منتدى مازونة يرحب بزواره الكرام، يسعدنا إنضمامكم كأعضاء
يرجى التكرم بالتسجيل معنا، أهلا وسهلا بك في منتديات مازونة
أسأل الله ان يعطيك أطيب ما فى الدنيا ( محبة الله )
وأن يريك أحسن ما فى الجنه ( رؤية الله )
وأن ينفعك بأنفع الكتب ( كتاب الله )
وأن يجمعك بأبر الخلق ( رسول الله ) عليه الصلاة والسلام
منتدى مازونة .. أنوار قلب واحد .. أسرة واحدة
http://x20x.com/upfiles/AvM08284.jpg

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى مازونة يرحب بزواره الكرام، يسعدنا إنضمامكم كأعضاء
يرجى التكرم بالتسجيل معنا، أهلا وسهلا بك في منتديات مازونة
أسأل الله ان يعطيك أطيب ما فى الدنيا ( محبة الله )
وأن يريك أحسن ما فى الجنه ( رؤية الله )
وأن ينفعك بأنفع الكتب ( كتاب الله )
وأن يجمعك بأبر الخلق ( رسول الله ) عليه الصلاة والسلام
منتدى مازونة .. أنوار قلب واحد .. أسرة واحدة
http://x20x.com/upfiles/AvM08284.jpg

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

   ***أشواق* أشواق* أشواق *عيونهههاااادددي 

 

الأبحاث والآراء المنشورة تعبر عن رأي صاحبها ، وليست بالضرورة تعبر عن رأي الموقع
 
النقد الأدبي  OFY71744

دعوه للتعارف والتواصل بين بعضنا البعض،في فضاء منتديات مازونة مدير الموقع*1ولاية أدرار*2ولاية الشلف* 3 ولاية الأغواط* 4 ولاية أم البواقي* 5 ولاية باتنة* 6 ولاية بجاية* 7 ولاية بسكرة* 8 ولاية بشار* 9 ولاية البليدة* 10 ولاية البويرة* 11 ولاية تمنراست* 12 ولاية تبسة* 13 ولاية تلمسان* 14 ولاية تيارت* 15 ولاية تيزي وزو* 16 ولاية الجزائر* 17 ولاية الجلفة* 18ولاية جيجل* 19 ولاية سطيف* 20 ولاية سعيدة* 21 ولاية سكيكدة* 22 ولاية سيدي بلعباس* 23 ولاية عنابة* 24 ولاية قالمة* 25 ولاية قسنطينة* 26 ولاية المدية* 27 ولاية مستغانم* 28 ولاية المسيلة* 29 ولاية معسكر* 30 ولاية ورقلة* 31 ولاية وهران* 32 ولاية البيض* 33 ولاية اليزي* 34 ولاية برج بوعريريج* 35 ولاية بومرداس* 36 ولاية الطارف* 37 ولاية تندوف* 38 ولاية تسمسيلت* 39 ولاية الوادي* 40 ولاية خنشلة* 41 ولاية سوق أهراس* 42 ولاية تيبازة* 43 ولاية ميلة* 44 ولاية عين الدفلى* 45 ولاية النعامة* 46 ولاية عين تموشنت* 47 ولاية غرداية* 48 ولاية غليزانتحية خاص إلى كل أناس غليزان- واد رهيو- مديونة- الحمادنة- تيارت- شلف-وهران-عين مران-سيدي محمد بن عليIraqimap
جميع البرامج متاحة للجميع , ولكن يجب استخدامها في ما يرضي الله , ومن خالف ذلك فلا نحلله ولا نبيحه
   النقد الأدبي  Vالطيب/الطيب/الطيب   النقد الأدبي  V
برامج كمبيوتر
  حبي لمملكتي    حبي لمملكتي    حبي لمملكتي  
النقد الأدبي  89312
نحن لا ندعي التميز ولكننا صناعه

    النقد الأدبي

    القائد
    القائد
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    وسام الحضور الدائم

    الجنس : ذكر عدد الرسائل عدد الرسائل : 2628
    تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 01/01/1983
    العمر : 41
    الموقعwww.mazonh.66ghz.com
    تاريخ التسجيل : 09/02/2009
    السٌّمعَة3
    نقاط : 34212

    النقد الأدبي  Empty النقد الأدبي

    مُساهمة من طرف القائد الثلاثاء 7 فبراير - 17:40



    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:

    تعددت المناهج النقدية الحديثة في هذه الأيام، وتبعاً لذلك فقد تعددت أساليب (تحليل الخطاب الأدبي) بتعدد هذه المناهج التي تختلف في منطلقاتها ومفاهيمها ومصطلحاتها.

    وإذا كانت (البنيوية) أو كما يقول الدكتور مرتاض البنوية قد انطلقت في النصف الثاني من القرن العشرين فملأت الدنيا وشغلت الناس، فإنها بدأت بالتراجع منذ إضرابات الطلاب الراديكالية في فرنسا عام 1968، مما جعل البنيويين يعيدون النظر في مواقفهم ومنهجهم الذي خرجت من رحمه مناهج نقدية عديدة كالأسلوبية، والسيميائية، والتفكيكية، بالإضافة إلى الألسنية، التي هي عماد هذه المناهج النقدية جميعاً.

    و(الإشكال) الذي أوقعتنا البنيوية فيه هو أنها اندلعت علينا دفعة واحدة مع المناهج النقدية الحداثية الأخرى التي استقلت عنها فيما بعد. وقد أشاعت هذه (التعددية) الاضطراب المنهجي، أثناء تلقينا لهذه المناهج التي جوبهت بالعداء منذ وصولها، لأنها زعزعت الثوابت النقدية المطمئنة التي كنا نستند إليها، مما أصاب الكثيرين منا بعسر هضم مفاهيمها ومصطلحاتها.

    بيد أن كثيراً من نقادنا آمن فيما بعد، بالبنيوية، وبغيرها من المذاهب النقدية الحداثية الوافدة، فاعتمدها في عمله النقدي، في تحليل النصوص الشعرية والسردية. ولكن قليلاً منهم مَنْ أخلص لها تماماً، ولعل السبب في ذلك هو عدم استيعاب مبادئها ومصطلحاتها، واختلاطها بغيرها من المناهج النقدية، وعدم اكتمال هذا المنهج، لأنه يُبنى في كل يوم باجتهادات متبنيه، مما جعل كثيراً من نقادنا يزاوجون، في ممارساتهم النقدية، بين أكثر من منهج نقدي، كما فعل الغذامي في جمعه بين البنيوية والتشريحية، وكمال أبو ديب في جمعه بين البنيوية والتفكيكية، وعبد الملك مرتاض في جمعه بين البنيوية والتقليدية.

    واليوم حديثنا حول راهن المسألة النقدية في النقد الجزائري المعاصر والآفاق التي يمكن استشرافها مستقبلا على ضوء الاتجاه الذي بدأت تتضح ملامحه في أصوات نقدية تحاول أن تخط طريقا متميزا في النقد نظرية وتطبيقا
    مسارات في النقد الجزائري:

    لا بد لمن يبحث في النقد الجزائري أن يجد نفسه أمام إشكالية وجود النص كشكل طبوغرافي ليكون عينة للدراسة، ولذلك يجد نفسه مجبرا على البحث عن النقد في الرسائل والأطروحات الجامعية، والتي ماتزال مخطوطات لا يطلع عليها إلا جمهور ضئيل من القراء إذا نظرنا إلى المسألة من منظار أدبي لا أكاديمي نخبوي ، ذلك أن الذي يهمنا بدون شك هو تقدم النقد الجزائري على مستوى الخطاب الأدبي المنشور وليس على مستوى الدراسات الأكاديمية .

    ثمة إشكالية أخرى لها علاقة بهذه المخطوطات إذ كيف يمكن قراءتها ومقاربتها مقاربة علمية خاصة في ظل قلة المعطيات المتعلقة بالبحوث المختلفة التي تقدم هنا وهناك وحتى في ظل شبكة الاتصال العالمية الانترنت لم يجد الأستاذ الباحث إلى حد الآن وسيلة تربطه بأنواع البحوث المتناقشة أو الصادرة في منشورات عامة ، وهنا يكون من الضروري الخروج من العزلة إلى الاجتهاد والعمل الاستراتيجي .

    أما الاعتماد على الكتب النقدية المنشورة لا يمكن إن يكون إلا مجرد جانب للاستئناس والاسترشاد ولا يشكل صورة دقيقة عن الممارسة النقدية ، وعلى أية حال فثمة نقلة نراها بدأت تتشكل من خلال البحوث التي يتجه إليها الطلاب في الدراسات العليا ، هناك اهتمام خاص بنظريات القراءة والخطاب وعلم النص : البنيوية ، التفكيكية ، التلقي وحرص من قبل المؤطرين على توجيه الطلاب إلى الاشتغال على الجديد بالاستفادة من الدراسات النقدية المعاصرة ،

    ياترى كيف يمكن رؤية مساحة النقد الجزائري ، ما هي امكانيات تحوله نحو الأحسن والأفضل ؟

    إنه سؤال يحتاج إلى توسعة ، ولكننا نهدف إلى التلميح إليه من خلال نظرة خاطفة ، ولذلك يمكن أن نميز ثلاث محطات كبرى :

    الأولى : هي التي مثلها جيل الرواد أمثال د. عبد الله الركيبي ،دمحمد مصايف ،د.محمد ناصر ،د.أبو القاسم سعد الله ، د. عمر بن قينة .

    وفي هذه الممارسة النقدية كان التركيز على جوانب بعيدة عن النصية أو هي قريبة منها ولكنها لا تصب فيها بشكل واضح وأهم تمفصلاتها تبدو في الآتي :

    أ)الجانب الخارجي: ونقصد به المؤثرات الثقافية والسياسية والاجتماعية التي أسهمت في تكوين الظاهرة الأدبية .

    ب)الجانب الداخلي: وتمثله الأدوات النقدية التي يستعرضها الناقد وهي وسائل تقليدية مثل : اللفظ والوزن والفكرة وقد بدا هذا واضحا مثلا في كتاب محمد ناصر ( رمضان حمود ،حياته وآثاره ) وكذلك محمد مصايف في كتبه المختلفة وخاصة في كتابه النثر الجزائري الحديث .أما الدكتور أبو القاسم سعد الله فلا بد أن ولعه بالتأريخ واضح، وتكفي الإشارة إلى كتابه دراسات في الأدب الجزائري الحديث والذي اعتمد فيه طريقتين :

    الأولى هي مجرد العرض أي تلخيص النصوص للقراء للتنويه ببعض معانيها

    الثانية العرض التاريخي لفكرة أو نص مترجم لقيمه الفكرية الوطنية

    ويشارك هؤلاء د.عمر بن قينة الذي يجمع بين التحليل والعروض والتتبع التاريخي الاستعراضي للظاهرة ويمثل كتابه في الأدب الجزائري الحديث :تأريخا وأنواعا وقضايا وأعلاما هذا الاتجاه والمهم في كل هذا ليس ما كان عليه النقد بقدر ما كان له من دور أساس في تتبع بعض النصوص نقديا ولو كان ذلك بشكل انطباعي بسيط .

    ثمة ملاحظات عديدة على هذا الاتجاه النقدي ،وأدرجه شخصيا ضمن النقد الموضوعاتي الإيديولوجي الذي لا تكون الجمالية إلا معيارا ثانويا، ومن ذلك

    -1اعتباطية في توظيف المصطلحات ذات المحمولات الفلسفية والأدبية كاستعمال الحداثة مرادفا للحديث والنهضة ، يقول أحد هؤلاء النقاد المذكورين سابقا :" إن الحداثة في الأدب الجزائري ترجع إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر حيث كان ارتباط الحركة الأدبية في المغرب العربي بالمشرق قائما "

    -2إطلاق أحكام القيمة المعيارية كما تجلى ذلك في دفاع المرحوم د. محمد مصايف عن محمد العيد آل خليف معتمدا على معيارين هما:

    معيار الطرب والاهتزاز ن في قوله " وتمعن البيت الأخير بصفة خاصة ألا يهزك عند قراءته "هذا فضلا عن معيار تقليدي وهو الوحدة العضوية (أرسطو طاليس)

    3-دلت المعارضات النقدية المشار إليها آنفا على فهم مبتسر لمعنى "الأدبية " وقد أسهمت في إقصاء نصوص من الدراسة الممكنة طالما أن هذه النصوص خرجت عن معيار الأدبية الذي يجري فيه هوى هؤلاء .

    4-غياب التخصص :وهذا أمر واضح في كل الكتب النقدية الجزائرية ، ثمة ما قد نسميه النقد الجامع أي الذي يجمع النصوص الأدبية كلها ولا يضيع أمامه شكلا معينا منها وهكذا تجد كتابا واحدا يحتوي مقالات نقدية في أشكال أدبية متعددة :القصة ، الشعر ، الرواية ،دون أن يشكل ذلك حرجا لصاحبه .

    فلابد أن النقد بصورته المرتبكة هذه ،كان متأثرا بعصر الإحياء وما كان عليه النقد في المشرق أو ما انتهى إليه جيل الرواد أمثال طه حسين والعقاد ومصطفى صادق الرافعي وغيرهم الذين شكلوا في النهاية خلفية مبطنة للنقد الجزائري لدى جيله الأول .

    الثانية: مرحلة نقد النقد
    من ناحية أخرى ،بدا لي أن النقد الجزائري كان يمكن أن يأخذ مسارا آخر لو ساد ما يعرف بـ"نقد النقد " ودخلت المثاقفة في شكلها الحقيقي لا المزيف ركنا أساسيا في المشهد النقدي الجزائري ، ولكن الحاصل أن هالة من الهيبة والتحفظ كانت تميز تجارب هؤلاء النقاد ولذلك لم يجرؤ احد على مخالفتهم أو الثورة عليهم علنا ،ولم يثر أي نقاش حقيقي بين الكتاب ولعل سبب ذلك هو اشتراكهم في نوعية الثقافة الأدبية والأرضية النقدية والسياق التاريخي الذي كان مشبعا بالشعارات الإيديولوجية الوطنياتية .(مثل ما كنا نرى الدكتور الركيبي في برنامجه التلفزيوني الموسوم أقلام على الطريق الذي كان يبدو فيه إمبراطورا لا ناقدا يؤخذ من كلامه ويرد)

    إزاء كل هذا، كان لابد أن تظهر بعض الطفرات القليلة ،خاصة أمام انعدام وسائل النشر ،وهو ما أدى إلى ظهور بعض الأصوات التي أبت إلا أن تخرج عن الطاعة العمياء ، والغريب أن بعض هذه الأصوات أهدت كتبها للجيل الأول المؤسس ، فهل هي الأبوة التي تسكن الأبناء تصر على البقاء أم أن انجاز هؤلاء الآباء لا يمكن أن يمحى بمجرد إصدار كتاب أو كتابين ؟

    وأريد هنا الوقوف على مثال يتمثل في كتاب " أسئلة الكتابة النقدية " لإبراهيم رماني ،ففيه علامات ثورة على المناهج القديمة وخاصة : المنهج التحليلي التركيبي والتاريخي والموضوعاتي والتي اعتمدها كل من د.عبد الله ركيبي ،ومحمد مصايف وقد أهدى المؤلف كتابه هذا إلى د. عبد الله ركيبي وهو شكل من أشكال الاعتراف والتواصل بالرغم من أن الكتاب هو مرافعة ضد القناعة التي انتهى عليها النقد الجزائري آنذاك . ( إلا أن هذا نقد فيه عدم الثورة الجارحة على المتقدمين، نخالفهم نعم لأن لكل جيل رأيه ولكن هذا لا يعني الرفض والجحود)

    وقد لا حظت ، وهو رأي شخصي ليس إلا ، أن المؤلف يدعو إلى المنهج البنيوي على المستوى الخطابي ولكنه لا يستطيع تطبيقه على مستوى القراءة النقدية ،إذ تمتلئ مقالات الكتاب بالأحكام المسبقة والخلط بين المصطلحات وعدم تحكم واضح في اللغة النقدية ،واخترت هذه الفقرة للتمثيل .

    يقول د.إبراهيم رماني في مقال بعنوان زمن النقد :" زمن الحوار والاستقراء ذاكرة الموروث و التأسيس زمن المراجعة الكلية وإلغاء الأطر المرجعية المسبقة نفي الأحكام الجاهزة ومواجهة النص عاريا من كل ملاباساته وشوائبه التي تخفي حقيقته التي ترسبت في ذاكرة القارئ بفعل الإلحاح عليها .زمن جديد لا يتكئ على آراء غيره أو يستند إلى أحكام الآخرين .ولا يشفع لهذا النص أو ذاك بشهادة ناقد كبير أو أستاذ معروف لان الشهادة الصحيحة في التاريخ الأدبي المكتفية بذاتها هي النص كبنية لها وجود متكامل داخليا وخارجيا "

    نلاحظ في هذا المقتبس البسيط ، كيف تغطي البلاغة الخطابية على الدلالة ،كيف يمكن فهم المنهج الذي يدعو إليه المؤلف من كل هذه المتقابلات ، كيف يمكن تقبل هذا النسق الذي اعتمده الناقد لقراءة الآخر المختلف عنه ؟

    نقول ذلك لأن عدم وضوح المنهج قد يؤدي إلى إطلاق وإصدار أحكام معيارية تحن وهم النقد البنيوي الجديد وفي ذلك تجاوز لعلمانية النقد المرجوة وتخط للمنهج الجديد نفسه ، ولابد أن الجيل الشاب الذي أتى بعد جيل الشيوخ كان هدفه نبيلا ،لكنه كان واقعا تحت نزعة الموضة والمخالفة القسرية ، ففي نهاية السبعينات بدأت موجة الدراسات البنيوية تغزو حقل القراءة العربية ،وذلك من خلال مجلة فصول النقدية التي أسهمت مساهمة معروفة في الإشهار لهذا المذهب النقدي ،فتحولت أعمال رولان بارط وغيره إلى علامات راشدة للنقد العربي بما في ذلك النقد الجزائري على ضآلته ولكن أهمية هذه التجربة أنها فتحت النص نفسه على القراءة لا ما يحيط به من معطيات غير نصية وجعلت تتقصى بعض طرق الممارسة النقدية الهادئة ذات المنهج والبعيدة عن الخطاب البلاغي الإيديولوجي.

    والمرحلة الأخيرة هي مرحلة النقد العلاماتي أو السيميائي ،ولا شك أن أعمال رشيد بن مالك وعبد الحميد بورايو وسعيد بوطاجين وعبد القادر فيدوح تعتبر رائدة في السيميائية الجزائرية إن صح التعبير .

    وهي بحق منافذ حقيقية نحو تجريب نقدي آخر قد يكون كذلك رد فعل على تضعضع النقد الجزائري وانسحابه من ساحة النقد الفعال ذي الأدوات الجديدة .

    ولكن ثمة أسئلة وملاحظات تدعو الباحث إلى إمعان النظر فيها ، ومنها الأسئلة الآتية : لماذا تأتي المناهج هكذا متأخرة عن حينها ولماذا يكون التركيز على عينات قديمة في الدراسة التطبيقية لا تترجم حقيقة العلاقة التواصلية المفترضة بين النقد وحقل الإبداع

    إن هذا الانطواء الذي نلاحظه كان يقابله انفتاح غير محدود لدى الجيل الأول ، وهي المفارقة التفاضلية بين الجيلين ، في حين نجد أن كفة التنظير غالبة على الممارسة النقدية لا التطبيق وهنا يأتي السؤال الطبيعي وهو :ما أهمية المنهج المعاصر إذا كان لا يحاول ان يمتد إلى خلايا النص الإبداعي يشرحه ويسائله من الداخل ؟

    ولكن كل هذا لا ينبغي ظان يحجب عنا أهمية النقد المنهجي ،إنه يتطلع بحسب النماذج التي اطلعنا عليها إلى :تطبيق نظريات محددة على النص الابداعي –نظرية غريماس التمعن في المنهج ومحاولة مراجعته (الاشتغال العاملي لسعيد بوطاجين )

    الاجتهاد على مستوى التطبيق من خلال الوضوح المنهجي والاصطلاحي أعمال رشيد بن مالك وعبد الحميد بورايو

    بروز التخصص والتركيز على جنس ادبي بعينه (ويغلب على هذه الدراسات اعتمادها النصوص السردية )

    وأخيرا فإن الافتقار إلى مكتبة نقدية جزائرية لأمر يحرج الباحث ويجد نفسه في حيرة من أمره كما ان الجامعة لا تعمل على طبع النقد الجامعي الذي له علاقة بالإنتاج الأدبي الوطني وحقها أن تفعل ذلك ،فكيف يمكن أن تكون عليه صورتنا النقدية بعد كذا سنة وما الطرق الكفيلة بتحسين الصورة ، تلك بعض الإشكالات التي أردت إثارتها فلعلي بذلك أشعركم بمدى عظمة الكارثة !

    إن الخروج على (أرثوذكسية) المناهج النقدية الغربية الحداثية قد لا يكون عجزاً، ولكن العجز هو انفصال النظرية عن التطبيق، أو أخذ الناقد مقولة واحدة من مقولات المنهج النقدي ظناً منه أنها هي المنهج كله. ثم تطبيقها على المبدعات الأدبية. وكي لا أتّهم أحداً بالتقصير فإني أتحدّث عن نفسي: ففي مطلع الثمانينات كان المنهج البنيوي التكويني جديداً، ولأن دراساتنا النقدية كان يصب معظمها في المنهج الاجتماعي، بسبب الاتجاه السياسي الذي كان يعاضد هذا الخط، فقد تبّنيت المنهج البنيوي التكويني لقربه من المنهج الاجتماعي، ورغبت في تطبيقه في دراستي للرواية المغربية. وقد أخذت منه مفهوماً واحداً هو مفهوم (رؤية العالم) وصنّفت الرواية المغربية المعاصرة على أساسه، دون أن أتطرق إلى المفاهيم التكوينية الأخرى التي وردت لدى غولدمان، من مثل: البنية الدالة، والوعي الجمعي.. وذلك في كتابي (وعي العالم الروائي: دراسات في الرواية المغربية) 1979، وعندما توضحت معالم (المنهج البنيوي التكويني) في وطننا العربي وتمكّنتُ من مصطلحاته ومفهوماته وخطواته. وضعت كتابي (فضاء النص الروائي: مقاربة بنيوية تكوينية) 1996، درست فيه تاريخ هذا المنهج، وأعلامه، وآلية عمله، وطبّقته على إبداع نبيل سليمان الروائي، واخترقت فيه، بعد دراسة مكونات السرد الروائي (النص الماثل) إلى (النص الغائب) حيث عالجت البنية الثقافية، والتاريخية، والاجتماعية، كمرجعية للنص الحاضر.

    وبعد دراسة الجهود التنظيرية للنقاد الغربيين في المنهج البنيوي بفرعيه: الشكلي، والتكويني، ودراسة الجهود التنظيرية للنقاد العرب في هذا المنهج، وممارساتهم التطبيقية لهذا المنهج في الحقلين: الشعري، والسردي. يمكن أن نقول إننا انتهينا إلى الملاحظات التالية:

    1-بدأ (التحليل البنيوي الشكلي) أولاً، وعندما وقف أمام الباب المسدود حين حصر همّه في (النّص وحده) جاء (التحليل البنيوي التكويني) ليكون انفتاحاً على الآفاق الثقافية والاجتماعية والتاريخية التي أغنته.

    2-هجمت علينا المناهج النقدية الحداثية دفعة واحدة، أواخر القرن العشرين: النقد الألسني، والأسلوبي، والبنيوي، والسيميائي، والتفكيكي.. إلخ. مما أشاع الاضطراب وعسر الهضم لدى نقادنا الذين استقبلوا هذه المناهج فاغري الأفواه، دون أن يميزوا بينها إلا في وقت متأخر. ولعل عدم اكتمالها، في بداياتها، حتى في بلد المنشأ ذاته، هو أحد الأسباب التي جعلتها غائمة في الأذهان، وجعلت بعضهم ينصرف عنها، ويؤثر قناعاته التقليدية.

    3-الفضل الأول في إشاعة هذه المناهج النقدية الحداثية الغربية يعود إلى النقاد المغاربة الذين أطلوا على أوربا من خلال إجادتهم لغتها، ومثاقفتهم المباشرة، حيث نشروا كتبهم في عواصم البلدان العربية المشرقية، ودراساتهم في المجلات الأدبية المشرقية أيضاً، الأمر الذي دفع ببعض نقادنا إلى تبنيّ هذه المناهج النقدية، والانفتاح على الآخر، ثم تجاوزوا مرحلة الأخذ والاستيعاب إلى مرحلة العطاء والتجريب حيث اتضحت مواقفهم، واستوت قاماتهم، وبقي عليهم أن يعملوا من أجل (تأصيل منهج نقدي عربي حداثي) يظهر هويتهم، ويبرز خصوصيتهم، ليصبحوا فاعلين في مضمار الإبداع الثقافي العالمي المعاصر.


    وسيستدعي تحليل الخطاب كذلك إسهامات العلوم الإنسانية الأخرى التي تملك وظيفة تأويلية أكيدة .

    وهذا الطرح العلمي، ليس رجوعاً إلى القضايا التي طرحتها التعاريف المختلقة، أو إلى النتائج المسجلة على المستوى النظري، بل المفترض هو معالجة متميزة وجديدة، وضمن السياقات اللفظية والمدونات والحالات التطبيقية.

    وليس من السّهل أن يوجز المرء حشداً هائلاً من المقبوسات، توزّعت على كتبٍ في النقد الأدبي الحديث والمعاصر، ولأمرٍ ماقالت العرب: "إن البلاغة في الإيجاز".

    وإذا كان في التراث النقدي والبلاغي العربي الإسلامي من زخم الأفكار وتنوع المصطلحات ما يستدعي القراءة المتجددة والتأويل، فإن في حيوية المناهج الحديثة ما يكفل الكشف عن مناطق خفية في هذا التراث أو غامضة، أو يعيد تأويل ما استقر له معنى في الكتابات والقناعات.




      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 28 مارس - 12:16