهم. يعتبرون أفراد الشرطة ألد أعدائهم لأنهم يقومون من آن لأخر بمداهمتهم وحصارهم للقبض على البعض للتحقيق معهم في جرائم متنوعة أو لاتهامهم بالتسول أو التشرد,لذلك يقومون بإنذار بعضهم متى ما شوهد شرطي في المنطقة لكي يأخذ الجميع حذره. تقوم الشرطة أحيانا بتجنيد بعضهم أو زرع بعض أفرادها بينهم وذلك للكشف مسبقا عما يخططون له أو لكشف بعض الجرائم الغامضة. لذلك هم يحذرون أي منتسب جديد لأي مجموعة وأحياناً يحذرون بعضهم البعض. بعض أفراد الشرطة المنحرفون قد يستغلونهم جنسياً مقابل عدم التبليغ عنهم أو القبض عليهم. الكل يعاديهم و يكرههم ويقوم بطردهم كالحيوانات السائبة خاصة أصحاب المحلات التجارية والمطاعم الذين يخشون سرقاتهم أو تدميرهم لممتلكاتهم. من يتلطف بهم أو يتودد إليهم يشكون في أمره وفى نواياه. لذلك فهم دائما على حذر ولا يثقون في أحد.
    تعامل المجتمع معهم بهذه الكراهية وهذا العداء جعلهم يحقدون على هذا المجتمع الذي نبذهم و سلبهم آدميتهم. لذلك عندما يتعرضون لمداهمة من الشرطة أو إيذاء من البعض يقومون بالانتقام وصب جام غضبهم على كل شيء يقع في طريقهم. وقد يصيبون بالأذى الجسيم من يعترض طريقهم أو يلجئون لتخريب الممتلكات وتحطيم العربات وإشعال الحرائق في الأسواق.

    بعد إعطاء هذه التفاصيل المؤلمة عن حياة الشارع التي كان يعيشها بعد ترك منزل والده ذكر تامر للحاج انه كان بالأمس يشعر بالجوع الشديد. اقترب من المطعم وشاهده من الخارج وهو يتناول طعامه. أغتنم فرصة ابتعاد الجرسونات للجانب الآخر من المطعم واقترب من الحاج متوسلاً لجنيهين. إلّا أن الحاج ألح عليه بالجلوس ليطعم نفسه. لم يكن يفكر في الحقيبة بادي الأمر ولكن بعد ذهاب الحاج للحمام وتركه للحقيبة وراءه لم يستطع مقاومة الرغبة الملحّة لسرقتها ما دامت الفرصة مواتية خاصة وانه كان يجلس قريباً من المخرج ولا يوجد أحد من الجرسونات بالقرب منه. تناول الحقيبة وبسرعة اختفى في الخارج. بعدها شعر بتأنيب شديد في ضميره وتذكر كيف واجه الحاج الجرسون مدافعاً عنه ومصراً على بقائه حتى يكمل طعامه. قرر أن يعيد الحقيبة للحاج في الوقت المناسب و لكي لا يلحظه أحد من الصبية وهو يحمل الحقيبة قام بإخفائها تحت كومة من مخلفات أحد الأبنية المجاورة.
    عاد في صباح هذا اليوم وكان لديه شعور بأن الحاج قد يمر بالمنطقة باحثاً عنه، فلحظة رؤيته لسيارة الحاج لحق بها عند الإشارة وآخذا مكانه داخلها بجانب الحاج.

    تأثر الحاج كثيراً بعد سماعه لقصة تامر المحزنة. قرر أن يعيده لأسرته ولمدرسته وانتشاله من الشارع وأهواله. تردد تامر أول الأمر لأنه كان يصعب عليه مواجهة والده بعد كل الذي حدث منه. لكن حاج عبد الرحمن طمأنه ووعد أن يساعد ه علي إصلاح العلاقة بينه وبين والده.

    توجه الحاج بإرشاد تامر إلى منزل والده بالثورة,نزل تامر ليطرق الباب ولكن يبدو أن لا أحد بالداخل. أطلت إحدى الجارات من باب منزلها لتخبرهما أن صاحب المنزل يرقد مريضا بالمستشفى النفسي بعد أن ظل طريح فراشه لعدة أيام.
    زارته زوجته يوما فوجدته في حالة صحية سيئة وأخذته للمستشفى في الحال. توجها إلى المستشفى وأرشدهما احد الممرضين للغرفة التي يرقد فيها والد تامر. للمفاجأة كانت والدة تامر داخل الغرفة. احتضنته والدته للحظات لم يستطع فيها الاثنان حبس دموعهما. كان والد تامر مستغرقا في نومه وقد طلب من الزوجة أن لا تزعجه بل تتركه يفيق من نفسه.
    كذلك لوحظ أن المريض يتلقى السوائل عن طريق الوريد بالجهاز الخاص بذلك. توجه الحاج إلى غرفة الطبيب الذي أوضح له أن والد تامر ادخل المستشفى وهو يعانى من مرض اكتئابي شديد أمتنع معه عن الأكل والشراب وحتى الكلام ولذلك تقرر أن يعالج بالجلسات الكهربائية. أخذ هذا الصباح جلسته الثانية وطمأنه الطبيب على أنه يستجيب تدريجياً للعلاج وسوف يكون في وضع يسمح بخروجه من المستشفى خلال أسبوعين.
    تكفل الحاج بكل تكاليف العلاج وطلب من الزوجة أن تصحب تامر معها إلى منزل الجد بعد انتهاء الزيارة ووعد أن يزور والد تامر في اليوم التالي ليطمئن عليه.

    تحسنت صحة والد تامر كثيراً مع العلاج بالجلسات الكهربائية, كان مسروراً لعودة تامر وتجمع كل أسرته حوله في المستشفى. أخبرهم أنه سئم الحياة بعد أن فقد الأمل في إيجاد عمل جديد وبعد أن هجرته كل الأسرة.
    كان يتمنى الموت لعدم استطاعته توفير حتى الطعام لأسرته مما اضطر زوجته أن تترك المنزل وتأخذ معها الطفلين لمنزل والدها. وأخيراً ساء الحال بينه وبين تآمر مما اضطر الأخير كذلك أن يترك المنزل ويتشرد في الشوارع.

    بعد خروج والد تامر من المستشفى طلب الحاج من الزوجة أن تعود لمنزل زوجها مع الطفلين لتكون مع زوجها وتآمر. وعندما اجتمعت الأسرة جميعها فاجأهم حاج عبد الرحمن بإعلانه انه قرر أن يمنح تامر مبلغ عشرة آلاف دولار أمريكي وهى عبارة عن مكافأته على استعادة حقيبته المفقودة, هذا المبلغ سيكفي الأسرة لشهور عدة إلى حين تدبير عمل جديد للوالد وكذلك سوف يمكن تامر من تسديد مصاريف الدراسة والعودة للمدرسة من جديد. تأثر الجميع وبكوا من شدة الفرح وشكروا الحاج كثيرا لما قام به تجاههم ولمساعدته لهم على لم شملهم. والمفاجأة السعيدة الأكبر هي أن الحاج استطاع في خلال أسابيع أن يدبر لوالد تامر عملاً في مصنع يملكه أحد أصدقائه براتب يساوي ضعف مرتبه من عمله السابق
    naziha
    naziha
    عضوة الشرف
    عضوة الشرف


    مميز

    الجنس : انثى عدد الرسائل عدد الرسائل : 153
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 23/06/1988
    العمر : 35
    الموقعmostaganem
    تاريخ التسجيل : 02/10/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 24965

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف naziha الإثنين 1 نوفمبر - 22:16

    مر خمسة عشر عاماً على تلك الأيام, لا زال والد تامر محتفظاً بعمله وقد ترقى لدرجة كبير محاسبي المصنع, تخرج أخوه من الجامعة وتعين في إحدى دوائر الدولة, الشقيقة الصغيرة في سنتها الأخيرة بالجامعة. أما تامر فقد تخرج طبيبا وهو الآن يعمل كنائب في قسم الباطنية لدى مستشفى خاص حديث.

    في صباح أحد الأيام كان د/ تامر يمر على مرضاه مع طبيب الامتياز. توقف عند احد المرضى الذي كانت تجلس بجانبه فتاة لفت جمالها د/ تامر. تعرف على المريض من الوهلة الأولى.

    " هذا حاج عبد الرحمن عبد القيوم. ادخل العناية الفائقة ليلة أمس يشكو من ألم شديد في صدره. اظهر تخطيط القلب أن ذلك الألم ناتج عن ذبحة قلبية خفيفة. حولناه من العناية الفائقة لهذه الغرفة الخاصة بعد أن استقرت حالته مع العلاج."

    بهذا قدم الطبيب المريض لدكتور تامر.

    " حمد لله على السلامة حاج عبد الرحمن."

    " الله يسلمك يا دكتور. الدكتور زميلك الله يجازيه ألف خير. تعب معاى كتير ليلة أمس."

    " دا واجبه يا عم. الظاهر ما عرفتني؟"

    " والله يا أبنى ما عرفتك. لكن حاسى أنى شفتك من قبل. ممكن تذكرني؟:"

    " ممكن حاج عبد الرحمن تتذكر مين قال ليك الكلام دا."

    " عمو ممكن تعطيني جنيهين أشترى سندوتش. أنا ما أكلت من أمس."

    وهنا صاح حاج عبد الرحمن من شدة الفرح.

    " تامر، أبنى تامر. د/ تامر. قرب على أحضنك وأسلم عليك."

    أقترب تامر من حاج عبد الرحمن وتعانقا طويلا وأعينهم تدمع من شدة الفرح بلقائهما مرة أخرى بعد كل هذه السنين الطويلة.

    " من زمن أنا ووالدي نبحث عنك حتى فقدنا الأمل بلقائك مرة أخرى. طول حياتنا لن ننس فضلك علينا"

    " الحقيقة أنا حولت أعمالي لمدينة أخرى وما رجعت هنا إلا منذ شهرين. أنت في بالي على طول يا تامر."

    ثم أدار وجهه للفتاة الجالسة بالقرب منه وواصل حديثه:

    " دى سلمى بنتي آخر العنقود تخرجت من الجامعة هندسة كمبيوتر. سلمي يا سلمى على د/ تامر. دا تامر الصغير الكنت أحدثتكم عنه. ما شاء الله كبر وصار دكتور عظيم."

    صافحت سلمى د/ تامر الذي أحس بقشعريرة تسرى في يده وهو يفعل ذلك.

    " والدي يحدثنا عنك باستمرار وهو معجب بك ويتمنى لقائك دائما مرة ثانية."

    وجهت سلمى حديثها لدكتور تامر مع ابتسامة مشرقة تضيء وجهها.

    "كل الأسرة لا تنسى جمايل والدك علينا. ربنا يجازيه كل خير ويعطيه الصحة والعافية."

    أجاب د/ تامر.

    باشر تامر أجراء الفحوصات وعلاج حاج عبد الرحمن حتى بلغ كامل عافيته. أصر كذلك على دفع جميع تكاليف علاج الحاج من حسابه الخاص.

    دعي والده وشقيقه وشقيقته لزيارة حاج عبد الرحمن بالمستشفى. الأسرة جميعها تشعر بالامتنان له لانتشاله لهم من الوضع المأساوي الذي كانوا عليه. لا أحد يدرى ماذا كان سيحدث لهم لولا أن العناية الإلهية أرسلت حاج عبد الرحمن لإنقاذهم.

    جميع الأسرة زارت حاج عبد الرحمن بالمنزل بعد خروجه معافى من المستشفى. كانت ابنته سلمى على رأس المستقبلين. أعجبت والدة تامر بسلمى كل الإعجاب وسألتها إذا ما كانت مخطوبة لأحد. نفت سلمى ذلك لأنها بالرغم من تقدم العديد من الشبان لخطبتها إلا أنها لم تجد من بينهم المناسب.

    عند رجوع الأسرة للمنزل بادرت الأم تامر.

    " تامر أنا وجدت ليك عروس مناسبة ومن أسرة ممتازة."

    " مين هي يا أمي؟."

    " أنت تعرفها قبلنا. ما رأيك في سلمى؟"

    " سلمى! يا ماما أنت كأنك تقرأي أفكاري. أنت أم مدهشة."

    " كمان أبوك أب مدهش. هو لمح لي بسلمى قبل أن أقول رأى فيها."

    " ما دام أعجبتكم للدرجة دى أنا موافق ميتين في المية."

    في مساء اليوم التالي ذهب تامر ووالده لمقابلة حاج عبد الرحمن في منزله. عندما أعلناه بطلبهم وافق في الحال.

    " تامر ما أبنك فقط. هو أبنى كمان. أنا أحييته من زمان. لو ما كان عنده أب كنت اتخذته ابن لنفسي. شكرا لك يا الله."

    أستأذن حاج عبد الرحمن ضيوفه وغاب داخل المنزل. رجع بعد ربع ساعة بصحبة سلمى ووالدتها.

    أبتدر الحاج سلمى بقوله.

    " سلمى يا بنتي دا د/ تامر ووالده. زي ما أخبرتك هم حضروا اليوم لخطبتك. إيه رأيك؟"

    أجابت سلمى بخجل ممزوج بالسرور.

    " أنا موافقة ما دمت أنت والوالدة موافقان."

    " طيب خلاص ادخلو جوه. خلونا نحن الرجال نكمل الباقي."

    قرأ ثلاثتهم الفاتحة تأكيدا لخطبة سلمى ومن ثم غادر تامر ووالده منزل الحاج واعدين بالحضور ثانية مع والدة تامر لتحديد موعد وإجراءات الزواج.


    ... ان شاء الله تعجبكم ...

    .. في امان الله...
    النمس
    النمس


    مميز

    الجنس : ذكر عدد الرسائل عدد الرسائل : 12
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 12/09/1990
    العمر : 33
    تاريخ التسجيل : 31/10/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 24613

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف النمس الإثنين 1 نوفمبر - 22:53

    فكرتني بمأمون بصح معليش الله يرحموا
    شكرا جزيلا على الموضوع المفيد
    تقبلي مروري
    النمس
    النمس


    مميز

    الجنس : ذكر عدد الرسائل عدد الرسائل : 12
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 12/09/1990
    العمر : 33
    تاريخ التسجيل : 31/10/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 24613

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف النمس الإثنين 1 نوفمبر - 22:55

    merci pc
    naziha
    naziha
    عضوة الشرف
    عضوة الشرف


    مميز

    الجنس : انثى عدد الرسائل عدد الرسائل : 153
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 23/06/1988
    العمر : 35
    الموقعmostaganem
    تاريخ التسجيل : 02/10/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 24965

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف naziha الإثنين 1 نوفمبر - 23:19



    العفو أخي ...يعطيك الصحة على الرد الطيب ...

    اتمنى لك الاستفادة ...
    naziha
    naziha
    عضوة الشرف
    عضوة الشرف


    مميز

    الجنس : انثى عدد الرسائل عدد الرسائل : 153
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 23/06/1988
    العمر : 35
    الموقعmostaganem
    تاريخ التسجيل : 02/10/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 24965

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف naziha الأربعاء 10 نوفمبر - 14:24


    أسعد الله صباحكم أحبائي في الله ،، أتمنى أن تكونوا في اتم الصحة والعافية
    ان شاء الله

    اليوم حبيت ان أقدم لكم قصة جميلة ، آمل أن تكون محل إعجاب..



    باسم الله

    ****

    °° النقناقة°°

    حاج سعدالله تاجر خردوات معروف في بلدته ومشهور بأخلاقه الفاضلة ومودته وحبه لعمل الخير وعلاقاته الاجتماعية الممتدة. تعامله المتميز مع زبائنه وزملائه في التجارة جلب له محبة الكثيرين الذين ائتمنوه في تعاملهم معه مما ساعد كثيرا في تنشيط عمله التجاري وتوسعه.

    وهو متزوج من فتحية بنت خاله التي أنجبت له خمسة من البنين والبنات الموفقين في دراستهم. أحواله المادية الجيدة ساعدت على إلحاقهم بأميز المدارس في البلدة بالرغم من المصاريف المدرسية الباهظة التكاليف.

    حياته الأسرية مستقرة وهادئة ومتماسكة إذ استطاع أن يوفر للأسرة كل احتياجاتها المادية بسخاء وهو يستجيب لطلبات الزوجة والأبناء بدون أي تردد في حدود إمكانياته. الزوجة فتحية بالرغم من تعليمها المحدود فقد سخّرت نفسها لأسرتها وهى تقضى يومها بأكمله منشغلة بشؤون المنزل والأبناء والضيوف وأصدقاء الأسرة العديدين الذين لا يكفون عن الزيارة وطلب المساعدة أحيانا.

    الشيء الوحيد الذي يؤخذ على فتحية هو مطالبها المادية الكثيرة التي قد لا يستطيع حاج سعدالله الاستجابة لها فوراً مما يثير حفيظتها وتذمرها والتلفظ أحياناً بألفاظ تؤلم زوجها متهمة إياه بالبخل وعدم الاهتمام بمطالبها.

    في مثل هذه المواقف يؤثر حاج سعدالله كبح جماح نفسه حتى لا يصدر منه ما يطور الخلاف ويؤدي إلى الشقاق. وقد اعتاد أن يلجأ إلى غرفة نومه وهو يكظم غيظه لينام طويلا ليصحو بعد ساعات وقد استعاد زمام نفسه من جديد. والغريب في الأمر تكون فتحية قد نسيت تماماً تصرفها ذلك معه وتتعامل معه من جديد وكأن لم يبدر منها ما شيء.

    وكما يقال " إن الأيام دول" أي لا تستقر على حال أو منوال واحد, فقد تغيرت الأمور كثيرا في الآونة الأخيرة فتدهورت الأحوال التجارية بصورة غير متوقعة نسبة لشح السيولة النقدية مع تغير النفوس والقلوب مع انعدام الثقة والنقض بالوعود والعهود. ونتيجة لذلك فقد تدهورت تجارة حاج سعدالله وأصبح المحل لا يدر دخلاً يكفى لتغطية كل احتياجات الأسرة. فكثير من المستدينين من الحاج والذين ائتمنهم وسلمهم بضاعة مؤجلة الدفع وبالتقسيط المريح ارتجعت شيكاتهم التي استوفت السداد من البنك. وكذلك أخذ البنك يلاحقه لسداد الديون التي عليه والتي انقضى عهدها ويهدد باللجوء إلى القضاء إن لم يبادر بالسداد. وعدد من المدارس ابتدأ يطالبه بسداد المصروفات المدرسية المتأخرة لأبنائه و إلا أوقفوا عن الدراسة.

    في أحد الأيام عاد حاج سعدالله إلى المنزل في حوالي الساعة الخامسة مساء من متجره وهو مثقل بالهموم وفى حالة يأس شديد. لقد زاره محامي البنك في متجره وهو يحمل إنذاراً أخيراً بأنه إذا لم يتمكن من الإيفاء بقسط من الديون التي تعهد بدفعها خلال أسبوع فسوف يقوم البنك باللجوء للقضاء للحجز على المتجر والمنزل لسداد كل الديون المستحقة عليه.

    توجه الحاج مباشرة إلى غرفته ليجتر همومه لوحده، إلا أن فتحية أحست بمقدمه وقطعت عليه الطريق وبادرته بحدة طالبةً مبلغاً كبيراً من المال للاستعداد لخطوبة الابنة الكبيرة سلمى,وعدها الحاج خيراً متجنباً مجادلتها وبالتالي إثارتها وطلب منها إفساح الطريق له ليمر إلى حجرته. وما كان منها إلا أن اتهمته كالعادة بالشح والبخل والتهرب من مسؤولياته وأنه أصبح لا يحتمل ولا يطاق وليس هو كالرجال الآخرين الذين يسخون في الصرف على أسرهم,هذه المرة طفح الكيل بحاج سعدالله واحمرت عيناه وتجهم وجهه ولم يشعر إلا وهو يهم بصفع وجه فتحية ما لم تسرع سلمى للوقوف بينهما مباعدة والدها عن والدتها وهي تترجى والدتها أن ترحم والدها وتقدر ظروفه المادية السيئة ومؤكدة لها أنها من ناحيتها لا تمانع من إرجاء الخطوبة سنة كاملة لحين تحسن ظروف والدها. رمقها والدها بنظرة حنونة وهو يعلم بحبها وتقديرها له وأنها قريبة من قلبه من سائر الأبناء الآخرين,تركهما الحاج متوجها إلى الغرفة إلا أن فتحية التي شعرت بالإهانة وجرح كرامتها لمحاولة الحاج صفعها أمام ابنتها لاحقته بصوتها معايرة له بمزيد من الكلمات الجارحة !

    دخل الحاج غرفته وهو في حالة تشبه الذهول من الغضب, ولا يكاد يرى ما أمامه وشاعراً بدوار فى رأسه. وكالعادة استلقى بكامل ثيابه على سريره وهو يتميز من الغيظ إلاّ أنه ابتدأ خلال دقائق يشعر كأن كل جسمه يغوص في هوة حالكة الظلام وما هي إلا لحظات وقد انفصل العالم الخارجي بأكمله عن إدراكه ليولج نفسه في حالة سبات عميق.

    في تلك الأمسية الحافلة بالأحداث لم يتناول حاج سعدالله غداءه المتأخر ولم يصح لصلاة المغرب وقد قارب الوقت صلاة العشاء ولم يخرج من الغرفة بعد. انتابت فتحية بعض الظنون والهواجس ودخلت غرفة الحاج لتستطلع الأمر فإذا به لا زال مستلقياً على سريره بدون حراك,نادت عليه بهدوء لكي توقظه ولكنه لم يبد أي استجابة, دنت منه ولامست بيدها ذراعه الأيمن وهالها عدم تحركه, وما كان منها إلا وأن صاحت بأبنائها مستغيثة:

    " تعالوا... أجروا يا أولاد شوفوا أبوكم. نومتو اليوم ما ياها زى كل يوم؛ ما بيسمع وما بيتحرك!!"

    انزعج جميع الأولاد والبنات وهرعوا لغرفة والدهم لاستجلاء الأمر ولكنهم لم يفلحوا على إيقاظه أو تحريكه.

    عندها صاحت سلمى بوالدتها:

    " خلاص يا أمى أنتهيتى منه بكلامك القاسى الكتير, حليل أبوى الراح وسابنا لوحدنا."

    لم يستطع الجميع حبس دموعهم للمأساة الماثلة أمامهم فأجهشوا بالبكاء والنحيب, أما فتحية فانكفأت على وجهها وهى تولول وتنوح:

    " سجمى الليلة وين أودى وجهى من الناس. أنا الكتلت راجلى ويتمت أولادى."

    قرر الأولاد الإسراع بوالدهم إلى المستشفى عسى أن يتمكن الأطباء من إنقاذه إن لم يكن قد فارق الحياة بعد,حملوه سريعاً إلى السيارة وهو لا يحرك ساكنا ولا يستجيب لأي مؤثر خارجي كجثة هامدة.
    استقبلهم طبيب الحوادث سريعا وبالصدفة كان من أقرباء الأسرة الذي أهتم بالأمر وأجرى كشفاً سريرياً كاملاً على الحاج,طمأنهم الطبيب بأنه لا زال حياً وأن حالته ليست بالخطرة وكذلك أوضح لهم أن تنفسه ونبضه بالرغم من أنها بطيآن إلا أنها منتظمان. هو فقط يحتاج إلى إجراء بعض الفحوصات إلى أن يحضر الطبيب الأخصائي الذي استدعي على عجل.

    أجرى الطبيب الأخصائي عند حضوره كشفاً سريرياً دقيقاً على حاج سعدالله ومن ثم راجع كل الفحوصات من رسم للقلب وتخطيط للدماغ وصور أشعة للرأس وللمرة الثانية طمأن الأسرة على أن الحاج من الناحية العضوية يعتبر سليماً وأنه سوف يستدعى الأخصائي النفسي لأخذ رأيه.

    راجع الطبيب النفسي كل المعلومات الطبية المتوفرة واستفسر من أسرة الحاج عن الملابسات التي سبقت الحالة وتوقف عند مواجهة زوجته فتحية له مع العبارات القاسية التي وجهتها له ومحاولته صفعها قبل توجهه لغرفته في حالة غضب شديد,وكذلك تعوده بعد كل مواجهة مع زوجته أن ينام لفترة طويلة على غير المعتاد, وقد أوضحوا له كذلك أن الحاج يمر بظروف مادية سيئة وضغوط من البنك وعدم تعاون من الدائنين.
    وضح للطبيب النفسي من تلك المعلومات الهامة أن الحاج يعاني من حالة نفسية انشطارية تمثلت في نوبة ذهول وسبات عميق مع سكون حركي شبه كامل. هذا يفسر عدم استجابته للأوامر الصوتية ولا للمؤثرات الخارجية وبالتالي فهو لا يتكلم ولا يتحرك. عندها أخبر الأسرة بأن حالة الحاج نفسية بحتة وأنه سيأمر بتحويله لقسم النفسية لمتابعة علاجه هناك وسوف يعطيهم توضيحا أكثر لاحقاً.

    تم تحويل الحاج إلى قسم النفسية تلبية لرغبة الأخصائي النفسي. أدخل في غرفة خاصة وتم إدخال أنبوب مطاطي داخل معدته لتغذيته عن طريقه وكذلك تثبيت أنبوب " قسطرة " داخل مثانته لكيلا يتسرب سائل البول إلى ملابسه وبالتالي إلى أغطية السرير.

    في اليوم التالي مر عليه نفس الطبيب الأخصائي للاطمئنان عليه ووجده في نفس الحال وكانت فرصة سانحة أوضح فيها الطبيب لأفراد الأسرة المتواجدين أن الحاج دخل في حالة ذهول أو سبات نفسي عميق نتيجة للحالة النفسية التي كان عليها بعد مواجهة زوجته له. ذلك الموقف أثار في داخله صراع نفسي حاد لم يستطع أن يحسمه أو التعامل معه لذلك تدخلت آليات الدفاع النفسية اللاواعية فأحالت الموقف إلى حالة نفسية انشطارية تمثلت في تغير كبير في الوعي والإدراك مع شبه شلل للحواس والحركة وعدم استجابة للمؤثرات الخارجية، فالحالة الانشطارية إذا حسمت حالة الصراع المؤلم وقتياً. طمأنهم بأن هذه الحالة سوف تنقشع تلقائياً في أيام قليلة على أكثر تقدير.

    استمر الوضع كما هو إلى اليوم الثالث وكانت وقتها الابنة الكبيرة سلمى تجلس بجوار والدها مراقبة له عندما حضرت والدتها لكي تحل مكانها قليلاً ريثما تذهب إلى المنزل لترتاح ولتغير ملابسها. جلست الأم محاذية لرأس زوجها، أما سلمى فقد كانت تجلس في مواجهة والدها وهى تراقب وجهه الخالي من أي تعبير أو حراك.

    لم تستطع فتحية الصمت وكعادتها بدأت الحديث موجهة حديثها لزوجها وهى تعلم أنه لن يستجيب لها:

    " لمتين النومة الطويلة دي يا حاج. ما تقوم وتشوف الحاصل علينا. نومتك دي ما بتحل ولا بتربط ليك شىء. الدكتور قال ما فيك شيء والحاصل عليك بس سببو المشاكل الإنت مدخل نفسك فيها."

    " وكمان ماتنسى يا أمى نتيجة لكلامك الكتير الشين معاه."

    تدخلت هنا سلمى مذكرة لوالدتها دورها في مرض والدها.

    لم ترد عليها فتحية التي اكتفت برمق ابنتها بنظرة كلها لوم وعتاب ومن ثم واصلت حديثها.

    " كمان خطوبة سلمى دي راجيك, ومصاريف المدارس، وديون البنك المحاميه طالع نازل عليك. وكان كمان كلامي ليك القلبك أياه سبب كل النوم دا، الله يقدرنى على "خشمى" الأقدر أمسكه عشان الناس تسكت وما تقول فتحية الأمرضت راجلها بكلامها الكتير."

    " هو يا أمى سامع ليك كلامك ده. النبي خليه يكمل نومتو قبل ما يصحى للراجيه ده كلو."

    ترجت سلمى والدتها.

    في تلك اللحظة لحظت سلمى أن رموش وجفون والدها تتحرك ببطء.وقليلاً قليلاً بدأ يفتح عينيه وكأنه يحاول أن يتثاءب.

    هنا صرخت سلمى.

    " يا أمي! أمي شوفي أبوي أخيراً عايز يصحى من نومته."

    لم تصدق الأم أذنيها وألتفتت لتشاهد زوجها فعلاً وقد فتح عينيه.

    "حمداً لله على السلامة يا سعدالله. شفقتنا عليك بنومتك الطويلة دى."

    صاحت فتحية بصوت عال وبفرح شديد.

    وهنا قامت الأم والابنة بعناق الحاج وهما تجهشان بالبكاء من شدة الفرح وتحمدان الله على سلامته.

    تجول عبد السلام بعينيه في أرجاء الغرفة قبل أن يتحدث لأول مرة.

    " أنت يا ولية مصحيانى بكلامك الكتير دا الما بيخلص قبل ما أكمل نومة بعد الغداء."

    "نومة بعد غدا شنو يا حاج. أنت ليك ثلاتة أيام نايم نومة أهل الكهف. كدا فتح عينيك كويس وشوف أنت وين. وكمان شوف القساطر المركبنها فيك الدكاترة فوق وتحت. ليك تلاتة أيام لا بتاكل ولا بتشرب ولا بتتكلم".

    " أنا مالى والجابنى هنا شنو؟"

    استفهم الحاج وهو في حيرة من أمره.

    " دي حكاية طويلة نحكيها ليك بعد ما يجى الدكتور يشوفك صاحي. قومي يا سلمى نادي على الممرضين اليجو يشوفو أبوك."

    ردت فتحية على زوجها وأعقبت ذلك توجيهها لابنتها.

    حضر الطبيب سريعاً وأجرى كشفا سريرياً كاملاً على حاج سعدالله الذي لا زال يجهل وفى حيرة فيما يحدث حوله.

    " أنا مالي يا دكتور في المستشفى؟ هل صدمتني عربية ولا انفجر في راسي شريان؟"

    تساءل الحاج بارتباك.

    " لا دا ولا دا. المهم الآن أنت بخير وسنخرجك للبيت بعد يوم من المراقبة."

    هكذا طمأنه الطبيب الذي أمر بإزالة كل القساطر حتى يستطيع الحاج النزول عن السرير والتهام وجبة خفيفة.

    انتشر الخبر سريعاً وهرع كل أفراد الأسرة والأقارب والأصدقاء للمستشفى لتهنئة حاج سعدالله بالسلامة. الكل في غاية السرور وسارع أحد أصدقاء الحاج بذبح بهيمة كبيرة الحجم ووزع لحمها على الفقراء شكراً لله.
    وفى صبيحة اليوم التالي خرج الحاج من المستشفى بعد أن نصحه الأخصائي بمحاولة إيجاد الحلول المناسبة لمشاكله المادية. ولم ينس أن يذكر الزوجة فتحية مراعاة ظروف زوجها مع عدم تعريضه لضغوط إضافية بطلبات غير معقولة ولا بكلمات جارحة.

    لأيام كان الجميع يحتفل بخروج حاج سعدالله معافياً من المستشفى, سارع مدير البنك بإعادة جدولة ديون الحاج مع إمهاله فترة سماح مناسبة. أما الذين استدانوا بضاعة منه ولم يسددوا ما عليهم فتدافعوا لسداد تلك الديون حتى يستطيع الحاج ترتيب أحواله المالية من جديد.

    وبدورها تعهدت فتحية بأن لا "تنق" في المستقبل على زوجها بعد أن وضح لها دورها في ما حدث له. وقد ذاعت شهرتها في المدينة بأنها الزوجة الوحيدة التي استطاعت أن تنوم زوجها "بنقتها" لمدة ثلاث أيام كاملة وعادت مرة ثانية لتفيقه من جديد بنفس "النقة."


    ... تقبلوا مني فائق الاحترام و التقدير ...
    ahmed.b
    ahmed.b


    مميز

    الجنس : ذكر عدد الرسائل عدد الرسائل : 154
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 30/06/1984
    العمر : 39
    تاريخ التسجيل : 04/01/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 26507

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف ahmed.b السبت 13 نوفمبر - 11:59

    السلام عليك أختي الكريمة:
    شكرا على القصة الجميلة و العطرة.................
    ننتظر منك المزيد.........اتمنى ان لا تكون هذه الحكاية جرت أحداثها في البليدة ......................... هههههههههههههههههههههه
    naziha
    naziha
    عضوة الشرف
    عضوة الشرف


    مميز

    الجنس : انثى عدد الرسائل عدد الرسائل : 153
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 23/06/1988
    العمر : 35
    الموقعmostaganem
    تاريخ التسجيل : 02/10/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 24965

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف naziha السبت 13 نوفمبر - 19:36



    وعليكم السلام اخي احمد

    لا شكر على واجب ..نورت صفحتي ...

    مي هادو الاحداث مجراوش في بليدة لالا ..غي هنا في مستغانم ... هه


    ... الله يعطيك الصحة ...مرسي
    naziha
    naziha
    عضوة الشرف
    عضوة الشرف


    مميز

    الجنس : انثى عدد الرسائل عدد الرسائل : 153
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 23/06/1988
    العمر : 35
    الموقعmostaganem
    تاريخ التسجيل : 02/10/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 24965

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف naziha الأحد 19 ديسمبر - 14:01


    أسعد الله صباحكم ..اخواني في الله ...

    ان شاء الله تكونوا في تمام الصحة والعافية ..



    *** الصدمة النفسية ***


    نهض أبو حازم متثاقلا بعد أن رن جرس الباب الخارجي للمرة الثالثة ليرى من يكون الزائر الذي شاء أن يحضر في وقت كان هو مستغرقا في مشاهدة أحد الدعاة الإسلاميين الشبان في التلفاز والذين يبهرون المشاهد بأسلوبهم الشيق والرائع في الخطابة وهم في ملابسهم الإفرنجية الغير مألوفة للمشاهد. منظر مختلف تماما عن ما اعتاده من الشيوخ التقليديين المعممين ذوى اللحى المسترسلة المخضبة بالحناء والذين يصيبون المشاهد بالملل بأسلوبهم المتكلف.

    كان أبنه حازم والذي يبلغ الرابعة عشر من عمره لدى الباب وهو عائد لتوه من درس المراجعة مع أستاذ الرياضيات ويشاركه الدرس زميلاه خالد وبسام. ثلاثتهم يلتقون مرتان أسبوعيا في منزل الأستاذ الذي لا يبعد كثيرا من منزله ليراجع معهم المادة. ما أدهش الوالد أن حازم تخطاه للداخل بدون أن يحييه كالعادة وما زاد من استغرابه ودهشته عندما أقفل الباب ولحق بابنه بالداخل ليستطلع الأمر إذ به يجده جالسا متهالكا على الكنب بغرفة الجلوس باديا عليه الإعياء الشديد. بادره الوالد متسائلا: "ما بك يا حازم؟ هل أنت بخير؟"

    أزداد الوالد حيرة عندما لم يجبه حازم كأنه لم يسمعه أو لم يره وهو يحلق ببصره بعيدا في الفضاء كأنه في عالم آخر.

    أنزعج الوالد كثيرا لما يشاهده وبسرعة قام بالاتصال بأستاذ الرياضيات لعله يميط اللثام عما يحدث لأبنه. رد عليه الأستاذ بأنه يتحدث من المدينة المجاورة والتي تبعد حوالي مائة كيلو متر وأعتذر للوالد بأنه أضطر لإلغاء الموعد لهذا السبب وأكد أنه أتصل بالتلاميذ الثلاثة لكي يعلنهم بغيابه وواعدا بأنه سيعوضهم الدرس لاحقا. عندها أتصل الوالد بكلى الطالبين الذين أكدا له ما ذكره الأستاذ.

    تساءل الوالد مع نفسه:" أذا كان الأستاذ قد أتصل بابنه ملغيا الحصة لماذا خرج حازم وأين كان؟ وماذا حدث له؟".

    أستدعى زوجته التي كانت بالداخل منشغلة ببعض شئونها فهالها رؤية حازم في تلك الحالة. وبعد شرح مقتضب طلب منها العناية بحازم ريثما يستجلى الأمر. ولكي يتحقق بنفسه ذهب إلى منزل الأستاذ ولم ير أي أثر لسيارته في الخارج وعند طرقه للباب لم يجبه أحد وكل شيء بدا صامتا بالداخل مما يؤكد رواية الأستاذ بأنه خارج البلدة.

    عاد الوالد للمنزل وعلم من زوجته أنها أخذت حازم لسريره وفى الحال أستغرق في نومه بدون أن يخبرها بشيء. حاول الاثنان تفسير ما خفي عنهما بشأن حازم ولكنهما آثرا الانتظار إلى الصبح لعل حازم يستطيع إن يوضح لهما الأمر عندما يصحو.

    في صبيحة اليوم التالي أفاق حازم مبكرا وكالعادة توجه للحمام وغير ملابسه استعدادا للذهاب لمدرسته. كان الوالدان يراقبانه خلسة إلى أن جلس إلى المائدة ليتناول سندوتش الإفطار وكوب اللبن اللذان أعتاد عليهما كل صباح. كان صامتا وقد فارقت وجهه تلك الابتسامة التي تعود عليها الوالدان. ذكر لهما باقتضاب أنه بالرغم من شعوره ببعض الألم في جسمه إلا انه نام مبكرا ليلة البارحة قبل أن يراجع دروسه. لم يرد الوالدان إرباكه مرة أخرى بأسئلتهما بعد أن أطمأنا عليه بعض الشيء. ولكي يطمئن الوالد أكثر أصر أن يوصله للمدرسة بنفسه بسيارته .

    اتصلت أدارة المدرسة بوالد حازم عند منتصف النهار طالبة منه الحضور للمدرسة لأخذ حازم للطبيب لأنه لا يبدو على خير. لقد لاحظ معلموه وزملاؤه في الصف أنه غير مركز ولا يستجيب لأسئلتهم ولا يترك مقعده إثناء الفسحة. اعتقدوا أنه مريض ويحتاج لزيارة الطبيب. أجرى الطبيب كشفا سريريا كاملا مع مجموعة من الفحوصات وصور الأشعة التي لم تظهر شيء غير طبيعي. كذلك لم يعثر على أي كدمات أو خدوش تدل على أنه تعرض لحادث ما اليوم السابق. لذلك أوصى بزيارة الطبيب النفسي عسى أن يستطيع أن يشخص الحالة في مجاله.

    بعد أسئلة كثيرة وفحص نفسي دقيق أوضح الطبيب النفسي للوالد أن حازم تحت تأثير "صدمة نفسية" نتجت عن حدث ما ألم به اليوم السابق ونتيجة لذلك فقد الذاكرة لذلك الحدث وسوف تعود إليه ذاكرته عندما تنتهي آثار تلك الصدمة. وبعد أن أطمأن الوالد أعطاه الطبيب وصفة طبية لعقار مهدئ ليتعاطاه حازم للأيام القليلة القادمة ونصح بأن يخلد للراحة بالمنزل لمدة ثلاث أيام.

    تحسنت الحالة الصحية لحازم بعد أيام بصورة سمحت له بالانتظام في الدراسة ألا انه رفض بشدة الاستمرار في الدرس الأضافى مع أستاذ الرياضيات بالرغم من سؤال الأستاذ والتلميذان الآخران عنه باستمرار. كان حازم في الماضي يحب الذهاب للمراجعة مع التلميذين الآخرين وكان الأستاذ يعطيه اهتماما خاصا وكثيرا ما كان يمدحه ويمزح معه وقد أدى ذلك الاهتمام لتحسن كبير في علامات حازم في تلك المادة.

    لاحظ الوالدان أن تغييرا ما حدث في سلوك حازم بعد تلك الواقعة. لقد أصبح أكثر انطواء على نفسه، لا يغادر غرفته ألا عندما تستدعيه والدته للمشاركة في وجبة طعام. وكذلك لا حظا أن تلك البسمة التي عودهما عليها قد اختفت. توقف عن المزح ومداعبة والدته ومساعدتها في أعباء المنزل. كما أن الوالد أفتقد فيه حبه للنقاش ومشاركته له مشاهدة بعض البرامج التلفزيونية. أنفض عنه كل أصدقائه القدماء لأنه أصبح غير متحمس للقائهم أو الحديث معهم. الشيء الوحيد الذي أصبح يهتم به الآن هو الانتظام في الدراسة صباحا والإنكباب على مراجعة دروسه في غرفته مساء. وقد لوحظ في الصف الدراسي وهو يجلس منزويا نائيا بنفسه عن المشاركة ولو طلب منه أستاذه الإجابة على سؤال ما يبدو مرتبكا متلعثما مما يثير شفقة زملائه في الصف عليه. كان في الماضي يتصدى لأي سؤال ويجيب بثقة كاملة وباقتدار ولكنه الآن فقد كل ذلك. ومع ذلك واصل حازم دراسته بتفوق والتي تفرغ لها بالكامل مما أسعد والديه.

    أثنى عشر عاما مضت الآن من تلك الواقعة التي حلت على حازم. أنتقل الوالد بعد تقاعده بالأسرة إلى مدينة أخرى حيث ألتحق بإحدى الشركات الخاصة. ووفق حازم بعد تخرجه من الجامعة على العثور على عمل لدى أحدى الدوائر الحكومية في نفس البلدة. أصبح ما حدث له قبل أعوام وهو في الرابعة عشر من عمره في طي النسيان لا يتطرق إليه أحد.

    لا زال حازم منطويا على نفسه. ليس له إلا صديق واحد تعرف عليه في مجال العمل يزوره من وقت لآخر ويلتقى به في المسجد. ثقته بنفسه وبالآخرين لا زالت ضعيفة مما جعله يكون صورة سلبية لذاته.؛ فهو يعتقد انه ضعيف الشخصية وفاشل وجبان.

    فكر والداه في تزويجه على أن يسكن هو وزوجته معهما بالمنزل. حاولت والدته تعريفه ببعض فتيات الأسرة والأسر الصديقة إلا انه لم يبد اى اهتمام يهن ويتجنب التحدث إليهن أو يترك المنزل عند قدومهن مع والداتهن. اعتقاده القوى بأنه لا يستطيع تكوين اى علاقة عاطفية مع اى فتاة كان السبب في عزوفه عن الجنس الآخر وعن الزواج.

    اقنع طبيب الأسرة حازم بزيارة معالج نفسي قدير بالبلدة لعله يستطيع مساعدته في استرداد ثقته بنفسه ولتغيير الصورة السلبية التي كونها عن نفسه. وبعد تردد زار حازم المعالج في اليوم المحدد. أسئلة كثيرة وجهها المعالج لحازم غطت كل حياته من عهد الطفولة والمعالجات المختلفة التي تلقاها. استوقفت المعالج تلك الحادثة عندما كان في الرابعة عشر من عمره والتي وصفها الطبيب النفسي آنذاك "بالصدمة النفسية". أبدى المعالج رغبة في أن يلم بكل التفاصيل التي يستطيع حازم أن يتذكرها. كل ما يتذكره حازم الآن هو أنه غادر المنزل في تمام الساعة الثالثة بعد ظهر ذلك اليوم إلى منزل الأستاذ الذي لا يبعد كثيرا عن منزل والده. يتذكر بوضوح أن الأستاذ أستقبله عند الباب وأدخله غرفة الجلوس. زميلاه لم يحضرا بعد وريثما يصلا قدم له الأستاذ مشروبا لذيذا. بعد ذلك لا يذكر شيء. والشيء المحير لحازم أن الأستاذ يؤكد ويستشهد بالطالبين أنه كان ذلك الوقت خارج البلدة. والد حازم خاطب الأستاذ وتأكد من أنه خارج البلدة. حازم لا يدرى أيصدق نفسه أم الآخرين.

    تأكد المعالج من أن ما يعانى منه حازم له علاقة قوية بما حدث له ظهر ذلك اليوم ولذلك قرر أن يستكشف ذلك عن طريق التنويم الأيحائى. لقد قام عقله الباطني بكبت تفاصيل ما حدث وأستطاع أن يخفيها تماما عن عقله الواعي. أوضح لحازم أنه سيخضعه لجلسات تحت التنويم وعند ولوجه الغيبة التنويمية سيقوم بإرجاعه زمنيا إلى ذلك اليوم ليسترجع ذكريات وتفاصيل ما حدث وليعيشها مرة أخرى كما حدثت ذلك اليوم وليقوم بتفريغ كل الشحنات العاطفية السلبية التي صاحبت ما حدث. التفريغ العاطفي مع تحليل ما حدث بعقلية ناضجة هي السبيل الوحيد لتخليصه مما يعانيه.

    تفهم حازم ما يعنيه المعالج وأبدى استعداده للتعاون خلال هذه الجلسات التي توقع أن تريحه من معاناته الطويلة. الجلسة الأولى كانت للتعريف بأسلوب التنويم الأيحائى والتدريب على العملية. الجلسة الثانية كانت ناجحة بحيث أستطاع حازم أن يتعمق في التنويم لدرجة سمحت لإيحاءات المعالج لتخطى العقل الناقد المحلل والوصول إلى العقل اللاواعي. عندها طلب المعالج من حازم أن يرجع بذاكرته وعمره الزمني لذلك اليوم المشهود من اللحظة التي غادر فيها منزله والى دخوله منزل الأستاذ على أن يعطيه أشارة من سبابة يده اليمنى عندما يفعل ذلك. بعدها طلب منه أن يبحث في مستودع ذاكرته عما حدث بعد ذلك وأن يحاول أن يعيش تلك اللحظات مرة أخرى بكل حواسه ومشاعره وكأنها تحدث مرة أخرى الآن. وبعد تكرار وتشجيع من المعالج لاحظ الأخير أن ملامح الخوف والفزع بدت علي حازم الذي أخذ ينتفض ويتشنج ويتمتم بكلمات مبهمة وكأنه يختنق تبين منها المعالج كلمتي " أرجوك...أرجوك". وفجأة فتح عينيه وكأنه يصحو من كابوس مرعب. عندها طمأنه المعالج إلى أن تمالك نفسه وبسؤاله عن تفاصيل ما تذكره ذكر أنه تذكر وهو جالس في غرفة جلوس الأستاذ أنه شعر بدوار فأنتابه رعب شديد وأراد أن يهرب ولم يتمكن من ذلك فأزداد رعبه مما جعله يفتح عينيه لينهى ذلك المشهد المخيف. أيقن المعالج أن عقل حازم الباطني بسبيل السماح لأحداث ذلك اليوم بالوصول إلى عقله الواعي ولكن آليات الدفاع اللاواعية لم تسمح للتفاصيل لكي تبرز لوعيه كاملة ما عدى العواطف المرتبطة بالحدث. ذلك يؤكد أن الجلسة القادمة ستكون فاصلة وسوف يتذكر حازم كل التفاصيل. وقبل أن يغادر حازم طلب منه المعالج وإلى أن يحضر للجلسة الأخيرة أن يسجل كل أحلامه لحظة صحيانه في الصبح ليطلعه عليها عند حضوره المرة القامة.

    كانت الأحلام التي سجلها تبدو عادية ولكن في الليلة التي سبقت موعده مع المعالج حلم بأنه كان يجلس وحيدا في غرفة واسعة وفجأة ظهر له وحش مخيف المنظر فلم يستطع الهروب لرعبه الشديد. أمسك به الوحش وضمه أليه بقوة كادت تقطع أنفاسه وأن يغمى عليه لكنه صحي من النوم متعرفا وهو ينتفض من الخوف. لقد كان كابوسا مرعبا لم يستطع بعده النوم إلى الصباح. وعندما ذكر للمعالج ذلك الحلم أخبره أن تفاصيل ما حدث له ذلك اليوم بدت في حلمه في صورة منكرة أو مشوهة قليلا لأن الصورة الحقيقية كما حدثت أكثر إيلاما. ولكن لا داعي لشرح الحلم الآن وسوف يتذكر حازم كل التفاصيل أثناء هذه الجلسة التي أعد لها المعالج جيدا.

    أعاد المعالج ما فعله أثناء الجلسة الماضية وهذه المرة كذلك أنتاب الرعب حازم من جديد وابتدأ يتلوى ويئن وكأنه يقاوم ويهذى بنفس الكلمات " أرجوك. . . . . أرجوك". وفجأة سكن جسده تماما وكأنه في سبات عميق أو شبه غيبوبة. ترك المعالج حازم فترة ليريح نفسه ومن ثم قام بإيقاظه. بدا منهكا أول الأمر وفجأة أنخرط في البكاء والنحيب. لقد تذكر تفاصيل ما حدث له ذلك اليوم بمنزل الأستاذ. تفاصيل مؤلمة قام عقله بإخفائها عنه كل هذه السنين وذلك لأن كشفها سيؤلمه ولن يتحمل وطأته. وعندما هدأ حازم حكي للمعالج تفاصيل ما تذكره وهو يحاول السيطرة على نفسه.

    بعد ظهر ذلك اليوم منذ أثنى عشر عاما غادر حازم منزل الأسرة القريب من منزل أستاذ الرياضيات للمشاركة في الدرس مع زميليه. لم يتصل به الأستاذ لاغيا الدرس ذلك اليوم كما أدعى. كالمعتاد أدخله الأستاذ غرفة الجلوس فلاحظ أنه أول القادمين. بدا المنزل هادئا إذ لم يسمع حازم ضجيج الأطفال بالداخل كالمعتاد. ذكر له الأستاذ أن عائلته غادرت للمدينة المجاورة منذ الأمس وسوف يذهب لإحضارهم بعد أن يفرغ من الدرس مباشرة. أستأذن الأستاذ حازم أن يحضر له مشروبا ريثما يحضر زميلاه ولم يمانع حازم لأن الأستاذ عودهم بأن يقدم لهم شيئا أثناء الدرس. كان المشروب لذيذا وباردا تجرعه حازم في دقائق. وما هي إلا لحظات حتى شعر بدوار وأن جسمه يثقل ووعيه يتغير. أصابه خوف شديد وحاول أن ينهض فخارت قواه. عندها شعر بالأستاذ يجلس بجانبه وسمعه يسأله عن حاله فلم يستطع الإجابة. بعد ذلك شعر حازم بالأستاذ يطوقه بذراعيه ويضمه بقوة أليه. شعر بأنفاس الأستاذ الساخنة تغمر وجهه ومن ثم إذ به يقبله بشراهة كادت أن تكتم أنفاسه. أزداد هلعه عندما أحس بأن الأستاذ يجرده من ثيابه ويعريه وهو لا يستطيع المقاومة أو الصراخ. كل ما أستطاع فعله هو الترجي بصوت لا يكاد يسمع: "أرجوك....أرجوك ". أحس بألم شديد يسرى من أسفله ويعم كل جسمه. وفجأة غاب كل شيء عن وعيه. لقد راح في شبه غيبوبة’. لا يذكر بعد ذلك ألا أنه عند باب المنزل ووالده يفتح له الباب.

    كان حازم ينتحب وهو يقص للمعالج ما تذكره من تفاصيل تلك الأمسية المشئومة. مشاعر مختلفة من الألم والغضب ولوم النفس والشعور بالذنب والاشمئزاز كانت تنتابه وهو يدلى بالتفاصيل. رغبة قوية للانتقام تملكته وكاد أن يفقد سيطرته على نفسه وهو يرتجف من الغضب والحنق الشديد. هدأ المعالج من روعه مذكرا له أن ما حدث كان منذ أعوام طويلة وحدث ما حدث بالرغم عنه وليس بإرادته وأنه كان في وضع لم يمكنه من المقاومة أو الاستغاثة.

    خطط الأستاذ جيدا لفعلته تلك حتى يخلو بحازم لوحده. أخلى المنزل من العائلة بإرسالهم إلى المدينة المجاورة. أتصل بالطالبين الآخرين ليلغى الحصة ولم يفعل ذلك مع حازم. وضع في مشروب حازم عقارا سريع المفعول ليضعف مقاومته أو ينومه لفترة تكفى لتنفيذ ما أراد. وعندما فرغ من فعلته الكريهة قام بإعادة ملابس حازم أليه وأنتظر إلى أن أسترد وعيه قليلا وقاده إلى سيارته بالخارج وحازم في حالة ذهول تام لا يدرى ما يجرى حوله. أنزله أمام منزله وسارع بسيارته ألي المدينة المجاورة حيث أسرته. لحسن حظه لم يلحظه أحد ممن يعرفونه ومن لا يعرفه قد يعتقد أنه ذاهب بابنه إلى المستشفى أو شيء من هذا القبيل. خطة محكمة جيدة التنفيذ لعب فيها الحظ دورا كبيرا وسار فيها كل شيء تماما كما خطط له الأستاذ الشاذ.

    شرح المعالج لحازم حالة الذهول وفقدان الذاكرة اللتان حدثا له واستمرا لفترة طويلة بعد ذلك الحادث بأنه كان نتيجة لتدخل آليات الدفاع العقلية اللاواعية لإنهاء حالة الصراع التي كان يعيشها أثناء الاعتداء عليه وهو تحت تأثير المخدر لا يستطيع المقاومة أو الاستغاثة. تدخلت آليات الدفاع العقلية مثل الانشطار، والكبت، والإزاحة لتنقذ الموقف محدثة حالتي الذهول والنسيان التام للواقعة. وحتى الألم في موضع الاعتداء تم تحويله إلى أماكن أخرى مختلفة لإخفاء حقيقة ما حدث عن وعيه. حالة الذهول اختفت بعد أيام إلا أن الكبت لذكرى الحادث أستمر كل تلك السنين.

    أوضح المعالج لحازم أن هنالك مزيد من العمل متبقي يتطلب الاستمرار في العلاج النفسي: أولا لاستكمال تفريغ كل الشحنات العاطفية السلبية داخله المرتبطة بذكرى الحادث. وثانيا لدعم الثقة والدافعية لديه لكي يمحو صورة الذات السلبية التي كونها عن نفسه. سوف يساعده العلاج كذلك على التخلص من الشعور بالذنب ولوم النفس على ما حدث وكذلك سوف يخلصه من كل الأعراض النفسية السلبية التي تكونت بعد الحادث.

    التزم حازم بالعلاج التزاما كاملا بتشجيع ودعم من والديه وأظهر تحسنا مضطردا مع الأيام. بدأ يستعيد ثقته بنفسه وزالت عنه حالة القلق والحزن التي كانت تلازمه دائما. وكذلك بدأ في تكوين علاقات صداقة في محيط العمل والسكن والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والترفيهية. عاد لمشاركة والده اهتماماته ويداعب والدته ويساعدها في أعمال المنزل. الوالدان لا يصدقان ما يحدث لحازم من تغيير أيحابى خاصة عندما أنبأهما أنه منح ترقية في عمله. والمفاجأة الكبرى كانت عندما طلب منهما الموافقة على زواجه من ابنة خالته التي أظهر الاهتمام بها أخيرا.

    ******

    --- تقبلوا مني أرقى التحيات ....
    ahmed.b
    ahmed.b


    مميز

    الجنس : ذكر عدد الرسائل عدد الرسائل : 154
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 30/06/1984
    العمر : 39
    تاريخ التسجيل : 04/01/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 26507

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف ahmed.b الثلاثاء 25 يناير - 19:27

    اسعد الله ايامك , اطلت الغياب هذه المرة,لا ندري لماذا؟
    هبة الشتاء
    هبة الشتاء
    عضوة الشرف
    عضوة الشرف


    وسام الشكر والتقدير

    الجنس : انثى عدد الرسائل عدد الرسائل : 170
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 03/02/1988
    العمر : 36
    الموقعسطيف
    تاريخ التسجيل : 09/09/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 25132

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف هبة الشتاء الخميس 27 يناير - 11:13


    أعتقد أن نزيهة كانت مشغولة ببعض الأمور، فقط.

    حكاية مؤثرة جدا، ومثلها في الواقع كثير، وليس دائما تكون النهاية سعيدة. أما من يفعلون مثل هذه الأفعال فيستحقون الإعدام. لأنهم يسرقون براءة الاطفال. وحتى طفولتهم وشبابهم.


    أعان الله من حدث له مثل حارم. ومن يفعل ما فعله بحازم نسأله: هل يرضى ذلك لابنه.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    موضوع واقعي ومؤلم ، بارك الله فيك على هذا الطرح.
    naziha
    naziha
    عضوة الشرف
    عضوة الشرف


    مميز

    الجنس : انثى عدد الرسائل عدد الرسائل : 153
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 23/06/1988
    العمر : 35
    الموقعmostaganem
    تاريخ التسجيل : 02/10/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 24965

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف naziha الخميس 27 يناير - 22:33

    شكرا ليك اخي احمد ..

    والشكر الكبير لك حبيبتي هبة ....الله يعزك ....

    نتمنى تكونوا لباس عليكم ...


    مرسي على الرد والاطلالة الجميلة
    naziha
    naziha
    عضوة الشرف
    عضوة الشرف


    مميز

    الجنس : انثى عدد الرسائل عدد الرسائل : 153
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 23/06/1988
    العمر : 35
    الموقعmostaganem
    تاريخ التسجيل : 02/10/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 24965

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف naziha الخميس 27 يناير - 22:45


    اهلا احبائي ...ان شاء الله تكونوا في تمام الصحة والعافية



    حبيت ان اقدم لكم هذه القصة ..لكن في نفس الوقت طريفة .... ..فلكم الخط ..ههههه


    ******

    زوج متفهّم

    في الآونة الأخيرة أصبحت الزوجة متقلبة المزاج ومتوترة. تبدو كئيبة حزينة معظم الأوقات ومتضجرة وغير مبالية كالعادة بواجباتها المنزلية مما جعل الزوج يحتار في أمرها.

    الزوج مهندس يعمل بإحدى مؤسسات القطاع الخاص. يقضى معظم وقته في العمل الذي يمتد على دوامين صباحا ومساء. غالبا ما يعود إلى المنزل بعد الثامنة والنصف مساء وهو منهك يجر رجليه بصعوبة وهو يصعد السلالم للطابق الثاني. وبعد أن يجلس قليلا ليريح جسمه يقوم لأداء فريضة العشاء تم يتناول عشاءه ومن ثم يسرع إلى فراشه ليستلقى عليه بعد عناء يوم طويل. وما هي إلا لحظات حتى يغط في نوم عميق.

    بعد أن تنتهي الزوجة من ترتيب المطبخ تلحق بالزوج فإذا بها تصاب بالإحباط إذ تجده مستغرقا في النوم وهى تعلم انه متى ما غفت عيناه فيستحيل ايغاظه مرة أخرى. تندب حظها العاثر وتجهش بالبكاء في صمت إلى أن يستولى عليها النوم.

    بعد تفكير وتدبر في الأمر قرر الزوج اخذ زوجته للطبيب النفسي عسى أن يجد التشخيص الصحيح لحالتها الصحية ويوصف لها العلاج المناسب. لم تمانع الزوجة بل تحمست للفكرة عسى أن يستطيع الطبيب إيضاح ما خفي للزوج من أمرها. وبعد تحديد موعد مع الطبيب النفسي قام الزوج بتوضيح سريع لحالة الزوجة بعدها ترك الغرفة ليعطى زوجته الفرصة لإعطاء المزيد من التفاصيل عما بها وبحرية تامة.

    بعد مضى بعض الوقت اطل الطبيب النفسي برأسه وأومأ للزوج أن يلحق به في الداخل وهذا ما فعله الزوج بلهفة للاستماع لما يقوله الطبيب.

    بادر الطبيب الزوج مباشرة بقوله:

    " مشكلة زوجتك واضحة كوضوح الشمس والحل سهل وبسيط للغاية. كل ما تحتاج إليه زوجتك هو هذا"

    ولدهشة الزوج رأى الطبيب وهو يحتضن زوجته بقوة ثم يقوم بتقبيلها بصورة مثيرة ظنها الزوج دهرا. و قبل أن يفيق الزوج من دهشته واصل الطبيب:

    " هذا بالفعل ما تحتاجه زوجتك, على الأقل ثلاثة مرات أسبوعيا إذا ما أردت لها الشفاء العاجل".

    انفرجت أسارير الزوج قليلا بعد أن أفاق من دهشته وخاصة عندما رأى السرور باديا على وجه الزوجة وهى تشير برأسها له كدليل على الموافقة على ما اقترحه الطبيب. الآن هو متفهم بالكامل لاحتياجات زوجته العلاجية ومستعد لفعل اى شيء يساعدها على استعادة صحتها حتى ولو بدا العلاج غريبا بعض الشيء بالنسبة له، وأكد ذلك بقوله:

    " حسنا يا سيدي فأنا موافق على كل ما تقوله وكذلك على وسيلة العلاج. ولكن قل لي من فضلك أي أيام الأسبوع الثلاثة تفضل أن احضرها إليك لتقبلها؟


    ....شفتوا كي يفهم هدا الزوج ..ههه..عقلوا حابس ...

    ....

    دمتم بخير
    هبة الشتاء
    هبة الشتاء
    عضوة الشرف
    عضوة الشرف


    وسام الشكر والتقدير

    الجنس : انثى عدد الرسائل عدد الرسائل : 170
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 03/02/1988
    العمر : 36
    الموقعسطيف
    تاريخ التسجيل : 09/09/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 25132

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف هبة الشتاء الجمعة 28 يناير - 0:00

    ما فهمتش واش قصتو، مفريني ولا قلبوا ميت. مسكينة هاذ المرا زوج ضربات يوجعوا.
    الله يكون في عونها.




    ما تنسايش زيدينا واحدة، متتشبعيش لا أنت ولا القصص نتاوعك.

    bon nuit
    ahmed.b
    ahmed.b


    مميز

    الجنس : ذكر عدد الرسائل عدد الرسائل : 154
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 30/06/1984
    العمر : 39
    تاريخ التسجيل : 04/01/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 26507

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف ahmed.b الجمعة 28 يناير - 0:55

    شكرا لك عزيزتي على القصة الرائعة
    نرجو منك المواصلة على نفس الدرب
    تصبحين على الف خير
    naziha
    naziha
    عضوة الشرف
    عضوة الشرف


    مميز

    الجنس : انثى عدد الرسائل عدد الرسائل : 153
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 23/06/1988
    العمر : 35
    الموقعmostaganem
    تاريخ التسجيل : 02/10/2010
    السٌّمعَة5
    نقاط : 24965

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف naziha الجمعة 28 يناير - 1:04

    شكرا ليك هبية اختي على الرد الجميل و المميز ...

    ان شاء الله تكون عجباتك القصة ......



    واخي احمد ربي يجازيك على الرد العطر متل الفل...


    ...تصبحوا بالف خير حبابي...
    القائد
    القائد
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    وسام الحضور الدائم

    الجنس : ذكر عدد الرسائل عدد الرسائل : 2628
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 01/01/1983
    العمر : 41
    الموقعwww.mazonh.66ghz.com
    تاريخ التسجيل : 09/02/2009
    السٌّمعَة3
    نقاط : 34322

    °°°حكايات نفسية °°° متجدد .. Empty رد: °°°حكايات نفسية °°° متجدد ..

    مُساهمة من طرف القائد الثلاثاء 20 نوفمبر - 20:21

    شكرا على الموصوع المميز

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 19 أبريل - 13:46