قراءة في معالم الخطاب النقدي للدكتور محمد بن سعد بن حسين
{ الأدب الحديث في نجدْ أنموذجا }
***

بحث مقدم إلى
ملتقى النقد الأدبي في المملكة العربية السعودية
الدورة الأولى
" الخطاب النقدي في مراحله المبكرة "
25-27/3/1427هـ / 23-25/4/2006م
[ النادي الأدبي بالرياض ]


إعداد
أ . د / صابر عبد الدايم
* أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
بالرياض – كلية اللغة العربية
وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في معالم الخطاب النقدي للدكتور / محمد بن سعد بن حسين
{ الأدب الحديث في نجدْ أنموذجا }
د / صابر عبد الدايم
أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

" محاور البحث "
يتناول البحث عدة محاور تلقي الضوء على بعض ملامح الخطاب النقدي في مراحله المبكرة في المملكة العربية السعودية ممثَّلة في رَصْد جهود أحد رواد الحركة الأدبية والنقدية في هذه البلاد المباركة مهاد الفُصْحى .. ومشرق الحضارة الإسلامية – والتي شرفها الله عز وجل بالحرمين الشريفين – حرسها الله وجعلها دائما معقلا للغة القرآن وأدب العرب .
والمحاور هي :
أولا : أضـواء على شخصية د / محمد بن سعد بن حسين ، وإنجازاته ومعالم ريادته في
النقد الأدبي ، والحركة الأدبية عموما .
ثانيا : من معالم فنون الأدب الحديث في نجد ، والجمع بين المنْهجين : التاريخي والفنِّي .
ثالثا : أهم القضايا الأدبية والنقدية التي أثارها د / محمد بن سعد بن حسين في كتـاب
" الأدب الحديث في نجد " .
المحور الأول :
أضواء على شخصية د / محمد بن سعد بن حسين ، وإنجازاته ومعالم ريادته في
النقد الأدبي :
يعد أ . د / محمد بن حسين من رواد الحركة الأدبية والنقدية في المملكة العربية السعودية ، وهذه الريادة ليست ادعاءً تنقصه الأدلة والشواهد ، ولكنها حقيقة يشهد لها المنصفون الذين يعرفون أقدار الرجال ، ويُدْركون أن صورة هذه البلاد الحضارية السامقة الآن لم تكن طفرة مفاجئة ، ولكن تضافرت في تشكيلها وتكوين ملامحها المضيئة جهود المخلصين النابهين من القادة والعلماء والمفكرين والأدباء والنقاد والمبـدعين : كلٌّ في ميدانه ومع فُرْسانه ، يجول ويصول ، يكرّ ولا يفرّ ، يُقْبل ولا يُدْبر ، يقول ويفعل ، يعد فيوفي وينجز .
ومن الذين شاركوا في تأسيس الحركة الأدبية والنقدية في هذه المرحلة المبكرة : الشاعر / عبد الله بن إدريس في كتابه " شعراء نجد المعاصرون " و " عبد السلام الساس " في كتابه " شعراء الحجاز المعاصرون " و " عبد الله عبد الجبار " في كتابه " التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية " القاهرة 1959م و " عمر عبد الجبار " في كتابه " " سير وتراجم بعض علمائنا " في القرن الرابع عشر للهجرة عام 1358هـ و " محمـد سـرور الصبـان " في كتابه " أدب الحجاز " عام 1958م و " محمد حسن عواد " في كتابه " تأملات في الأدب والحياة " عام 1950م ، وخواطـر مصـرحـة ط 2 1345هـ 1961م و " إبراهيم هاشم فلالي " في كتابه " المرصاد " عام 1956م .
و د / " محمد بن سعد بن حسين " من هذه الكوكبة التي أخلصت لدينها ووطنها وتراثها ، وإنجازه في ميدان الحركة الأدبية والنقدية آثاره شاهدات على تواصله الإيجابي ، ومشاركاته البناءة المثمرة في فعاليات الحركة الأدبية والنقدية المعاصرة .
ويقول عنه أ . د / عبد السلام سرحان : أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر ، وأحد علماء الأزهر الكبار منوِّها بمكانته العلمية والنقدية منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما ، ومشيداً بكتابه " الأدب الحديث في نجد " الذي أنجزه المؤلف وفرغ من تأليفه عام 1373هـ / 1963م (1)
يقول د / عبد السلام سرحان [ ومما لا شك أن المؤلف يمتاز بأسلوب جدّ ساحر ، وبمنطق يأسر الخواطر ، وبآراء لها من الرصانة والزكانة والفطانة : ما يدفعها إلى أعلى المكانات ، وقد تحدث في محاضراته الزاخرة حديث العالم المتمكن في علمه ، المتثبت من كلمه ، وقدَّم بين يدي هذه المحاضرات ما يدل على سعة باع ، وطول ذراع ، وقوة ابتداع ، وكان إلى التجديد أقرب منه إلى التقليد والتقييد ، بمعنى أن آراءه كانت بنت بحثه ودرْسه ، ووليدة جهده في يومه وأمسه ، ولم تكن من بنات أفكار أحد سواه، وجاءت دراسته صورة من الإنتاج الفكري الدقيق ، القائم على المنطق والحجة والبرهان .
والكتاب باكورة طيبة في وضع الموازنات الناقدة ، وصنع الآراء المسدَّدة .
[ " مقدمة الكتاب " " شعبان 1391هـ - أكتوبر 1971م ]
والدكتور / محمد عبد المنعم خفاجي .. الناقد الموسوعي المعروف يُقدِّم شهادته المنصفة ، ويُعْطي لجهْد د / محمد بن سعد بن حسين قَدْرَه وقيمتَه .. ويعلن عن دوْره المبكر في المسيرة الأدبية والنقدية فيقول معلقاً على ما قدَّمه ابن حسين من جهْد أدبي ونقدي .. وذلك في خاتمة الكتاب :
" دراساتٌ طويلةٌ شائقة مرهقة فيها خصوبة وجدّة وثراء ، وفيها أضواء كاشفة لمعالم الأدب الحديث في نجد في شعره ونثره لابد للدارسين أن يستضيئوا بها لكشف الطريق ومعرفة الأبعاد ، وإيضاح الصور ، ومن ثم كان لابن سعد فضل وأي فضل بما قدَّم لقراء العربية ، وآدابها من زاد خصب ودراسات مفيدة ، وأشْهدُ للمؤلف بجمال الأسلوب ، وحسن الذوق ، وسعة الإدراك ، وعمق الفهم للقضايا التي درسها في كتابه ، وهو مُنْصف في كثير من أحكامه ، مجيد في كثير من جوانب دراسته ، متأنٍّ غاية التأني في إبداء الرأي .. حتى يقدم له الحجج ، ويمهد له الأسانيد ، وأعده مفخرة من مفاخر الأدب المعاصر في نجد ، وأحد الخريجين الممتازين من كلية اللغة العربية بالرياض ، وهي كلية تخدم اللغة العربية والأدب العربي بكل ما تستطيع ، وتربي أجيالا من العلماء الذين سوف يكون لهم أثر صدقٍ في بناء النهضة ، وتكوين الأمة ، وخدمة الإسلام والمسلمين "
[ القاهرة : أول رمضان 1390هـ - أكتوبر 1970م ] خاتمة الكتاب ]